‘);
}

زهد عمر بن الخطّاب رضي الله عنه

أيقنَ عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- أنَّ هذه الدّنيا هي دارُ اختبارٍ، وما هي إلَّا ممرٌّ للآخرةِ، فهيَ لا وزنَ لها ولا قيمة إلَّا بالعملِ الصّالحِ، وأنَّ الآخرةَ هي الباقيةُ؛ فكانَ يجلسُ على التّرابِ وتحتَه رداءٌ كأنَّه من الرّعيةِ، فلا تشعرُ بأنَّ عليهِ حُلَّة الملوكِ، ورغمَ أنَّه تركَ الدّنيا إلا أنَّها أقبَلت عليه. وكَثُرَت في عهدِه الفتوحات، ولم يأكل من طعامٍ صُنِعَ للمؤمنينَ.[١]

وزُهدُ عمر بن الخطّاب هو من أبرز صفات شخصيّته -رضي الله عنه-، فقد عاشَ ببدنهِ مع النَّاسِ، وقلبُه وروحُهُ معلَّقان بالآخرةِ، وكانَ زاهداً في مطعمهِ ومشربهِ وفي لباسهِ، ومن ذلك أنَّه تأخَّرَ يوماً على صلاةِ الجمعةِ لرداءٍ كان يغسلهُ ويلبسهُ وليس له غيره. ورغم شدّة زهد عمر إلّا أنّه لم يكن زُهداً في الأهل والأولاد كتركهم أو الابتعاد عنهم، ولا الزهد عن كلّ المال، ولكنَّه زُهدٌ في الدّنيا وملذّاتِها، وعن الرّاحةِ، فقد أكبَّ على الفتوحاتِ والجهادِ في سبيلِ اللهِ -تعالى-، وكانَ يرى النّبي -صلّى الله عليه وسلّم- قدوته في كلِّ أموره.[٢]