حدث في مثل هذا الأسبوع (20- 26 صفر)

حدث في مثل هذا الأسبوع (20- 26 صفر)

حدث في مثل هذا الأسبوع 20- 26 صفر وفاة علامة القراءات الشيخ أحمد مصطفى أبو حسن 22 صفر 1429هـ..

Share your love

حدث في مثل هذا الأسبوع (20- 26 صفر)

وفاة علامة القراءات الشيخ أحمد مصطفى أبو حسن 22 صفر 1429هـ (2008م)
الشيخ أحمد مصطفى أبو حسن مقرئ شهير وعلامة أزهري نحرير من أهل القرآن والقراءات القرآنية الذين سخرهم الله لخدمة كتابه ونشر علومه والبذل لطلابه حيثما حل.
تخرج من الأزهر الشريف وتخصص في علم القراءات وأجيز من كبار علماء القراءات ثم تولى تدريس علوم القراءات في معهد القراءات بالقاهرة قرابة 30 سنة.
انتقل إلى الرياض عام 1983م فصار مقرئها الأبرز لأكثر من عشر سنين، ومرجع أهلها في القراءات وعلومها، لا ينقطع عن إقراء القرآن في جامعة الإمام محمد بن سعود وفي مسجد الراجحي وفي بيته، ولا تكاد تجد مقرئا أو عالما بالقراءات في مدينة الرياض إلا من تلاميذه أو تلاميذ تلاميذه.
ثم عاد إلى مصر فكان منزله بالجيزة منتدى علميًا، ومقصدًا دائمًا للطلبة الذين يأتون إليه من كل مكان يقرؤون عليه، ويتعلمون منه، ويمنحهم الإجازات بالقراءة والإقراء.
كان عليه رحمة الله- آية في الحفظ يستحضر الشواهد من الشاطبية والطيبة وغيرهما من متون القراءات ومنظومات التحريرات كما يستحضر الآية من القرآن وكان يحفظ من المنظومات في علم القراءات والعربية ما لايكاد يحفظه غيره.
كان الشيخ غاية في طهارة القلب، وسلامة الصدر، كافاً عن معايب الناس، مشتغلاً بالقراءة والإقراء.
نشأته:
اسمه: أحمد بن أحمد بن مصطفى بن أحمد بن محمد أبو حسن المليجي.
ولد بقرية مليج، من أعمال مركز شبين الكوم، بمحافظة المنوفية إحدى محافظات مصر.
وذلك يوم الاثنين 3 ربيع الأول سنة 1341 هـ، الموافق 23 من أكتوبر 1922م.
كُف بصره وعمره لم يتجاوز العامين.
أتم حفظ القرآن الكريم في كُتاب مسجد سيدي نعمة الله بمليج، على شيخه إمام ذلك المسجد الشيخ علي بن علي عيسى جمعة وكان ذلك في سن العاشرة، حيث كان إتمام حفظ القرآن مسوغًا لالتحاقه بالأزهر، فالتحق بالمعهد الابتدائي الأزهري بشبين الكوم، ثم التحق بالمعهد الثانوي الأزهري بطنطا.
انتقل بعدها إلى القاهرة وعمره 21 عاما، حيث التحق بكلية الشريعة، التي حصل منها عام 1948م على الإجازة العلمية، ثم حصل منها على إجازة التدريس في عام 1950م.
بعدما تخرج استمر قرابة ثلاثين عامًا منذ عام 1952م حتى عام 1983م في تدريس علوم القرآن وقراءاته بمعهد القراءات بشبرا (معهد الخازندار)، وهو المعهد التابع مباشرة لكلية اللغة العربية بالأزهر.

شيوخه
– الشيخ علي بن علي عيسى جمعة حفظ على يديه القرآن وأتقنه في كتاب قريته مليج.
– الشيخ محمد أحمد محمود الفحل شيخ مقرأة مسجد المليجي تلقى عليه القراءات العشر الصغرى من طريقي الشاطبية و الدرة. وأجازه بسنده حيث قرأ الشيخ محمد الفحل على مُحَمَّدٍ البَشِيرِ المَغْرِبِيِّ التُّوَاتِيِّ المَالِكِيِّ–شَيْخِ قُرَّاءِ المَغْرِبِ-(ت1311هـ)، وَهُوَ عَلَى العَلَّامَةِ الشَّيْخِ مُحَمَّدِ ابْنِ الرَّايِّسِ التُّونُسِيِّ -إِمَامِ القِرَاءَاتِ بِجَامِعِ الزَّيْتُونَةِ -، وَهُوَ عَلَى العَلَّامَةِ الشَّيْخِ مُحَمَّدٍ المَشَّاطِ التُّونُسِيِّ (ت1245هـ) وَهُوَ عَلَى العَلَّامَةِ الشَّيْخِ مُحَمَّدِ حَمُّودَة إِدْرِيسٍ التُّونُسِيِّ الحُسَيْنِيِّ، وَهُوَ عَلَى فَضِيلَةِ العَلَّامَةِ الشَّيْخِ مُحَمَّدٍ الحَرقَانِيِّ الصَّفَاقِسِيِّ المَالِكِيِّ، وَهُوَ عَلَى العَلَّامَةِ الشَّيْخِ الإِمَامِ أَبِي الحَسَنِ عَلِيٍّ النُّورِيِّ بْنِ سُلَيْمٍ الصَّفَاقِسِيِّ (المَوْلُودِ فِي 1053هـ وَ المُتَوَفَّى فِي 1118هـ)، وَهُوَ عَلَى المُقْرِئِ الإِمَامِ العَلَّامَةِ الشَّيْخِ أَبِي الضِّيّاءِ نُورِ الدِّينِ عَلِيِّ بْنِ عَلِيٍّ الشَّبْرَامَلِّسِي المِصْرِيِّ (ت1087هـ).

– الشيخ أحمد عبد العزيز الزيَّات أشهر القراء في وقته وأعلاهم سنداً، تلقى عنه القراءات العشر الكبرى من طريق الطيبة، وقد تميزت علاقة الشيخ أحمد مصطفى أبو حسن بالشيخ أحمد الزيات بالود الدائم الذي يقع بين الأستاذ وتلميذه النابغ، وتوطدت هذه العلاقة بالمصاهرة حيث تزوج ابن الشيخ أحمد مصطفى بنت الشيخ الزيات.

– الشيخ علي المرازقي من علماء الأزهر قرأ عليه من طريق الطيبة من أول القرآن إلى الآية 170 من سورة آل عمران.

إلى الرياض
انتقل الشيخ أحمد مصطفى أبو الحسن إلى المملكة العربية السعودية ليعمل مدرسًا للقراءات بمعهد القرآن الكريم التابع لجمعية تحفيظ القرآن بالرياض، من عام 1983م حتى عام 1985م، وهو الذي اجتهد فيه اجتهادًا لافتًا، دفع إلى اختياره للعمل مدرسًا للقرآن والقراءات بكلية أصول الدين بجامعة الإمام بالرياض منذ عام 1986م حتى عام 1996م، فكان بذلك واحدًا من حالات قليلة عملت بالتدريس الجامعي بدون الحصول على ما يعادل الدكتوراة، حيث سمحت له إجازة الشيخ أحمد الزيات بقراءة وتعليم القراءات العشر، وسمحت له خبرته الطويلة، واجتهاده في هذا المجال أن يتبوأ مكانة مرموقة في هذا الحقل العلمي، حيث أسهم في إثراء علوم القراءات القرآنية في الرياض.
وقد رأى المسؤولون في الكلية أن تنشأ مقرأة خاصة بالحفاظ يقرئ الشيخ فيها المتقنين الراغبين في الإجازة، فافتتحت دار القرآن، وكانت غرفة من غرف قسم القرآن يغدو إليها الحفاظ ويروحون فتخرج به عشرات من الطلاب، ونهلوا من معين علمه.
ولم يقتصر الشيخ في الإقراء على الكلية بل كان يقرئ في منزله بحي الربوة مساءً، ولما بلغت شهرته مبلغاً واسعاً كانت أمنية كثير من الحفاظ أن يَشرُفوا بالعرض عليه، فكانوا يسعون إلى مبتغاهم بالشفاعة الحسنة وينتظر بعضهم دوره أشهراً.
وقد امتد عطاء الشيخ بالرياض حتى عام 1417هـ وكان من قبل ذلك يشكو من داء السكري والقلب، وفي ذلك العام أدخل المستشفى وأجريت له عملية في القلب، فضعف بعض الشيء، ومع ذلك فقد كان يقرئ ويشق على نفسه ولا يتخلف عن عمله.
ثم رغب في عام 1417هـ في الرجوع إلى مصر ليكون بين أولاده فاستقال من التدريس.
وقد كان وقع ذلك مؤلماً لطلابه الذين ألفوا مجالسته، وتعلقت نفوسهم برؤية محياه والقراءة عليه، حتى رؤي بعض طلابه  تفيض أعينهم من الدمع حزناً على فراق شيخهم ليلة وداعه في المطار.

سعة حفظه
كان رحمة الله آية في الحفظ، يستحضر الشواهد من الشاطبية والطيبة وغيرهما كما يستحضر الآية من القرآن، وكان يحفظ من المنظومات في علم القراءات والتحريرات ما لا يكاد يحفظه غيره
فمن محفوظاته “فتح الكريم في تحرير أوجه القرآن الحكيم”، للشيخ المتولي ت 1313هـ، وفتح الكريم نظم محرر في تحرير القراءات العشر من طريق طيبة النشر يربو على 800 بيت.
ولهذا النظم اختصار اشترك فيه ثلاثة من قراء العصر الكبار هم الزيات وعامر عثمان وإبراهيم السمنودي رحمهم الله اسمه” تنقيح فتح الكريم” وعدد أبياته 462، وهو من محفوظاته أيضا .
ومن محفوظاته أيضاً -كما ذكر المرصفي- منظومة (عزو الطرق) وهي للشيخ المتولي أيضاً وهي تقع في 1120 بيتا من بحر الرجز.
ومن محفوظات الشيخ ألفية ابن مالك، ولقد نقل عن الشيخ عبد الله الحكمي أنه أُحصي محفوظ الشيخ في القراءات فبلغ 11 ألف بيت، وأن مجموع ما يحفظه في العلوم الشرعية والعربية 21 ألف بيت.

من تلاميذه
قد قرأ عليه العديد ممن صاروا أساتذة جامعيين في هذا المجال، ومنهم أفذاذ قرؤوا عليه القراءات العشر وأقرؤوا بها في مدينة الرياض ومنهم من قرأ السبع ومنهم دون ذلك، نذكر منهم:

– الدكتور سيد محمد ساداتي الشنقيطي أستاذ الإعلام الإسلامي بجامعة الإمام بن سعود.
– الدكتور إبراهيم بن سعيد الدوسري الأستاذ بكلية أصول الدين بجامعة الإمام بن سعود.
– الدكتور عبد الله عبد الرحمن محمد الشثري أستاذ الدراسات العليا في كلية أصول الدين بجامعة الإمام.
– الدكتور نبيل بن محمد إبراهيم آل إسماعيل عضو هيئة تدريس في كلية أصول الدين، جامعة الإمام.
– إبراهيم عبد الرزاق أبو علي أستاذ علوم القرآن والقراءات بجامعة الإمام.
– الدكتور إيهاب بن أحمد فكري مدرس القرآن والقراءات بالمسجد النبوي.

– الدكتور عبد الله صالح محمد العبيد.
– الدكتور سعيد بن وهف القحطاني.
– الدكتور عبد الله سفيان محمد الحكمي.
– محمد فوزان حمد العمر رئيس قسم الدراسات القرآنية بكلية المعلمين.
– الشيخ عادل سالم الكلباني.

– الشيخ أحمد حامد آل طعيمة. 
– الشيخ خالد بن سليمان مهنا إمام المسجد النبوي.
– الشيخ حسن أحمد حماد، وهو من مدرسي القرآن في كلية أصول الدين بجامعة الإمام.
– الدكتور عباس مصطفى أنور إبراهيم الملقب بالمصري.
– والطبيب محمد سامر ممدوح النص.
– الدكتورة سعاد عبد الحميد صاحبة كتاب تيسير الرحمن في تجويد القرآن.
– الدكتورة كوثر الخولي. 
وغيرهم الكثير.

وفاته:

كانت وفاة الشيخ أحمد مصطفى أبو حسن فجر يوم الجمعة 22 من شهر صفر عام 1429هـ الموافق 29 فبراير 2008م ودفن بقرية مليج مركز شبين الكوم بمحافظة المنوفية حيث مسقط رأسه.
اللهم اجعل قراءته وإقراءه لكتابك العظيم شفيعا وأنيسا له في قبره، وأمانا من الفزع الأكبر يوم الحشر اللهم آمين.
 

Source: islamweb.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!