انتقاد دولي واسع لقرار ترامب بوقف تمويل منظمة الصحة العالمية على خليفة تفشي “كورونا” وإيران تتهم واشنطن بـ”قتل الناس”

عواصم- متابعات خاصة: آثار قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بوقف تمويل منظمة الصحة العالمية الكثير من ردود الفعل والانتقادات من قبل الدول الأوروبية والمؤسسات الدولية.

روسيا انتقدت القرار الأمريكي وقالت على لسان الناطقة باسم وزارة خارجيتها ماريا زاخاروفا، إن “السياسيين الأمريكيين يبحثون دائماً عن مذنب”.

وأوضحت في تصريح لوكالة تاس الروسية، الأربعاء، أن ” الشيء المهم بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية هو العثور على مذنبين بأدلة وهمية لإثبات براءتهم”.

وأضافت أن السياسيين الأمريكيين يتهمون روسيا بالوقوف وراء هزيمة هيلاري كلينتون في الانتخابات الرئاسية ، كما يلقون باللائمة على الرئيس فلاديمير بوتين جراء المشاكل في نظام الرعاية الصحية الأمريكية.

بدورها أعربت الصين الأربعاء عن “قلقها الشديد” بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعليق مساهمة بلاده المالية في منظمة الصحة العالمية التي تتعرض لانتقادات جراء إدارتها لأزمة وباء كوفيد-19.

ومنذ بضعة أيام، توجّه واشنطن انتقادات شديدة لسلوك المنظمة الأممية التي تتخذ من جنيف مقراً. وقد نددت الولايات المتحدة خصوصاً باتخاذ المنظمة مواقف اعتبرتها مؤيدة لبكين.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان إن “هذا القرار سيُضعف قدرات منظمة الصحة العالمية وسيقوّض التعاون الدولي ضد الوباء”.

وحثّ تشاو الولايات المتحدة على “تحمل مسؤولياتها والتزاماتها بجدية، ودعم الجهود الدولية ضد الوباء التي تقودها منظمة الصحة العالمية”.

كما أدانت ألمانيا تعليق ترامب المساهمة المالية للولايات المتحدة في منظمة الصحة العالمية، معتبرة أن “اللوم لا يفيد” في فترات وباء كوفيد-19 العالمي.

وكتب وزير الخارجية الألمانية هايكو ماس في تغريدة على تويتر “علينا العمل بتعاون وثيق ضد كوفيد-19”. واضاف أن “أحد أفضل الاستثمارات هو تعزيز الأمم المتحدة وخصوصا منظمة الصحة العالمية التي ينقصها التمويل مثلا لتطوير وتوزيع معدات الفحص ولقاحات”.

وأضاف الوزير أن “إلقاء اللوم لا يفيد” في الظروف الصحية الحالية موضحا أن “الفيروس لا يعرف حدودا”.

وأعرب وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عن “أسفه العميق” لتعليق المساهمة الأميركية في منظمة الصحة العالمية في قرار أعلنه الرئيس دونالد ترامب ليل الثلاثاء الأربعاء.

وكتب بوريل في تغريدة “ليس هناك أي سبب يبرر” هذا القرار في وقت تُعتبر جهود منظمة الصحة العالمية “ضرورية أكثر من أي وقت مضى للمساعدة في احتواء وتخفيف (انتشار) الوباء العالمي”.

وأضاف “فقط عبر توحيد القوى يمكننا التغلب على هذه الأزمة التي لا حدود لها”.

وكان الرئيس الأميركي أعلن الثلاثاء تعليق المساهمة المالية للولايات المتحدة في منظمة الصحة العالمية بسبب “سوء ادارتها” للوباء الناجم عن فيروس كورونا المستجد.

وما أثار غضب ترامب بشكل خاص هو انتقادات منظمة الصحة العالمية لقراره في أواخر كانون الثاني/يناير، القاضي بمنع دخول المسافرين القادمين من الصين للولايات المتحدة، وهو إجراء لا يزال يتفاخر به ترامب ويؤكد أنه أبطأ وصول الفيروس. وقال ترامب إن “الصين دائما على حق” في نظر منظمة الصحة العالمية.

من جانبها، قالت إيران الأربعاء إنّ العالم بات يعلم أن الولايات المتحدة “تقتل الناس”، بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعليق تمويل منظمة الصحة العالمية وسط أزمة وباء كوفيد-19.

والليلة الماضية أعلن ترامب أن بلاده، الممول الأول لمنظمة الصحة العالمية عبر أكثر من 400 مليون دولار سنويا، ستوقف تمويلها حتى تقييم دورها في “سوء إدارة وإخفاء معلومات حول تفشي فيروس كورونا المستجد”.

وتجاوزت حصيلة الوفيات جراء الفيروس القاتل 125 ألفا في ارجاء العالم، مع تسجيل إصابة أكثر من مليوني شخص منذ كانون الأول/ديسمبر الفائت.

وشبّه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف تجميد التمويل بحملة “الضغط الاقصى” التي تمارسها واشنطن بحق بلاده بعد انسحاب ترامب في شكل أحادي من الاتفاق الدولي في شأن البرنامج النووي الايراني.

وكتب ظريف على تويتر الاربعاء إن “التعليق المخزي لتمويل منظمة الصحة العالمية وسط جائحة سيظل عارا”.

وقال إن “العالم يتعلم ما تعرفه إيران وتجربه طوال الوقت”. وتابع أن “استقواء النظام الأميركي وتهديده وتفاخره ليس مجرد إدمان: إنه يقتل الناس”.

وتحاول إيران نفسها السيطرة على أسوأ تفش للوباء في الشرق الأوسط، إذ بلغت حصيلة الضحايا أكثر من 4,700 وفاة وأكثر من 76,300 مصاب. ودعت طهران إدارة ترامب مرارا إلى التراجع عن سياسة العقوبات، التي عارضها حتى بعض حلفاء الولايات المتحدة، خصوصا مع تفشي الوباء.

وتُعفى الأدوية والمعدات الطبية نظريا من العقوبات الأميركية، لكن عمليات الشراء يتم منعها باستمرار نتيجة عدم رغبة المصارف في المضي قدما في المشتريات خشية التعرض لعقوبات أميركية شديدة.