من الفرائض التي فرضها الله سبحانه وتعالى على عباده تكبيرة الإحرام ومجموعة من الأحكام وهذه الأحكام تُعد ركائز أساسية لمشروع الصلوات والفرائض بشكل عام ، ومن هذه الركائز ركن تكبيرة الإحرام الذي يُعد الركن الثاني لما يأتي قبله من ركن النيّة بإقامة الصلاة .
تكبيرة الإحرام
تُعرف تكبيرة الإحرام على أنها التكبيرة التي يقول فيها المُصلي عند بدء صلاته (الله أكبر) ويقوم بقول ذلك بغرض إعلان دخول في الصلاة والانقطاع عن كل ما كان يشغله قبل بدئه فى الصلاة ، كما أنها تُعد مُفتاح صلاة المسلم أو علامة لدخوله في الصلاة ، ومن الجدير ذكره أن صلاة العبد إذا كانت فريضة أو نافلة لا تقبل إلّا بتكبيرة الإحرام تلك ، حيث أن تكبيرة الإحرام تُعتبر شرطاً أساسياً لقبول الصلاة لكونها أحد أركان الصلاة التي يبدأ بها المؤمن .
ويدل قول المسلم لتكبيرة الإحرام فى بداية ثلاته على دلالة أنّ الله سبحانه وتعالى أكبر وأعظم من كلّ شيء وأي شئ على وجه الأرض و يستشعر الإنسان عظمة من يقف بين يديه في وقت الصلاة ومع من يتحدث بصلاته ومن الذي يناجيه بدعواته أثناء سجوده ولمن يصلي من الأساس .
فيعرف المُصلي أنه يقف بين يدى الله عز وجل ويناجي الله بدعواته ويتحدث معه ويصلي له فكل هذه المعلومات والأحاسيس تجعل الشخص الذي يُصلى يخشع في الصلاة بقلبه ويحب الصلاة ويصلي بانتظام كل صلاة في ميعادها تماماً حتى لا يتأخر في موعده مع لقاء ربه ويصلي بتأني وهدوء لاحترامه لله عز وجل الذي يقف أمامه ويصلي و هو بأحسن صوره .
كما أن التكبير سُمى عند البدء بالصلاة تحريماً لأنّه يمنع المصلي من كل ما يحرُم فيها ، مثل الآتي : الكلام والأكل والحركة وغيرهم من أشياء كثيرة أعتاد المسلم أن يفعلها فى حياته اليومية المعتادة .
كيفية تكبيرة الإحرام
ذكر العلماء لنا كيفية أداء تكبيرة الإحرام بناءً على الأحاديث النبوية التي وردت في كيفية صلاة النبي صلى الله عليه وسلم لكي تتبعها عندما نُصلي وبهذه الأحاديث والأدلة والتعليمات تكون صلاة المسلم صحيحة لا خلل بها وتكون صلاته على قدر من الصواب عندما يتبع المسلم هذه التعليمات .
وهذه الطرق للصلاة هي أن تكبيرة الإحرام تكون يرفع المصلي يديه نحو منكبيه ( أي أن تحاذي أطراف أصابع المصلي أعلى أذنيه ) الإبهامان يحاذيان شحمتي الأذن والدليل على هذا الكلام وهذه التعليمات ما رُوي عن الصحابي عبد الله بن عمر رضي الله عنه في صحيح مسلم أنه قال : (كان رسولُ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – إذا قامَ للصلاةِ رفعَ يديه حتى تكونا حَذْوَ مِنْكِبَيْه)
شروط تكبيرة الإحرام
ويبقى السؤال هنا للفقهاء من قبل المسلمين هل يُشترط شئ لكي تكون صحة تكبيرة الإحرام صحيحة ؟ وكانت إجابة الفقهاء كالآتي : نعم يشترط عدة شروط لصحة تكبيرة الإحرام وهذه الشروط هي :
- النطق بتكبيرة الإحرام باللغة العربية إن كان المُصلّي قادراً بعد وقوفه لأداء الصلاة التي فُرضة عليه فيقول الشخص الذي يصلي بقول ( الله أكبر ) .
- لا يجب على الشخص الذي يصلي أن يبدل ترتيب الكلمتين فيقول ( أكبر الله ) بدلاً من ( الله أكبر ) فهذا التبديل غير مقبول على الإطلاق .
- يجب على المُصلى عند قوله لتكبيرة الإحرام يكون صوته مسموع له ولا يكن صوته منخفضاً لدرجة أنه لا يسمع تكبيرة الإحرام ولا يقوم بنطق تكبيرة الإحرام بداخله فقط .
- تكون تكبيرة الإحرام بعد دخول وقت الفرض وبعد استقبال الشخص الذي يُصلي للقبلة .
- يُستحب للشخص الذي يُصلى أن يقوم برفع يديه بتكبيرة الإحرام ومن الدليل على أن هذا الفعل يُستحب هو أن العلماء قد أجمعوا على ذلك كما أنهم أجتمعوا على ذلك لأن سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم – كان يرفع يديه ليقوم بتكبيرة الإحرام أثناء صلاته . [1]
الدعاء الصحيح بعد تكبيرة الإحرام
أخبر الفقهاء بوجود دعاء بعدها وهذا الدعاء ورد له العديد من الصيغ وهذه الصيغ تم أخذها عن طريق ما كان يقوله سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم – في صلاته ، وهذه الصيغ تم أخذ من قبل الصحابة عن طريق سماعهم المباشر من النبي لها حينما كان يصلي أو عندما كان يخبرهم عن الصلاة ، وكيف تتم وما الذي ينبغي عليهم فعله عندما توجهوا للصلاة ، وعندما يسألوه عن الصلاة وماذا يفعلون بها وأيضاً ما الذي يجب عليهم أن يقولوه بها ويجب عليك أن تعلم أن الدعاء بعد تكبيرة الإحرام له أسم وأسمه هو ( دعاء الاستفتاح ) ، ويُقال هذا الدعاء قبل بدئك في قراءة سورة الفاتحة بمعنى أدق فور قولك لتكبيرة الإحرام ( الله أكبر ) ، وهناك مجموعة من هذه الصيغ التى أخبرنا بها الفقهاء :
الصيغة الأولى
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : (كان الرسولُ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يسكُتُ بينَ التكبيرِ وبينَ القراءةِ إسكاتَةً – قال أحسبُهُ قال هُنَيَّةً – فقلتُ : بأبي وأمي يا رسولَ اللهِ ، إسكاتُكَ بينَ التكبيرِ والقراءةِ ، ما تقولُ ؟ قال : أقولُ : اللهمَّ بَاعِدْ بيني وبينَ خطايَايَ كما باعدتَ بينَ المشرقِ والمغربِ ، اللهمَّ نَقِّنِي من الخطايَا كما يُنَقَّى الثوبُ الأبيضُ من الدَّنَسِ ، اللهمَّ اغْسِلْ خطايَايَ بالماءِ والثلجِ والبَرَدِ) ، ومن وجهة نظر الفقهاء أن هذه الصيغة لدعاء الاستفتاح هي أصحُّ ما ورد في الدعاء بعد تكبيرة الإحرام .
الصيغة الثانية
قال رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا قام إلى الصلاة : ( وجَّهتُ وجهي للذي فطر السماواتِ والأرضِ حنيفًا وما أنا من المشركين ، إنَّ صلاتي ونسُكي ومحيايَ ومماتي لله ربِّ العالمين لا شريك له وبذلك أُمِرتُ وأنا من المسلمِين ، اللهمَّ أنت الملكُ لا إله إلا أنت أنت ربى وأنا عبدُك ، ظلمتُ نفسى واعترفتُ بذنبي ، فاغفرْ لي ذنوبي جميعًا إنه لا يغفر الذنوبَ إلا أنت ، واهدِني لأحسنِ الأخلاقِ لا يهدي لأحسنِها إلا أنت ، واصرِفْ عني سيِّئَها لا يصرفُ عني سيِّئَها إلا أنت ، لبَّيك وسعدَيك ، والخيرُ كلُّه في يدَيك ، والشرُّ ليس إليك ، أنا بك وإليك ، تباركتَ وتعالَيتَ ، أستغفرُك وأتوبُ إليك . وإذا ركع قال : اللهمَّ لك ركعتُ وبك آمنتُ ولك أسلمتُ خشع لك سمعي وبصَري ومُخِّي وعظْمي وعصَبي وإذا رفع قال : اللهمَّ ربَّنا لك الحمدُ ملءَ السماواتِ وملءَ الأرضِ وملءَ ما بينهما وملءَ ما شئتَ من شيءٍ بعدُ ،وإذا سجد قال : اللهمَّ لك سجدتُ وبك آمنتُ ولك أسلمتُ ، سجد وجهي للذي خلقَه وصوَّره ، وشقَّ سمعَه وبصرَه تبارك اللهُ أحسنُ الخالقِين ، ثم يكون من آخرِ ما يقولُ بين التشهُّدِ والتَّسليمِ : اللهمَّ اغفرْ لي ما قدَّمتُ وما أخَّرتُ وما أسررتُ وما أعلنتُ وما أسرفتُ وما أنت أعلمُ به مِنِّي أنت المُقدِّمُ وأنت المُؤخِّرُ لا إله إلا أنتَ ) .
الصيغة الثالثة
روي في الصحيح أن عمرَ بنَ الخطابِ كان يَجْهَرُ بهؤلاء الكلماتِ يقولُ : (سبحانَك اللهمَّ وبحمدِك ، تباركَ اسمُك ، وتعالى جدُّك ، ولا إلهَ غيرُك) . [2]