رغم مخاطر العدوى العكسية.. السياحة الصينية تعود للحياة

بدأت الحياة تعود تدريجيا إلى النشاط السياحي في العاصمة بكين بعد إغلاق استمر لأكثر من شهرين منذ انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في الصين نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي.

Share your love

عدد من الزوار في حديقة "جينغشان" وسط العاصمة بكين (الجزيرة)

الجزيرة نت-بكين

بدأت الحياة تعود تدريجيا إلى النشاط السياحي في العاصمة بكين بعد إغلاق استمر لأكثر من شهرين منذ انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في الصين نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وأعادت الكثير من المواقع السياحية -خاصة في ضواحي المدينة- فتح أبوابها أمام الزوار وفق توقيت زمني جديد، مع تخفيض السقف الأعلى لعدد الزوار إلى ما نسبته 30% من أفضل قدرة استيعابية.

وباتت مشاهد الاحتشاد مألوفة خلال الأيام الأخيرة رغم الدعوات الكثيرة لاتخاذ تدابير أكثر صرامة، لمنع حدوث موجة ثانية من العدوى وانتشار الوباء.

شروط جديدة
على بعد نحو 70 كيلومترا من مركز المدينة يقع “بادالينغ”، وهو القسم الأكثر شيوعا من سور الصين العظيم شمال غربي بكين، حيث أعيد افتتاحه نهاية الشهر الماضي، وحدد المسؤولون عنه عدد الزوار اليومي بـ19,500 زائر، على أن يتم حجز التذاكر مسبقا وفق الاسم الحقيقي.

عدد من الزوار أمام حديقة “جاويانغ” شرق بكين يخضعون لفحص درجات الحرارة (الجزيرة)

ووفق المبادئ التوجيهية للوقاية من الوباء والسيطرة عليه، يتوجب على زائري المواقع السياحية على مستوى بكين ارتداء الكمامات طوال الرحلة والتعاون مع إدارة موظفي المنطقة، كما يحظر تماما التجمع، والاحتفاظ بمسافة تزيد على متر واحد، حسب ما ورد على الموقع الرسمي لمنطقة “بادالينغ”.

لكن بعض مستخدمي الإنترنت شككوا بقدرة السلطات الرسمية على ضبط حركة الزوار داخل المناطق السياحية في ضواحي المدينة، بعد انتشار مقاطع فيديو تظهر اكتظاظ الآلاف من السياح خلال عطلة عيد “زيارة المقابر” التقليدي يومي 4 و5 من الشهر الجاري.

وعلق أحد المستخدمين قائلا إنه لا يجرؤ على زيارة مثل هذه الأماكن في ظل هذا الازدحام، وإن عددا من الأشخاص “لا يلتزمون بالتعليمات ولا يرتدون الأقنعة”، فيما قال آخر إن الوباء “لم ينته بعد، ويجب على الجميع ألا يشعروا بالاسترخاء”.

ورد عليهما آخرون بأن الوقت قد حان للخروج والاستمتاع بالربيع بعد قضاء فترة طويلة في المنازل، وأن “الازدحام لن يدفعهم للتراجع”.

أما في وسط المدينة فثمة مفارقة واضحة بين ما كان يشهده المركز من ازدحام وما بات عليه اليوم، فالحركة السياحية داخل المدينة لم تشهد اكتظاظا كبيرا رغم إعادة فتح أغلبية الحدائق العامة.

وعند المدخل الرئيسي لحديقة “جاويانغ” شرق بكين يصطف عدد من الأشخاص للخضوع لفحص درجات الحرارة قبل اجتياز البوابة الإلكترونية التي توصل إلى ساحة الحديقة الرئيسية.

سياح  في حديقة “يويوانتان” غرب بكين (الجزيرة)

ويقول أحد الزائرين -وهو في طريقه للعب كرة التنس مع طفلته- إن أغلبية الأشخاص يفضلون زيارة مناطق المناظر الخلابة في أطراف المدينة للاستمتاع بموسم تفتح الأزهار، مشيرا إلى أن استمرار إغلاق المرافق الترفيهية في الحدائق العامة داخل المدينة قلل عدد زوارها.

وأضاف للجزيرة نت أن المرافق السياحية -التي أصدرت مبادئ توجيهية لدخولها- توعدت بفرض غرامات على المخالفين “لكن عدد السياح الكبير في بعض المناطق يحول دون قدرة السلطات على المراقبة والسيطرة”.

ويرى الصحفي لي قانغ أن القدرة الاستيعابية للمناطق التي يقصدها كثير من السياح كبيرة، وأن وضع حد أقصى لعدد الزوار أقل من قدرتها الاستيعابية يبقيهم في أمان.

وأضاف في حديث مع الجزيرة نت أن على الإدارات المعنية التشديد في فرض تعليمات الدخول والتنزه “لتقليل المخاطر إلى الصفر”.

تحفيز السفر
ووفق تقرير لمعهد أبحاث السياحة الصينية صدر في السابع من الشهر الجاري، بلغ إجمالي عدد السياح الذين زاروا مناطق جذب سياحي خلال عطلة عيد “زيارة المقابر” نحو  43 مليونا على مستوى البلاد، وانتعشت شعبية تلك المناطق بشكل ملحوظ، وشهدت عدد سياح بنحو 50٪ مقارنة بعطلة العام الماضي، حسب التقرير ذاته.

سياح يتجولون في جزء من سور الصين العظيم يعرف باسم “بادالينغ” (مواقع التواصل)

وتجاوز عدد المواقع السياحية -التي أعيد افتتاحها ويمكن حجزها على موقع “سي تريب” (Ctrip)- ما يزيد على 2800 موقع، منها نحو 140 موقعا خلابا حاصلا على “5 أي” (5A)، وهو أعلى تصنيف في البلاد، وزادت مبيعات التذاكر المحلية خلال الأسبوع الماضي بنسبة 114٪ على أساس شهري، حسب تقرير للموقع.

ويرى مختصون أن انتعاش السياحة -رغم مخاوف انتشار الوباء- يرجع لسياسات التحفيز، مثل تذاكر الدخول المجانية لزوار مناطق جذب السياحة الرئيسية، وكوبونات الاستهلاك المقدمة في العديد من الأماكن التي تتراوح بين 30 و80 يوانا (4 و11 دولارا).

وقال معهد أبحاث السياحة الصينية إن سكان الحضر والريف يعيشون منذ عيد رأس السنة الصينية في عزلة، ولديهم رغبة قوية في الخروج.

وتوقع موقع السياحة الصيني “سي تريب” في تقرير له أن تكون ذروة السفر المقبلة في 1 مايو/أيار المقبل بعد الذروة التي شهدتها عطلة عيد “زيارة المقابر” التقليدي.

شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!