}
الشورى في الحكم
كانت مسألة حكم المسلمين والخلافة محلّ خلافٍ بين المسلمين وتناحر أحياناً منذ أن توفّي النّبي عليه الصّلاة والسّلام إلى وقتنا الحاضر، فلم ينصّ النّبي عليه الصّلاة والسّلام على صحابيّ معيّن لتولّي خلافة المسلمين من بعده وإن استنبط عدد من العلماء من بعض الأحاديث أحقيّة الصّحابي أبو بكر الصّديق رضي الله عنها بها، وإن عدم تحديد شخصٍ معيّن يرجع إلى حكم كثيرة منها أنّ مسألة الخلافة ينبغي أن تكون شورى بين المسلمين وباتفاقٍ بينهم، لذلك عدّ المؤرّخون فترة حكم الخلفاء الأربعة بعد رسول الله عليه الصّلاة والسّلام من أكثر الفترات رشداً وسيراً على هدي النّبي الكريم وسنّته .
بداية الحكم الأمويّ
بعد فترة حكم الخلفاء الرّاشدين التي انتهت باستشهاد علي رضي الله عنه تولّى خلافة المسلمين الصّحابي معاوية رضي الله عنه بعد تنازل الحسن بن علي عن الخلافة حقناً لدماء المسلمين، وقد أخذت الدّولة في عهد معاوية طابعاً مختلفاً عن سلفها حيث أصبح الحكم ملكياً وراثياً، وقد كان معاوية من بني أمّية بن عبد شمس الذين كانت لهم مكانة في قريش وكانوا في تنافس مع بني هاشم، وقد حرص معاوية عند تولّيه الخلافة أن يجعلها في ذريّته لذلك سمّيت تلك الدّولة التي امتدت زهاء ثلاثة وتسعون سنة بالدّولة الأمويّة نسبةً إلى بني أمية .
‘);
}
قد تتابع على حكم بني أميّة أربعة عشر خليفة وكان الخليفة الأوّل هو معاوية بن أبي سفيان الذي أسّس دعائم تلك الدّولة منذ عام 41 هجرية واستمر حكمه حتّى عام 61 هجري، وقد نهج الخليفة معاوية نهجاً في الحكم يعتمد على تنظيم شؤون الدّولة من خلال إنشاء دواوين متخصّصة ومنها ديوان الخاتم، وكذلك حرص على استمرار الفتوحات الإسلاميّة وحصلت في عهده أوّل حملة على القسطنطينيّة، ثمّ أتي من بعده ابنه يزيد الذي حكم ما يقارب من ثلاث سنوات وحصلت في عهده فتنة استشهاد الحسين بن علي رضي الله عنه، ثمّ أتى من بعده ابنه معاوية بن يزيد ثمّ مروان بن الحكم ثمّ عبد الملك بن مروان ثمّ الوليد بن عبد الملك ثمّ سليمان بن عبد الملك ثمّ عمر بن عبد العزيز ثمّ يزيد بن عبد الملك ثمّ هشام بن عبد الملك.
نهاية الحكم الأمويّ
بعد وفاة هشام بن عبد الملك بدأ الخلاف يدبّ في أركان الدّولة الأمويّة حيث تولّى الوليد بن يزيد مقاليد الحكم وثار عليه أحد أقاربه ويدعى يزيد بن الوليد فقتله ثمّ عيّن يزيد بن الوليد أخاه إبراهيم بن الوليد عند وفاته ليستقرّ الأمر أخيراً إلى مروان بن محمد الذي يلقّب بالحمار الذي حكم منذ سنة 127 هجرية واستمرّ حكمه ما يقارب خمس سنين في ظلّ أوضاع مضطربة وثورات عنيفة أطاحت بالدّولة الأمويّة سنة 132 هجرية الموافق 750 ميلادي في معركة الزّاب الشّهيرة لتبدأ بعدها مرحلة حكم العباسيّين.