‘);
}

مقدمة الخطبة

الحمد لله الذي هدانا للإيمان بفضله وإحسانه، وبين لنا منهج الإيمان بوحيه وقرآنه، وأثابنا خير الثواب على قليل العمل بجوده وامتنانه، والصلاة والسلام على من بعثه الله هادياً وبشيراً بجنته ورضوانه، ونذيراً ومحذراً من عقابه ونيرانه.

الوصية بتقوى الله تعالى

عباد الله، أوصيكم ونفسي المقصرة بتقوى الله وطاعته، فاتقوا الله حق التقوى؛ فهي خير وصيةٍ يوصي بها موصِي وخير وصيَّةٍ يعمل بها مُوصَى، يقول الحقّ سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ).[١]

الخطبة الأولى

عباد الله، لقد أجمع أهل العلم على أنّ الإيمان: قولٌ باللسان، وعملٌ بالجوارح والأركان، وإقرارٌ بالقلب والجنان، ولا يكتمل الإيمان إلّا باجتماع هذه الثلاثة فلا يصح إيمانٌ بلا عملٍ، ولا يصحّ إيمانٌ بلا إخلاصٍ ونيَّةٍ، ولقد جاءت الآيات الكريمة والسنة النبوية لتبين لنا مسالك الإيمان القولية والعملية، وأوضحت لنا طريق الإيمان ليتزوّد من تزود، فتزوّدوا عباد الله، وإنّ خير الزاد التقوى، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- كما صحّ عنه في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-: (الإِيمانُ بضْعٌ وسَبْعُونَ، أوْ بضْعٌ وسِتُّونَ، شُعْبَةً، فأفْضَلُها قَوْلُ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأَدْناها إماطَةُ الأذَى عَنِ الطَّرِيقِ، والْحَياءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإيمانِ).[٢][٣]