سنن النبي في إفطار رمضان
إنَّ اتِّباع سُنة النبي -صلى الله عليه وسلم- هي السبيل الوحيد لنيل شفاعته، والشرب من حوضه يوم القيامة شربةً لا نظمأ بعدها، فقد يُردُّ أُناس عن حوض النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم القيامة وذلك لتبديلهم بسُّنة النبي -عليه الصلاة والسلام-.
تقول السيدة عائشة -رضي الله عنها-: (سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ- يقولُ: وَهو بيْنَ ظَهْرَانَيْ أَصْحَابِهِ إنِّي علَى الحَوْضِ أَنْتَظِرُ مَن يَرِدُ عَلَيَّ مِنكُمْ، فَوَاللَّهِ لَيُقْتَطَعَنَّ دُونِي رِجَالٌ، فَلأَقُولَنَّ: أَيْ رَبِّ مِنِّي وَمِنْ أُمَّتِي، فيَقولُ: إنَّكَ لا تَدْرِي ما عَمِلُوا بَعْدَكَ، ما زَالُوا يَرْجِعُونَ علَى أَعْقَابِهِمْ).[١]
ومن سنن النبي -عليه الصلاة والسلام- التي يُحبَّذُ اتِّباعُها سُننُه في إفطاره، وهي كما يأتي:
الإكثار من الدعاء عند الإفطار
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ثلاثة لا تردُّ دعوتُهم.. والصَّائمُ حتَّى يفطرَ، ودعوةُ المظلومِ)،[٢] فعلى الصائم أن يغتنم هذا الوقت بالاستغفار والانكسار للواحد القهَّار والإلحاح عليه بالدعاء؛ لتستجاب دعوته، فهذا وعدٌ من الله -تعالى- لإجابة دعائه، وكما ورد أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا أفطر قال: (ذهب الظمأُ وابتلَّتِ العروقُ، وثبَت الأجرُ إن شاء اللهُ).[٣][٤]
تفطير الصائمين
أجر من يفطِّرُ صائم كأجر الصائم؛ فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من فطَّر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئًا)[٥] فتفطير الصائم سبب من أسباب الوقاية من النار والنجاة منها؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: </span>(اتقوا النار ولو بشق تمرة).[٦][٧]
التعجيل بالإفطار والإفطار على تمر
كان من هديه -صلى الله عليه وسلم- الإفطار على تمرات أو رطبات، فإذا ما وجد ذلك أفطر على الماء، فقد كانَ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ-: (يُفطِرُ علَى رُطَباتٍ قبلَ أن يصلِّيَ، فإن لم تكن رُطَباتٌ فعلى تَمراتٍ، فإن لم تَكُن حَسا حَسَواتٍ مِن ماءٍ)،[٨] وكان -عليه الصلاة والسلام- من هديه التعجيل بالإفطار عند مغيب الشمس؛ فقد ثبت عنه أنه قال: (لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر)[٩][٧]
التوسّط في الشّبع
لم يكن من هديه -صلى الله عليه وسلم- إذا أفطر أن يثقل في الإفطار، أو أن يملأ بطنه بالطعام والشراب إذا أكل وشرب، فقد نهى -عليه الصلاة والسلام- عن ذلك فقال: (ما ملأ آدمي وعاء شراً من بطن، بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة، فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه).[١٠][١١]
آداب يستحب للصائم التحلّي بها في رمضان
لا بُد للمسلم من أن يتحلى ببعض الأخلاقيات والسلوكيات والروحانيات؛ التي تجعل لصيامه حلاوة، ومن هذه الآداب:
- صون اللسان عن كل ما حرَّم الله تعالى
ويتحقق صون اللسان بالكفِّ عن الغيبة أو النميمة، أو الكذب أو الشتم في رمضان أو في غير رمضان، إلا أنَّ شهر رمضان له حُرمة خاصة، فهو شهر ليس كباقي الأشهر على الإطلاق، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (قالَ اللَّهُ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ له، إلَّا الصِّيَامَ، فإنَّه لي وأَنَا أجْزِي به، والصِّيَامُ جُنَّةٌ، وإذَا كانَ يَوْمُ صَوْمِ أحَدِكُمْ فلا يَرْفُثْ ولَا يَصْخَبْ، فإنْ سَابَّهُ أحَدٌ أوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ إنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ).[١٢][١٣]
- الصيام والقرآن يشفعان للعبد
من سنن الصيام العظيمة الاهتمام بالقرآن الكريم بتلاوته وتدبر معانيه، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة؛ يقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشراب والشهوة فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه، قال: فيشفعان ويقبل الله شفاعتهما).[١٤][١٣]
- أجود ما يكون الشخص في رمضان
يستحب للصائم الإكثار من الصدقات والحثِّ عليها، وإخراجها لمستحقيها؛ فقد ثبت أن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (كانَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- أجْوَدَ النَّاسِ، وكانَ أجْوَدُ ما يَكونُ في رَمَضانَ حِينَ يَلْقاهُ جِبْرِيلُ، وكانَ يَلْقاهُ في كُلِّ لَيْلَةٍ مِن رَمَضانَ فيُدارِسُهُ القُرْآنَ، فَلرَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- أجْوَدُ بالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ).[١٥][١٣]
المراجع
- ↑رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة بنت أبي بكر، الصفحة أو الرقم:2294، صحيح.
- ↑رواه الألباني، في صحيح ابن ماجة، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:1432 ، صحيح.
- ↑رواه الألباني، في إرواء الغليل، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:920 ، حسن.
- ↑مجموعة من المؤلفين، كتاب الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 29. بتصرّف.
- ↑رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن زيد بن خالد الجهني، الصفحة أو الرقم:807 ، حسن صحيح.
- ↑رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عدي بن حاتم الطائي ، الصفحة أو الرقم:1417، تفرد به عبد الملك الجندي عن شعبة.
- ^أبعلي بن عبدالعزيز الراجحي رابط المادة (24/6/2015)، “من السنن للصائم”، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 18/2/2022.
- ↑رواه الألباني، في صحيح أبو داود، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:2356 ، حسن صحيح.
- ↑رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن سهل بن سعد الساعدي، الصفحة أو الرقم:1098 ، صحيح.
- ↑رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن المقدام بن معدي كرب، الصفحة أو الرقم:2380 ، حسن صحيح.
- ↑مجموعة من المؤلفين (13/10/2009)، “هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الإفطار في رمضان”، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 18/2/2022. بتصرّف.
- ↑رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 1904، صحيح.
- ^أبتغادة بهنسي (9/6/2020)، “في الصيام سنن وآداب”، بوابة الأهرام، اطّلع عليه بتاريخ 18/2/2022. بتصرّف.
- ↑رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:2/107، رجاله محتج بهم في الصحيح.
- ↑رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:9، صحيح.