تشير دراسة جديدة صغيرة أجرتها جامعة ترينتو (University of Trento) إلى أنَّه يمكن تعلُّم السعادة من خلال برنامج مدته تسعة أشهر، لكنَّ الخبراء يؤكدون أنَّك لست بحاجة إلى دورة مكثفة لتطبيق بعض هذه المبادئ على حياتك الخاصة.
في هذه الدراسة، أكمل تسعة وعشرون مشاركاً في إيطاليا برنامج “فن السعادة” (The Art of happiness) التابع إلى معهد لاما تي زونغ كابا (Lama Tzong Khapa)، وكان 72٪ من بين المشاركين نساءً، وجميع المشاركين كانوا من البيض، وجميعهم كانوا متطوعين ولم يحصلوا على تعويضات؛ حيث نُشِرَت الدراسة في مجلة فرونتيرز أوف سايكولوجي (Frontiers of Psychology) في الأول من شهر شباط.
مرةً كل شهر، يشارك الأشخاص في الدراسة إما كنشاط في عطلة نهاية الأسبوع ويسمى وحدة، أو ينضمون إلى دورة مكثفة، وتتضمن بعض الموضوعات التي يتحدث عنها البرنامج ما يلي:
- آثار التدريب الذهني والتأمل.
- علم النفس وعلم الأعصاب المرتبط بالصحة والسعادة.
- المرونة العصبية.
- تفاعلات العقل والدماغ والجسم.
- الشبكات العصبونية للدماغ المسؤولة عن الانتباه وشرود الذهن.
- التعاطف.
يقول ويليام تشوم (William Chum)، استشاري في الصحة النفسية في مدينة نيويورك (New York) لموقع فيري ويل (Verywell): “إذا لم نعمل من أجل الصحة، فنحن لا نعيش حياتنا في أفضل طريقة ممكنة ومُرضية. من المهم جداً العمل من أجل السعادة واختيارها وجعلها أولوية”.
شاهد بالفيديو: 19 نصيحة للعثور على السعادة في الأوقات العصيبة
[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/qNTkF2CDylU?rel=0&hd=0″]
تعليم السعادة:
أجرى المشاركون في البرنامج استطلاعات لقياس مستوى سعادتهم قبل وخلال وبعد اكتمال البرنامج، ووجد الباحثون أنَّه يوجد زيادة تدريجية لدى المتطوعين من حيث:
- مستويات الرضا عن الحياة.
- القدرات للوصول إلى حالات ذهنية غير انتقادية.
- القدرة على التصرف بوعي.
- القدرة على عدم الاستجابة إلى التجارب الداخلية (أفكارك ومشاعرك وأحاسيسك).
- القدرة على السيطرة على حالة الغضب الداخلية.
وقد أكدَّ المشاركون أنَّهم شعروا بمستويات أقل من القلق والغضب بعد الانتهاء من البرنامج.
لقد قيمت هذه الدراسة السعادة من خلال النظر في المشاعر السلبية غير المتكررة، والمشاعر الإيجابية المتكررة، والتقييمات المعرفية للرضا عن الحياة. ومع ذلك، يقول تشوم: “إنَّ تقييم السعادة من خلال المشاعر الإيجابية والسلبية المتكررة، لا يشكل سوى جزءاً بسيطاً من الحل، ويمكن لأي شخص الشعور بالسعادة، حتى عندما يوجد تأثير سلبي عليه، على الرغم من شعوره بالسوء”.
سواءً في الوحدات الأسبوعية أم الدورة المكثفة، شارك المتطوعون في العروض التقديمية والأنشطة الفردية والجماعية والتمرينات المنزلية.
وقد أظهرت الأبحاث السابقة وجود علاقة بين السعادة ونوعية العلاقات الشخصية، وهو عامل لم تتضمنه الدراسة. تقول الدكتورة إميليانا ر.سيمون توماس (Emiliana R. Simon-Thomas)، مديرة العلوم في جامعة بيركلي، كاليفورنيا، مركز جريتر جود ساينس سنتر (the University of California, Berkeley’s Greater Good Science Center)، لِفيري ويل: “لم أرَ أي تدابير تركز على إجراء تغيير في نوعية العمل بين الأشخاص نتيجة المشاركة في البرنامج. من المهم أن تقدم أي دراسة عن الصحة النفسية أو السعادة بعض الأدلة على أنَّه يوجد القليل من الفائدة أو التغيير في نوعية التواصل البشري”.
كيف يمكنك الاستفادة من ذلك؟
كي تعمل على زيادة مشاعر السعادة في حياتك، لست بحاجة إلى برنامج محدد؛ حيث يوجد أساليب ثابتة؛ مثل إضافة تمرينات النشاط الذهني والتأمل والتعبير عن الامتنان إلى روتينك، والتي يمكن أن تساعد في تحسين مزاجك اليومي.
خطوات صغيرة يمكنك اتخاذها لتحقيق السعادة:
يؤكد كل من تشوم وسيمون توماس على أنَّه يمكن لأي شخص العمل لزيادة مستوى سعادته. تقول سيمون توماس: “يوجد تصوراً بأنَّ السعادة، التي غالباً ما يُشار إليها بالسلامة الذاتية، أو السلامة النفسية بين أوساط العلماء، بأنَّها صفة فطرية في حياتنا لا نملك السيطرة عليها. كما يوجد احتمال أن يتغير مستوى سعادتهم نتيجةً للجهد والممارسة والتمرين”.
وكانت إحدى الأفكار الرئيسة لهذه الدراسة الأخيرة، هي تعليم المتطوعين طريقة ممارسة اليقظة الذهنية؛ حيث يمكن ممارستها في الحياة اليومية ولا تتطلب التزاماً لمدة تسعة أشهر، فقد ثَبُتَ أنَّ الممارسات المختلفة التي تنطوي عليها اليقظة الذهنية – مثل التأمل – تعمل على تحسين سعادة الناس مع مرور الوقت. يقول تشوم إنَّه يحب تعليم عملائه طريقة استخدام اليقظة الذهنية لتقبل الأمور التي تحدث في حياتنا.
يمكن أن تساعد اليقظة في تحسين الصحة النفسية، لكن ليس في الضرورة أن تنجح مع الجميع.
ويضيف تشوم: “قد يكون العالم من حولنا ينهار، وقد تستمر أزمة جائحة كورونا، فإذا كان الشخص قادراً على تحديد مشاعره، فسوف يتمكن من التعرف على مدى تأثير ذلك فيه؛ ويمكن لليقظة الذهنية أن تساعد الشخص على أن يجد الأمان، حتى في هذه اللحظة”.
تقول سيمون توماس: “من أجل البدء في مواجهة سعادتنا، يعد التفكير أمراً بالغ الأهمية. حيث تبدأ الخطوة الأولى إلى الشروع في طريق أو مسار أو رحلة زيادة السعادة بالوعي الذاتي، والتفكير في مستوى سعادتنا الحالي، وأنواع اللحظات التي نواجهها يومياً، والتي يمكن أن تساهم إما في زيادة سعادتنا أو تقليلها”.
من هنا، توصي سيمون توماس بأن يحاول الناس ممارسة ست مهارات لتحقيق سعادة دائمة، وتتضمن بالإضافة إلى اليقظة الذهنية:
- الامتنان.
- التواصل البشري.
- التوقعات الإيجابية.
- الأهداف.
- الكرم.
- اليقظة الذهنية.
المصدر