ويحتاج المرء خلال نومه إلى المرور في هاتين المرحلتين على حد سواء، ليحصل على نوم هانئ ومريح. إلا أن فترة حركة العين السريعة تتفاوت وتتغير حين نضطر للصحو مبكرا جدا، أي حين نقطع دورة النوم من منتصفها، وهنا تبدأ المشكلات.
ماذا يحدث إذا استيقظنا في منتصف مرحلة حركة العين السريعة؟
من الأعراض التي نشعر بها لدى قطع مرحلة حركة العين السريعة من منتصفها: الغضب السريع، والتركيز الزائد على الأمور السلبية، وعدم القدرة على رؤية ما هو إيجابي، والشعور بالإحباط، وعدم القدرة على الاستمتاع خلال اليوم. لكن، لماذا يحدث كل هذا؟ لأن المناطق المسؤولة عن الإبداع والتخطيط وحل المشكلات في الدماغ، تتنشط أكثر خلال نوم حركة العين السريعة، وهذه الأجزاء الأساسية من الدماغ تخلق التوازن وتنظم المشاعر والأحاسيس. لذلك عندما تنقطع مرحلة حركة العين السريعة من منتصفها، لا تتمكن هذه المراكز من أداء عملها على أتم وجه، ونتيجة لذلك، تتنشط المنطقة المسؤولة عن الاستجابات السلوكية المرتبطة بالخوف والقلق في الدماغ بشكل زائد، ويصبح المرء نزقا وحزينا ومعرضا للأفكار السلبية. لذلك، من المؤكد أن النوم المريح والطويل يحسن القدرة على التحكم بالمشاعر.
وإليكم 3 استراتيجيات أساسية، يمكن اتباعها لحل هذه المشكلة وتعزيز عمل أدمغتكم:
1. النوم لمدة 20 دقيقة إضافية: تقترح جيسيكا باين، الخبيرة في العلوم العصبية الإدراكية والأستاذة المساعدة في جامعة نوتردام، أن ينام المرء 20 دقيقة إضافية كل ليلة، فهذه الفترة البسيطة يمكن أن تعزز أداء الدماغ في العمل من مرتين إلى 3 مرات. لكن، كيف يمكنك فعل ذلك؟ اخلد إلى النوم أبكر بقليل، أو نم حتى وقت متأخر قليلا، أو خذ قيلولة لـ20 دقيقة في منتصف النهار. كما يمكنك أيضا أداء تمارين التأمل والاسترخاء، أو أي طريقة تريح بها دماغك. إن هذه الفترة البسيطة فعالة جدا، لكن احرص على ألا تتجاوز20 دقيقة، وإلا فستنتقل إلى مرحلة النوم العميق، وستستيقظ محبطا منه.
2. الحد من التوتر: التوتر المزمن يجعل الجسد يفرز معدلات أعلى من الكوليسترول، وهو سام لخلايا الدماغ. ومن شأن التوتر المفرط أيضا أن يقلص المنطقة المسؤولة عن تخزين الذكريات، وينشط المنطقة المسؤولة عن الاستجابات السلوكية المرتبطة بالخوف والقلق في الدماغ، فعند زيادة التوتر يعمد الإنسان إلى التركيز على الذكريات السلبية. ولحل هذه المشكلة، يمكنك تنشيط “الجهاز العصبي اللاودي”؛ أي الجهاز المسؤول عن الفعاليات التي تحدث في وقت الراحة والاسترخاء في الدماغ، وذلك عن طريق التأمل أو الاسترخاء والتنفس العميق لمدة 5 دقائق.
3. تعزيز المشاعر الإيجابية: المشاعر الإيجابية تعزز طاقة الدماغ أيضا. شاهد الأفلام الكوميدية وأكثر من الضحك وافعل الخير مع الآخرين، فكل هذا يساعد على رفع روحك المعنوية.