كيف تعثر على قوتك الداخلية وتتيح لها الفرصة لتتألق؟

تُعرَّف القوة الداخلية على أنَّها الصفات الثابتة، والمصدر الدائم للصحة والعافية، والإجراءات الحكيمة والفعالة، والمساهمات المقدمة للآخرين؛ أي أنَّها قدرتك على فعل الشيء الصحيح بالطريقة الصحيحة، دون أي قلق بشأن ما يعتقده الآخرون.

Share your love

كيف تتعامل مع المواقف التي تواجهك في الحياة؟

فكر في شخص ما في العمل يزعج الجميع لأنَّه يفتقر إلى الذكاء العاطفي، ويتحدث دائماً عن موضوعات مثيرة للجدل أو يضع صورة نمطية للناس بأسوأ أنواع الطرائق. ربَّما تمتلك فكرتين تشغلان عقلك الآن، تتمثل الأولى في إخبار هؤلاء الأشخاص لماذا لا يحبهم أحد، ولماذا ترغب في أن تتركهم وشأنهم؛ أمَّا الفكرة الثانية، فهي أكثر تعاطفاً لمساعدتك على فهمهم فهماً أفضل ومعرفة فيما إذا كان بإمكانك معالجة المشكلة من جذورها.

فكر في آخر مرة قطع فيها شخص ما طريقك في أثناء قيادتك إلى المنزل، وستجد نفسك في هذه الحالة أمام خيارين محتملين، فإمَّا أن تتصرف بطريقة عدوانية وتزيد من سرعتك وتحاول تجاوزه، أو أن تتبع نهجاً مدروساً وتقرر تركه؛ وهكذا فأنت تُقيِّم الموقف وتدرك أنَّك لن تُصاب بأذى، وتفكر في احتمال أنَّهم لم ينتبهوا إليك.

كذلك، فكِّر كيف ستكون ردة فعلك إذا شعرت أنَّهم تجاهلوك للحصول على ترقية؟ حتى لو كنت الشخص المؤهل لذلك، فهل السماح لنفسك بالضيق والاستسلام يساعد في هذه الحالة؟ طبعاً لا؛ لذا بدلاً من ذلك، فكر في الفرص العديدة التي أُتِيحت لك خلال حياتك المهنية.

يوجد مستوى من القناعة والاحترام والهدوء والصبر داخل الشخص الذي يستخدم قوته الداخلية، تماماً كما توحي كلمة “قوة” عادةً؛ ويوجد أيضاً مستوى من الثبات والتحمل ضروري للتحلي بمثل هذا الانضباط طوال حياتك، ومن الهام أن تفهم ذلك لأنَّ قوتك الداخلية ضرورية لتعيش الحياة التي تحلم بها، حيث تساعدك على التعامل مع العقبات التي ستواجهك في الحياة.

عندما تفكر في كلمات مثل المرونة والمثابرة، فإنَّ كلاهما مرتبط بالمعنى العميق للقوة الداخلية والهدف من الحياة؛ فعلى سبيل المثال: دعنا نتحدث عن فيلم “كابتن أمريكا: الحرب الأهلية” (Captain America: Civil War)، حيث كان كابتن أمريكا ستيف روجرز (Steve Rogers) على استعداد لمحاربة السلطات من أجل حماية صديقه بوكي بارنز (Bucky Barnes)، ويتصاعد الأمر لدرجة أنَّ بعض أصدقائه يُسجَنون، بينما يحاربه الآخرون من كل مكان، ويتحول روجرز في لحظة من بطل محبوب إلى هارب مطلوب، ويفقد قوته الخارقة عندما يضطر إلى تسليم درعه المشهور؛ ومع ذلك، يمكننا القول أنَّ روجرز كان على سلام ووفاق مع قراره بالوقوف إلى جانب صديقه بوكي ضد كل المعارضين، ومن المحتمل أنَّه كان يتمنى لو أنَّ هناك طريقة أخرى، لكنَّه علم أنَّ ما من شيء سيغيره.

يمكن أن تتمثل قوتك الداخلية أو ثباتك في التعاطف مع شخص لا يحبه الجميع، ويمكنها أن تظهر أيضاً في اتخاذ إجراء قوي في مواجهة اللامبالاة؛ ففكر في قوتك الداخلية على أنَّها قدرتك على التعامل مع كل ما تواجهه في الحياة بطريقة رحيمة ومدروسة.

شاهد بالفديو: 5 أمور أساسيّة مسؤولة عن استنزاف الطاقة

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/gQ94VUUHCKk?rel=0&hd=0″]

طريقة الاستفادة من قوّتك الداخلية:

إذا كانت توجد الكثير من الأصوات التي تخاطبك من الداخل في لحظة معينة، يمكن أن تمثل هذه الأصوات مجموعة متنوعة من ردود الفعل والأفكار والعواطف التي يمكنك استخدامها؛ فعلى سبيل المثال: كيف ستشعر إذا كان عليك عرض المعلومات أمام مجموعة من الزملاء أو الرؤساء؟ سيشعر بعض الناس بالتوتر والقلق، بينما يشعر الآخرون بالثقة والحماسة؛ لذا فكر في الكلمات التي قد ينقلها كل انفعال إليك:

  • قد يتساءل الشخص المتردد فيما إذا كان لا يزال لديه الوقت الكافي للتراجع.
  • قد يقلق الشخص الذي يشعر بالتوتر بشأن توجيه الأسئلة إليه، فهو لا يعرف كيف يجيب.
  • قد يشعر الشخص الوائق من نقسه أنَّ هذه هي فرصته للتميُّز عن الآخرين.
  • قد يتخيل الشخص المتحمس نفسه يتلقى تصفيقاً وترحيباً حاراً في نهاية عرضه التقديمي.

رغم أنَّك تمتلك مجموعة متنوعة من الأصوات التي تتفاعل مع كل موقف، إلَّا أنَّها تنحصر بالفعل ضمن صوتين: قوتك الداخلية وناقدك الداخلي؛ وإذا كنت ترغب في زيادة قدرتك على الإصغاء إلى قوتك الداخلية، فأنت بحاجة إلى العمل على البقاء حاضراً في اللحظة الحالية؛ فاليقظة الذهنية طريقة رائعة للسماح لنفسك بالتجاوب مع أحداث الحياة عوضاً عن الاستسلام لها.

يمكنك في الأمثلة السابقة أن تتفاعل مع شخص ما حاول أن يقطع عليك الطريق السريع، أو يمكنك أن تتوقف وتفكر للحظة وتدرك أنَّ المشكلة لم تؤثر فيك بأي حال؛ ومع ذلك، إذا صَعَّدت الموقف، فمن المحتمل أن تعرِّض صحتك وعافيتك إلى الخطر.

كن واعياً لما يحدث بداخلك:

إنَّه لمن الأفضل التفكير في تأملات اليقظة الذهنية كممارسة تفسح المجال للتوصل إلى الأفكار؛ فعندما تمنح نفسك لحظة وتفكر كيف تريد أن تتفاعل مع موقف ما، فأنت تستفيد من قوتك الداخلية، وتحسن قدرتك على سماعها.

الخبر السار هو أنَّك لست بحاجة إلى أي شيء خاص لممارسة هذه التأملات، وكل ما عليك القيام به هو اتباع الخطوات الستة البسيطة التالية:

  • الجلوس: ابحث عن مكان للجلوس أو الركوع بحيث تشعر بالهدوء والسكينة.
  • تحديد فترة زمنية: يمكن أن تكون قصيرة لبضع دقائق أو طويلة حتى بضع ساعات؛ ويُوصَى بمدة تتراوح بين (5 – 10) دقائق عند البدء.
  • مراقبة الجسم: كيف يستجيب جسمك في الوضع الذي اخترته؟ هل تشعر بأي ضغط على مفاصلك من الجلوس أو الركوع؟
  • استشعار الأنفاس: اتبع مسار أنفاسك وهي تتحرك في جسمك.
  • الانتباه إلى شرود العقل: لا يمكنك أن تمنع عقلك من الشرود؛ ولكن كلما لاحظت أنَّه قد شرد، ركز على أنفاسك.
  • التعامل بلطفٍ مع الشرود: لا تقلق بشأن المكان الذي يتجول فيه عقلك والأفكار التي تشغله، وإنَّما اسمح لنفسك بتجربة اللحظة، وعُد بمجرد مرورها إلى الحاضر.

عندما تستمر في التركيز على اللحظة الحالية، تعطل جزءاً بالغ الأهمية من عقلك؛ ففي الوقت الحاضر، لا يوجد ما يدعو للقلق (مثل المستقبل)، وليس هناك ما يدعو إلى الشعور بالذنب (كما في الماضي)؛ والشيء الوحيد الذي يدور في ذهنك في الوقت الحاضر هو: ما هو أفضل قرار يمكنني اتخاذه؟

على سبيل المثال: إذا فقدت وظيفتك، فإنَّ الشيء الوحيد الذي يجب أن تفكر فيه هو “ماذا سأفعل الآن؟”؛ فإذا كنت قلقاً بشأن المستقبل، فستقول: “كيف يمكنني دفع الفواتير؟”؛ أمَّا إذا كنت في الماضي، فقد تقول لنفسك: “لقد أفسدت الأمور مرة أخرى، ولا يمكنني تصحيحها أبداً”.

شاهد بالفديو: 6 طرق للتخلص من انخفاض طاقة الجسم منتصف النهار

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/8wv3xrYG8Uc?rel=0&hd=0″]

عزِّز قوتك الداخلية للتغلب على الشدائد والمصاعب:

بمجرد أن تدرب نفسك على طريقة سماع قوتك الداخلية، فإنَّ الشيء الوحيد المتبقي لك هو تركها تتألق.

قد تجد نفسك في موقف يحذرك فيه صوتك الناقد بشأن الثمن الذي ستدفعه عندما تتبع قوتك الداخلية؛ لكن فكر في العودة إلى قصة كابتن أمريكا (Captain America) التي ذكرناها سابقاً، حيث كلفه اتباع قوته الداخلية كل شيء، لكنَّه فعل ذلك على أي حال.

سيكون من السيئ إخبارك أنَّه من السهل الاستماع إلى قوتك الداخلية؛ ولكن مع ذلك، ستجد أنَّه من خلال تجاهل قوتك الداخلية، فإنَّ الثمن الذي ستدفعه أعلى بكثير ممَّا كنت تتوقع؛ فعندما تتجاهل صوتك الداخلي ولا تستخدمه، تندم؛ فقد يكون رد فعلك السريع هو ما جعلك تقول شيئاً لا يمكنك التراجع عنه، أو ربَّما يكون قلقك بشأن طريقة تفاعل الآخرين مع مشاعرك الحقيقية قد حفظ علاقة كنت أفضل دونها.

فكر للحظة فيما لو أنَّ كابتن أمريكا (Captain America) قد فعل ما يريده الآخرون بالضبط وسلم بارنز إلى السلطات، من المحتمل أن يحدث أمران:

  • أولاً: اكتشفت السلطات سريعاً أنَّ بارنز لُفِّقت له التهمة ثم أُطلِق سراحه، وأصبح منزعجاً من روجرز لتخليه عنه بهذه السرعة.
  • ثانياً: لم تكتشف السلطات براءة بارنز في الوقت المناسب، وأُعدِم على جرائم لم يرتكبها.

سيشعر روجرز في كلتا الحالتين بالأسف لمعرفته أنَّه لم يستخدم قوته الداخلية ويفعل ما كان يعلم أنَّه ضروري في أعماقه لمساعدة صديقه، ويستسلم لضغوطات المجتمع، ويترك الشخص الذي يهتم به يعاني دون سبب.

أفكار أخيرة:

اتَّبِع صوتك الداخلي وتصرَّف على سجيتك، واكتشف قوتك الداخلية، وكن شجاعاً بما يكفي لتسمح لها بالتألق.

 

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!