وقالت مصادر أهلية لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن بعض المناطق في طرابلس الكبرى تعاني انقطاعات في التيار الكهربائي تصل إلى 10 ساعات يوميا، رغم وعود حكومة عبد الحميد الدبيبة بحل الملف منذ شهور.

كما يشكو نشطاء في طرابلس عبر منصات التواصل الاجتماعي من الارتفاعات المتتالية في أسعار السلع الغذائية، التي سجلت زيادة 4 مرات خلال مدة قصيرة، مقارنة مع الأسعار قبل أشهر.

وخرجت أصوات كذلك من داخل نقابة المعلمين للضغط على حكومة الدبيبة ومصرف ليبيا المركزي، لتنفيذ الحكم الصادر عن محكمة استئناف البيضاء الذي يلزمهما بزيادة رواتبهم وفق جدول القانون رقم 4 لعام 2018.

تهديد الميليشيات

لكن في المقابل، سارعت المجموعات المسلحة والميليشيات الداعمة للحكومة منتهية الولاية، التي تسمى “قوة الدستور والانتخابات”، بتوجيه التهديدات والوعيد إلى الداعين للتظاهر في العاصمة طرابلس.

وقالت الميليشيات في بيان، إنها “تحذر كل منظمي المظاهرات تحت شعارات الكهرباء والجرحى والمرتبات”، قائلة إن تلك الشعارات “تستخدم لدغدغة مشاعر المواطنين وزعزعة أمن العاصمة”.

وبالتزامن مع هذا البيان، وصل إلى العاصمة من مدينة مصراتة رتل من السيارات المسلحة التابعة للميليشياوي مختار الجحاوي، لدعم القوات المؤيدة للحكومة منتهية الولاية، في ظل الاستنفار تحسبا لخروج التظاهرات.

وتعليقا على هذه الأوضاع، قال المحلل السياسي الليبي عز الدين عقيل، إن “طرابلس ترزح تحت فاشية المجموعات المسلحة والميليشيات التي تقمع المواطنين وتكمم الأفواه بسياسة لم يسبق لها مثيل منذ عهود الاحتلال” وفقا لتعبيره.

وأكد عقيل أن “أمراء الحرب وقادة الميليشيات يريدون أن تستمر حالة العنف والفوضى، لقطع الطريق أمام التوصل إلى حلول سياسية تفضي إلى استقرار البلاد”، مذكرا بأن هذه المجموعات “كانت مصدر ترويع لأهالي طرابلس خلال الاشتباكات والمواجهات العديدة التي افتعلوها طيلة الشهور الماضية”.

وشدد عقيل على أنه “لا سبيل للحل إلا باستعادة الدولة لهيبتها ووقف احتكار القوة، ووضع حد للميليشيات وفوضى السلاح عبر برامج وتجارب استخدمت في دول كثيرة حول العالم. كفى طرابلس دمارا، وكفى السكان فقدا ورعبا وفقرا”.

وعن أخطر الأزمات التي تعيشها طرابلس، أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة سرت عبد العزيز عقيلة، أن سيطرة الميليشيات والمجموعات المسلحة على العاصمة من أهم الملفات التي تعانيها ليبيا على مدار السنوات العشر الأخيرة.

وأشار عقيلة إلى أن ليبيا تعول على الانتخابات الرئاسية “كحل وحيد” للتخلص من هذه المعضلة والعديد من الأزمات التي تحاصر البلاد، مطالبا بمساندة المجتمع الدولي “كي تتمكن البلاد في النهاية من الوصول إلى صندوق الانتخابات لتتحقق إرادة الشعب”.

وكان البرلمان الليبي كلف فتحي باشأغا برئاسة الحكومة، إلا أن الدبيبة رفض ترك منصبه قبل إجراء انتخابات، فيما اختارت حكومة باشأغا العمل من سرت وبقيت حكومة الدبيبة في طرابلس.