قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اليوم السبت إنه لا يوجد بديل للدبلوماسية المباشرة مع بكين، في المقابل أكد نظيره الصيني وانغ يي معارضة بلاده لأي عمل يؤدي لحرب باردة جديدة.
واجتمع بلينكن مع وانغ يي في جزيرة “بالي” اليوم السبت، ضمن أول اجتماع مباشر بينهما منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بعد حضور اجتماع لمجموعة العشرين في الجزيرة الإندونيسية، حيث قاد بلينكن جهود الضغط على روسيا بسبب حربها في أوكرانيا.
وأضاف بلينكن -بمؤتمر صحفي عقب الاجتماع- “في علاقة معقدة ومهمة مثل العلاقة بين الولايات المتحدة والصين، هناك أشياء كثيرة يجب مناقشتها”، مؤكدا أن حواره مع نظيره الصيني كان مفيدا وبناء وأن واشنطن تريد فتح قنوات تواصل مع القيادة الصينية.
وأوضح وزير الخارجية الأميركي أنه طالب بكين بالتزام الحياد بشأن الحرب الروسية على أوكرانيا.
وحول الحرب الروسية على أوكرانيا قال بلينكن إن الغزو الروسي ليس اعتداء فقط على أوكرانيا، بل على النظام العالمي برمته، وإن بلاده لا يمكن أن تسمح بزعزعة الاستقرار الدولي، ولذلك تقف ضد الاعتداء الروسي على أوكرانيا.
وأكد أن الإدارة الأميركية سوف تخصص 368 مليون دولار لتمويل مساعدات إنسانية إضافية لأوكرانيا.
خفض التوتر
من جهته، قال وزير الخارجية الصيني إن بكين وواشنطن بحاجة للعمل معا من أجل الحفاظ على علاقة طبيعية وتخفيف التوتر بينهما.
وخلال اجتماعات العشرين، قال وانغ يي إن بكين تعارض أي عمل من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد المواجهة بين دول مجموعة العشرين ويفضي إلى “حرب باردة جديدة”.
ويقول مسؤولون أميركيون إن اجتماع بلينكن ووانغ الذي يتضمن جلسة محادثات صباحية وغداء عمل يهدف إلى الحفاظ على استقرار العلاقات الأميركية الصعبة مع بكين ومنعها من الانحراف -عن غير قصد- إلى الصراع.
ومن المحتمل أن يكرر بلينكن تحذيراته للصين من دعم جهود موسكو الحربية في أوكرانيا. وسيبحث الجانبان القضايا الخلافية التي تشمل تايوان ومطالبات الصين الواسعة بالسيادة في بحر جنوب الصين وتحركات بكين لتوسيع نفوذها في جميع أنحاء المحيط الهادي وحقوق الإنسان والتعريفات التجارية.
ويُتوقع أن تخفف إدارة الرئيس جو بايدن قريبا بعض الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس السابق دونالد ترامب على السلع الصينية، في خطوة يمكن أن تخفف من التضخم المرتفع الذي أصبح يمثل عبئا سياسيا كبيرا في الولايات المتحدة.
بلا نتائج
في الأثناء اختُتمت اجتماعات وزراء خارجية مجموعة العشرين من دون التوصل إلى بيان موحد بشأن الحرب الروسية على أوكرانيا وتداعياتها.
وجمعت القمة -لأول مرة منذ اندلاع الحرب- وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظرائه من دول غربية، على رأسهم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن.
وطالب بلينكن خلال القمة روسيا بفتح الموانئ الأوكرانية لتصدير الحبوب.
في المقابل، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن العالم سيشهد أزمة غذائية لا مفر منها بالمرحلة المقبلة، في حين طالبت واشنطن موسكو بفتح الموانئ الأوكرانية لتصدير الحبوب.
وخلال اجتماع عقده مع أعضاء الحكومة الروسية، قال بوتين إن سبب الأزمة هو السياسات الخاطئة التي يتبعها بعض شركاء موسكو، وفق تعبيره.