فتاوى حاخامية…دليل دموية أصحابها (1-2)

فتاوى حاخاميةدليل دموية أصحابها 1-2 إن مقولة إسرائيل ديمقراطية وإنها دولة القانون هي..

فتاوى حاخامية...دليل دموية أصحابها (1-2)

إن مقولة (إسرائيل) ديمقراطية، وإنها دولة القانون، هي مزاعم تبخرت، وتكشفت، في أعقاب الإعدامات الميدانية، التي أدت لقتل مئات الفلسطينيين، وقيام الجندي “اليؤور عزرياه” بإطلاق النار على رأس الشهيد الفلسطيني عبد الفتاح الشريف، وهو ملقى على الأرض جريحًا وقتله.

فهذه العملية، وما سبقها من إعدامات، شاهدها العالم من خلال القنوات الفضائية، وفجرت نقاشًا واسعًا في (إسرائيل) وفي العالم، واعتبرت نهجًا إسرائيليًا ثابتًا في قتل الفلسطينيين كسياسة إسرائيلية ممنهجة، انتقدتها شرائح من الإسرائيليين، فيما بررتها شرائح إسرائيلية أخرى.

فرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، دعا جنوده للمزيد من قتل ومحاربة ما يسميه بالإرهاب الفلسطيني دون قيود، ودافع عن الجندي القاتل، وهاتف عائلته مقدمًا مساندته ودعمه لهم “هآرتس” 3-4-2016م، كما تعهد ضابط إسرائيلي من قوات الاحتياط بتوفير شاليه لكل جندي يعدم فلسطينيًا، هذا الضابط -واسمه حغاي الياهو- يملك سلسلة شاليهات شمال البلاد.

كما أيد 67% من الإسرائيليين في الاستطلاع الذي نشرته “معاريف” 7-4-2016م، قتل كل فلسطيني يحمل سكينًا، استجابة لدعوة الحاخام الأكبر “إسحاق يوسف” والغريب – ولا غرابة في النهج الإسرائيلي- أن “نتنياهو” قال في مؤتمره الصحفي، مستغلًا الإرهاب في أوروبا، أنه لا فرق بين الإرهاب في أوروبا، والإرهاب في (إسرائيل)، محاولًا الربط بينهما، وبين العمليات الإرهابية التي جرت في باريس وبروكسل وأنقرة وإسطنبول وساحل العاج، وكاليفورنيا، مع ما يجري في “تل أبيب” والقدس.

فهو يساوي بين الإرهاب العالمي، والنضال الفلسطيني، وشتان بين هذا وذاك، فالحقيقة أصبحت واضحة للجميع حتى لو أراد تغيير الصورة أمام العالم بالتبجح بأن (إسرائيل) نجحت في القضاء على الإرهاب، ويريد تعليم الغرب بأساليبه الفاشلة، وكل غايته إظهار أن (إسرائيل) جزء لا يتجزأ من التعرض للإرهاب العالمي، وتسمية المقاومة الفلسطينية إرهابًا كي يلصقها للإرهاب العالمي، وكما يقولون “حبل الكذب قصير”، فيديعوت أحرونوت 24-3-2016م، اعتبرتها مُغالطة كبيرة، بأن الاحتلال الإسرائيلي لم يبقِ طريقًا أمام الفلسطينيين سوى المقاومة، لكن الإرهاب الإسرائيلي، قتل الأبرياء كما يحدث في الضفة الغربية وغزة ولبنان، وينفذ في الطائرات الأميركية المتقدمة والتي يقودها إسرائيليون.. هذا هو الإرهاب بعينه.

فأعمال القتل والذبح سبقت إقامة (إسرائيل)، فقد نفذت منظماتها وعصاباتها الإرهابية عمليات قتل وتصفية للمئات من القيادات الفلسطينية التي تتعارض مع احتلالها للأراضي الفلسطينية وتعمل من الخارج، وما أكثر الرموز التي قامت (إسرائيل) بتصفيتها، بناء على القانون الذي وضعه رئيس الحكومة ووزير الجيش “دافيد بن غوريون”، عام 1951م، أثناء مناقشته قانونا لإعدام الفلسطينيين بقوله: “إن العرب ليسوا بشرًا، وإن كل شيء مسموح به تجاههم” مع أن الاعتقاد بأن الشرائع الإلهية اليهودية، تنص على قتل العرب، إلا أن ما تقوله السلطات الإسرائيلية ضد قتل العرب ليس جديًا والحقيقة أن الحكومة تبارك قتل العرب لتخفيض أعدادهم، والتخلص من أكبر عدد من الفلسطينيين، فكانت النظرية الإسرائيلية بالتخلص من أكبر عدد منهم، من خلال سياسة القتل والطرد والتهجير، لتطبيق الشعار اليهودي القائل: “شعب بلا أرض، لأرض بلا شعب”.

والآن أصبح القتل أكثر دموية وبشاعة وإعدامات في الشوارع، وحرق عائلات داخل منازلها، وتتغذى من الفتاوى الدينية، والمزايدات بين السياسيين والأحزاب لاستثمارات انتخابية، فإن معظم الأصوات المؤيدة دافعت عن الجندي القاتل، هم من قادة اليمين المتطرف، وغابت الأصوات اليسارية عن المسرح، فالأصوات والخطابات الدينية والتحريض على الفلسطينيين، شجعت على ممارسة القتل، في غياب محاسبة لسياسة القتل والإعدامات الميدانية، ومن أبرز الذين يرفعون لواء التطرف ودافعوا عن الجندي المجرم هم: الوزير “نفتالي بينت” والوزير “اوفير كونس” ورئيس حزب “إسرائيل” بيتنا “أفيغدور ليبرمان”، إضافة إلى “نتنياهو” طبعًا، للتنافس من أجل حصد الأصوات الانتخابية.

إن ما قام به الجندي القاتل، ليست العملية الوحيدة، بل هي استكمال لممارسات كثيرة من القتل الميداني، وأصبحت متأصلة في المجتمع الإسرائيلي الذي يغلب عليه طابع العسكرية والدموية والحقد بناء على فتاوى حاخامية دينية متطرفة، فقد صدر كتاب “عقيدة الملك” في شهر تشرين الثاني 2009م وهو من تأليف الحاخامان يتسحاق شابيرا ويوسيف اليتسور من مستوطنة “يتسهار”، يهدف كتاب “عقيدة الملك” إلى تحديد موقف العقيدة والشريعة اليهودية من “الأغيار” الذي ينبغي للدولة اليهودية واليهود التزامه والسير وفقه. ويعتبر أن اليهود أفضل عرق بشري وهم وحدهم الآدميون الحقيقيون، في حين أن “الأغيار” –أي غير اليهود– في مرتبةٍ أدنى، وتقترب مرتبتهم كثيرًا من منزلة الحيوانات. لذلك ينبغي للدولة اليهودية واليهود اتخاذ مواقف التمييز ضدهم أو السماح بقتلهم، أو ينبغي قتلهم.

وبسبب غياب وسائل التواصل الاجتماعي، والتوثيق المرئي في السابق، فقد كان الاحتلال يتستر دائمًا وراء مقولة أن التحقيق العسكري أثبت أن الجنود عملوا بموجب أوامر إطلاق النار وأن حياتهم كانت معرضة للخطر، دون الأخذ على الإطلاق بشهادات شهود عيان فلسطينيين، فعمليات القتل التي نفذها جنود إسرائيليون بدم بارد لكنهم لم يحاكموا أمام القضاء، أو تم تقديم اتهامات مخففة بحقهم، وبالتالي إصدار أحكام مخففة تبعها إعلان العفو العام عن هؤلاء الجنود، منذ التحقيقات التي أجريت في جرائم القتل التي جرت في حرب النكبة، بسبب تواطؤ المؤسسة الإسرائيلية وجهازها القضائي العسكري والمدني، إلى جانب مؤسسة الرئاسة الإسرائيلية المخولة بمنح العفو العام والتساهل وعدم تجريم أو محاكمة جنود وعناصر شرطة الاحتلال على إثر جرائم قتل بدم بارد.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المركز الفلسطيني للإعلام
 

Source: islamweb.net

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *