شبل كلميمي يتألق على حلبات الملاكمة ببلجيكا

[wpcc-script src=”https://bid.underdog.media/inpageLoader.js”]

 

 

:روما ـ أمين بوشعيب

 

 

إنه نجيب العمري ذو الثمانية عشر ربيعا، إيطالي الجنسية، مغربي الأصل، صحراوي المنبت، يقيم بالديار البلجيكية رفقة أسرته الصغيرة، المكونة من الأب والأم وثلاثة إخوة: أمين وأيوب وبسمة.

اختار ممارسة رياضة الملاكمة منذ طفولته المبكرة، رغم معارضة أمه، التي عزّ عليها رؤية ابنها يتلقى اللكمات.  أو كما قالت: ” لا يمكن أن أتصور مشاهدة ابني يُضرب على رأسه ووجهه، فذلك منظر لا يمكن أن أتحمله”

أبوه الحاج بوجمعة كان يرى السعادة والفرح على محيا ولده نجيب،  وهو يهيئ حقيبته استعدادا للذهاب إلى التداريب، وهو نفس الشعور كان يراه على ابنه وهو عائد من حصة التداريب، فكان يشجعه ويقدّم كل الرعاية والدعم المعنوي،  وكان يقول له في كل مرة: ” عليك أن تكون بطلا، و لكي تكون بطلا عليك ان تؤمن بنفسك، واعلم أنك اذا حططت من نفسك فتأكد أن الناس لن يرفعوا سعرك”

مرت سنوات ونجيب يتدرب بجدية كبيرة، وهو يمنّي النفس كي يصبح بطلا، كما قال له والده. وتدرّج من الفرق الصغرى إلى المتوسطة إلى الكبرى، يحذوه نفس الأمل ويزداد حبا وشغفا بالملاكمة، فأصبحت هي همّه اليومي، كل ذلك جعل أمه تستسلم للأمر الواقع، وترضخ لرغبة ابنها الذي كان يبرهن يوما على يوم أنه أحسن الاختيار، وأنه هو البطل الموعود. فأصبحت الأم عينُها على ابنها ترعاه بالدعاء وتهيئ له حقيبته كلما همّ بالذهاب إلى الحلبة.

وهكذا، أصبح نجيب يتوفر على بنية جسمانية قوية بفعل التداريب الجدية، جاهزا لخوض المباريات الرسمية، فاستطاع أن يخطف الأضواء في العديد من البطولات التي شارك فيها، سواء على المستوى المحلي والإقليمي  أو الجهوي.

مساء الجمعة 27 شتنبر 2019 كان نجيب على موعد مع مقابلة حاسمة، وهي أول مقابلة رسمية يخوضها على المستوى الجهوي. لم تكن مباراة سهلة، فقد خاضها ضد ملاكم بلجيكي (34 سنة) متمرس وصاحب اللقب الوطني البلجيكي. لكن بطلنا أبدع وأبان على علوّ كعبه، رغم صغر سنه، وتمكن من الإطاحة بخصمه من خلال اللكمات التي كان يرسلها إلى خصمه بفنية عالية ودقة متناهية ، وسط تصفيقات وتشجيعات الجماهير الحاضرة.

بعد تحقيقه لنتيجة الانتصار صرح البطل نجيب، بكل تواضع: ” لا يمكنني استيعاب ما يحدث، لكن هذا الأمر يُظهر لي أنني قطعت شوطاً، ولا يزال تنتظرني أشواط كثيرة، أشكر والدي الذي شجعني ومدربي الذي ساعدني”.

نجيب العمري طائر حرّ من الطيور المغربية المهاجرة، ينتظره مستقبل زاهر في ميدان الملاكمة، ويتوفر على المؤهلات البدنية التي ستجعل منه ملاكما عالميا، بشهادة مدربه وكل من يعرفه.

إن نجيب العمري ليس حالة استثنائية،  فكثيرة هي المواهب المغربية التي تألقت ولا تزال تتألق في بلاد المهجر،  ليس في ميدان الملاكمة فحسب، ولكن في شتى الميادين العلمية والاقتصادية والرياضية. تألقت حين توفرت لهم الظروف المناسبة والاحتضان اللازم.

لا أدري إن كان هناك تتبع لأمثال هذا البطل من قِبَل السلطات المغربية، لتعلم كم هي مفرّطة في رعاية واحتضان أبنائها الذين يلجؤون مضطرين إلى الاحتضان الأجنبي الذي يوفر لهم كل الإمكانيات اللازمة ليصنع  منهم أبطالا يرفعون أعلامهم لترفرف شاهدة على أن هؤلاء زهد فيهم وطنهم الأم واحتضنهم الأجنبي وجعل منهم أبطالا.

Source: Raialyoum.com

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *