بالطبع لن نتوقع من الطفل ان يقوم بخطوات الإسعافات الأولية في عمره الصغير، لكن تعريفه ببعض المبادئ يسهل من الأمر.
تحاول الأمهات دائما ان يبعدن أطفالهن عن أماكن الخطر وبذلك يتعرف الطفل بصورة تلقائية على عامل الوقاية، فهو يعرف خطورة الاقتراب من النار وخطورة الأدوات الحادة، لكنه بالطبع يجهل التعامل مع الحوادث.
وكما تقول خبيرة التربية في مؤسسة الصحة البريطانية «سوزان اونيل»، فإن جعل الإسعافات الأولية أمرا يرتبط بالحياة اليومية، سيوفر كثيرا من الجهد على الأم عند تعرض الطفل او أحد أفراد العائلة للأذى، فالطفل بطبعه يحب المشاركة ويسعى ان يكون له دور بما يحدث حوله ومساعدة الطفل على المشاركة الإيجابية لن يأتي فجأة، بل سيكون تدريجيا ومن المقترحات المفيدة وهي خلاصة خبرة وتجارب، الأفكار التالية:
– ليكن حديثك مع طفلك ليس فقط تحذيريا، بل أيضا وقائيا بالإضافة الى إعطائه معلومة بسيطة في كل مرة مع معاودة نفس المعلومة في مرات قادمة كي يستوعب هذه الكلمات مثلا عند قولك له لا تقترب من النار او لا تمسك الإناء وهو ساخن، اخبريه أيضا عما يمكن ان يحدث بعد ذلك، فإذا سألك عن النار وسيارة الإطفاء قولي له ان رجال الإطفاء يطفئون النيران برشها بالماء.
– هذه المعلومة البسيطة تبقى في ذاكرة الطفل فهو سيحفظها من عمر العامين ونصف العام تقريبا، فعندما تقولين له كيف نطفئ النار سيقول بالماء.. شيئا فشيئا.. وعندما يتقدم بالعمر يمكنك إضافة بعض التفاصيل عن كيفية إطفاء الحرائق والتمييز بينها.
– ضعي صندوقا في المنزل يحمل أدوات للإسعافات الأولية كالضمادات والقطن وأدوات التعقيم وغيرها ولكن ضعيها بعيدا عن متناول يد الطفل وفي الوقت نفسه دعيه يعرف مكانها كي يستدل عليها عند الحاجة.
– تحدثي معه دائما واخبريه بأن لكل شيء علاجا، استمعي لهواجسه.. حاولي ان تعرفي من كلامه ردود أفعاله عن مخاوفه، فهناك أطفال يخافون رؤية الدم.. وآخرون يخافون الإبر، لذا فإن التعرف على ذلك مسبقا سيجعل التعامل مع الحالة اكثر سيطرة.
– أما في حالة تعرض الطفل لحادث ما ولو كان بسيطا، من المهم ان يكون تماسكه كبيرا بان تشعريه أن ما حدث له امر بسيط وحتى لو كانت اصابته مؤلمة، فالطفل يستمد قوته من قوتك.. واليك بعض المقترحات، كما ورد بجريدة الشرق الأوسط:
– في حالة سقوط الطفل او جرحه او حرق إصبعه حرقا طفيفا او تعرضه للدغ حشرة ما، فإن ما عليك فعله طمأنته وتواصل الحديث معه عن ما ستفعلانه الآن.
– حاولي السيطرة على بكائه عن طريق التركيز بما يحدث، فالطفل الواعي لجرحه والذي عادة ما يكون بين عمر 2 ـ 3 سنوات يصعب عليه تركيز انتباهه على امر آخر فهو يريد ان يعرف ماذا يجري له؟ ومن الأفضل التركيز على ذلك، بجعله يشارك بما يحدث.
– خطوة بخطوة اخبريه بانك ستنظفين له الجرح ثم تضعين الضمادة وتصرفي وكأنك تلعبين معه.. مثلا اجعلي الضمادة تسقط من يدك كي تساعديه على الضحك وإضفاء جو من المرح.
– اثناء معالجتك الجرح اخبريه عن فائدة ما تفعلينه قبل الحديث عن مادة التعقيم ودورها في تنظيف الجرح والضمادة ودورها في لأم الجرح وحمايته من الأوساخ.
اذا كان لديك طفل اكبر فلا بد من جعله مشاركا ايضا وليس مشاهدا فقط وبإمكانك ان تسندي له بعض المهام:
– اطلبي منه ان يحضر لك صندوق الضماضات الصغير فهو بالطبع سيعرف مكانه.
– دعيه يفتح الصندوق وأنت تقومين بطمأنة طفلك الآخر، ثم اطلبي منه ان يناولك ما تحتاجين له من مواد وضمادات وغيرها.
– لا مانع من جعله يساعدك في وضع الضماد.
اطلبي منه ان يضع الأشياء في مكانها كي لا تتسخ وافهميه أهمية المحافظة على نظافتها موضحة ان الجروح تحتاج دائما ان تكون نظيفة وغير ملوثة.
المصدر: بوابة المرأة