عصيد يتهم د.الفايد بممارسة الشعوذة و”الطب الخرافي”.. هل يمكن محاكمة العلم بالأيديولوجيا؟!

من جديد خرج الناشط العلماني "عصيد" بتصريح مثير للجدل، واستهدف هذه المرّة الدكتور محمد الفايد.

عصيد يتهم د.الفايد بممارسة الشعوذة و”الطب الخرافي”.. هل يمكن محاكمة العلم بالأيديولوجيا؟!

هوية بريس – نبيل غزال

من جديد خرج الناشط العلماني “عصيد” بتصريح مثير للجدل، واستهدف هذه المرّة الدكتور محمد الفايد.

عصيد قال بأن آراء الفايد والتوجيهات الغذائية التي يقدمها لمتابعيه عبر قناته باليوتيوب “عندها علاقة بعودة الشعوذة و”الطب” الخرافي المرتبط بتيار الإسلام السياسي، والذي هو من نتائج تدهور التعليم” معتبرا أن “هادشي مؤشر لقلق الخطاب الديني واضطرابه أمام فقدانه رمزية التأثير في زمن كورونا”.

وأضاف عصيد، في تصريح لموقع “كود”، أنه لهذا السبب يقوم الإسلاميون “بمحاولة استيعاب الوضع واستعادة الثقة، وخاصة بعد أن فشلوا في ترويج خرافة الغضب والانتقام الإلهي، لكن يبدو أن رد فعل الجمهور كان حاسما ضد الخرافة، ما يعني أن ما بعد كورونا لا ينبغي أن يكون هو ما قبلها”.

صراحة اتفقنا أو اختلفنا مع د.محمد الفايد، لكن لا يمكن المزايدة عليه في مجال تخصصه، فهو دكتور متخصص في المايكروبيولوجيا الصناعية والبايوتيكنولوجيا الغذائية، كما أنه يقدم خلاصات أبحاثه انطلاقا من العلم التجريبي لا من شيء آخر، فأن يحكم “ناشط” على نتائج بحث علمي انطلاقا من الأيديولوجيا فهذا عبث وحمق يزري بالإنسان، هذا من جهة.

ومن جهة أخرى، يجب على عصيد أن يخرج من الحلقة الضيقة التي وضع نفسه بها، وتحليل كل الوقائع بنظرية المؤامرة، وأن الإسلاميين  لهم مخططات وأهداف من وراء المشاركة في مثل هاته المواضيع، وأنهم يخافون من فقد رمزيتهم السياسية وغير ذلك.

الإسلاميون هم المغاربة، لا من يشارك منهم فقط في مجال التدافع السياسي، فكلهم يربطون بين نزول الكوارث والأوبئة وغضب الله، وكلهم يسأل الله رفع البلاء ويدعوه ويتضرع بين يديه لرفع هذه الغمة، ومنهم من يفعل ذلك وهو يجري التجارب والأبحاث في المختبر..

أما من يهاجمهم ويرميهم بتهمة تبني الفكر الخرافي فقد ساهموا، وفي كثير من دولهم، إلى جانب حكوماتهم، إما بالاختراع العلمي، وإما بمدّ يد العون والمساعدة للفقراء والمعوزين، وإما بتوجيه الساكنة للاتزام بالبيوت وعدم خرق حالة الطوارئ والحجر الصحي..

ثم ماذا قدم هو لوطنك في هذه المرحلة الحرجة؛ غير إثارة الفتنة.. وزعزعة الأمن الروحي للمغاربة.. ورمي مخالفيك بالأحكام الجاهزة؟!

ربما قد يتأثر الإنسان في بداية حياته بقناعات وأفكار، فيجزم بصحتها ويدافع عنها وكأنها الحقيقة المطلقة التي لا تقبل النقاش، لكن مع مرور الأيام وبفعل الاحتكاك والتجربة، يرشد هذا الإنسان ويراجع بعض تلك الأفكار، لكن يبدو أن الناشط العلماني عصيد، وعلى الرغم من اشتعال رأسه شيبا، لازال يطبع سلوكه اندفاع الشباب، ويفتقد كثيرا لرجاحة عقل الكهول والشيوخ.

Source: howiyapress.com

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *