كيفية التعامل مع التهاب المرارة الحاد

Share your love

يشكل التهاب المرارة اللاحصوي خمسة بالمئة من الحالات ويحدث بعد الصيام المديد كما هو الحال بعد الجراحة والرضوض، وفرط التغذية عن طريق الوريد ، أو عندما تكون الصفراء لزجة أو طينية الشكل . يبدأ التهاب المرارة الحاد عادة بألم في الشرسوف أو الربع العلوي الأيمن من البطن ، يزداد شدة بشكل تدريجي ثم يتركز في ناحية المرارة . وخلافاً للألم المراري (القولنج المراري ) ، فإن التهاب المرارة الحاد لا يتراجع بشكل عفوي .

 

ويشكل القهم والغثيان والقيء والحمى والإيلام تحت الحافة الضلعية اليمنى أعراضاً شائعة . وكذلك الحال فيما يخص علامة مورفي (وهي عبارة عن اشتداد الإيلام تحت حافة الكبد مع توقف التنفس أثناء الشهيق العميق ) . يمكن جس المرارة المتسعة المؤلمة في نحو ثلث المرضى ، ويحدث يرقان خفيف في عشرين بالمئة من المرضى بسبب وجود حصاة مرافقة في القناة الجامعة أو بسبب الوذمة في القناة الصفراوية .

 

تشمل مضاعفات التهاب المرارة الحاد التهاب المرارة النفاخي ( توجد الغازات ذات المنشأ الجرثومي في لمعة المرارة وأنسجتها ) ، ودبيلة المرارة ( تقيحها ) ، والموات ، والانثقاب . يبدي حوالي عشرة بالمئة من المرضى إحدى هذه المضاعفات التي تتطلب مداخلة جراحية عاجلة . وإن حدوث حمى شديدة ، ونوافض ، وكثرة الكريات البيض الشديدة ، واشتداد الألم البطني أو الإيلام ، واستمرار الأعراض الوخيمة ، تشير كلها منفردة أو مجتمعة إلى تقدم المرض وتوحي بحدوث إحدى هذه المضاعفات .

 

إن التفرس الومضاني بعد إعطاء الدي سيدا الموسوم بالتكينسيوم المشع 99m Tc DISIDAعن طريق الوريد هو أكثر الاختبارات دقة لتأكيد الانطباع السريري في حالة التهاب المرارة الحاد ( يكشف الاختبار انسداد القناة المرارية ) . فإذا امتلات المرارة بالنظير المشع كان تشخيص التهاب المرارة الحاد بعيد الاحتمال ، أما إذا ارتسمت القناة المرارية ولم ترتسم المرارة فإن ذلك يدعم التشخيص السريري بقوة .

 

كما أن فحص المرارة بالأمواج فائقة الصوت الذي يكشف وجود الحصيات الصفراوية فيها ( أو الطين في التهاب المرارة اللاحصوي ) إضافة إلى الإيلام المتمركز في ناحية المرارة يقدم بينة قوية تدعم تشخيص التهاب المرارة الحاد . أما تصوير المرارة الظليل عن طريق الفم فلا قيمة له في هذه الحالات لأنه لا يمكن الاعتماد عليه عند المصاب بآفة حادة .

 

يتحسن معظم المرضى المصابين بالتهاب المرارة الحاد خلال يوم حتى سبعة أيام بالمعالجة التقليدية ( المحافظة ) التي تتضمن مص المفرزات بواسطة الأنبوب الأنفي المعدي و إعطاء السوائل وريدياً إضافة إلى الأدوية المسكنة المناسبة . ولما كان خطر نكس التهاب المرارة الحاد عالياً ، ينصح معظم المرضى بإجراء عملية استئصال المرارة الانتخابي خلال 4 – 8 أسابيع من الإصابة الحادة .

 

أما الخيـار الآخر في تدبير التهاب المرارة الحاد فيتضمن إجراء استئصال المرارة الباكر ( الحاد ) ، وهو خيار أقل كلفة من سابقه ولا يزيد من المراضة أو معدل الوفيات .

 

يتم إجراء الجراحة العاجلة لدى المرضى الذين تقدمت آفتهم وأصيبوا بالمضاعفات وترافقت الحالة لديهم بالخمج والإنتان Sepsis . وقد يكون فغر المرارة ( الجراحي أو عبر الجلد ) إجراءً مفيداً عند المرضى الذين يكون العمل الجراحي لديهم عالي الخطورة . أما المرضى الذين يكون التشخيص لديهم مؤكداً وخطر الجراحة عادياً فيهيئون للعمل الجراحي خلال 24 – 48 ساعة . وتعطى الصادات للمرضى المصابين بمضاعفات قيحية . أما التدبير المحافظ فيطبق على المرضى غير المصابين بمضاعفات لكن خطر الجراحية لديهم مرتفع ، أو على المرضى الذين يكون التشخيص عندهم غير واضح .

 

يبلغ معدل الوفيات في التهاب المرارة الحاد5 – 10 بالمئة وتتناول جميع الوفيات تقريباً المرضى الذين تجاوزوا الستين من العمر المصابين بأمراض أخرى مرافقة ، أو المرضى المصابين بمضاعفات تقيحية . تتضمن مضاعفات تقيحية المرارة الحاد المضاعفات الخمجية التي ذكرت آنفاً ، والعلوص الصفراوي ( وهو الانسداد المعوي الناجم عن حصاة صفراوية أتلفت جدار المرارة والعفج ودخلت إلى لمعة المعي ) .

 

المصدر: بوابة الصحه

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!