إن بر الوالدين شئ هام جدا لابد أن يؤديه الأولاد على أكمل وجه , فالوالدين لهم مكانة كبيرة جدا في كل الأديان السماوية و أيضا كل العادات و التقاليد و الأعراف تحث على بر الوالدين , لكن قبل أن يطلب الوالدين البر من أبنائهم عليهم أن يعلموهم معنى البر , و لابد أن يبروهم هم أولا و يعلموهم الرحمة و العطف و الإعتراف بالفضل و حمل الجميل , لذا لا نتعجب أبدا إن وجدنا أبناء عاقين لآبائهم و أمهاتهم إذا لم يتعلموا ما معنى البر و كيف يؤدوه.
بروا أولادكم أولا:
إذا تعامل الوالدين بعنف و غلظة مع أطفالهم و كان هذا أسلوب التربية الذي نشأ عليه الأولاد فمن أين يأتون بالرحمة و الحب و العطف , فتخيلوا معي أب و أم كل علاقتهم بطفلهم توبيخ و عقاب و تأنيب و التركيز على الأخطاء و أيضا لا يقولوا له أي كلمة حب أو مودة أو عطف , فإن كبر هذا الطفل على هذا الحال كيف لنا أن نأتي و نقول له بر والديك و عاملهم بحب و عطف , كيف نطلب منه ما لم نعطيه؟ كيف يفهم و يدرك هو أهمية الحب و العطف إن كان هو أصلا نشأ على الجفاء و التوبيخ و العقاب بل أحيانا الضرب , فعلى كل والدين أن يفكروا في الطريقة التي يحبوا أن يعاملهم بها أطفالهم عندما يكبروا لأنها ستكون نفس الطريقة التي عاملوهم هم بها في صغرهم.
بروا آباءكم تبركم أبناءكم:
كما تدين تدان , و قالوا في الأمثال: “كله سلف و دين” فلو أنكم كنتم بارين بآبائكم و أمهاتكم بالتأكيد سيبركم أولادكم , و كلنا يعرف القصة القديمة التي توضح هذا المعنى , حيث كان هناك زوج يعيش مع زوجته و أبناؤه و عندما كبر أباه جاء ليعيش معهم بنفس المنزل , و لكن الزوجة رفضت ذلك و قالت للزوج: “إن كان أبوك سيعيش معنا إبني له غرفه بمفرده في حديقة المنزل” و بالفعل كان يعيش الوالد بمفرده و يأكل في أواني خشبية قديمة لأن الزوجة كانت تخاف على الأواني الصينية الغالية و الزجاج حتى لا يكسرها و بعد أن مات الوالد جاء طفل صغير يأخذ أواني جده الخشبية فسأله أبوه: “لماذا تأخذها؟” – فأجاب: “لأحافظ عليها حتى تأكل فيه أنت يا أبي عندما تكبر” فهذا هو الرد الواقعي و المناسب و النتيجة المناسبة لما فعله الزوج و الزوجة.
القدوة الحسنة:
أنتم قدوة أطفالكم و مثلهم الأعلى و نؤكد دائما على هذا , فأطفالكم شئتم أم أبيتم يقلدونكم في كل ما تفعلوه و يقلدوا أفعالكم و ردودكم و هواياتكم و طرق أكلكم و لبسكم و حديثكم و كل شئ , و لا نقول أنهم يفعلوا ما تقولوه لهم لا بل ما تفعلوه أمامهم , فلكي يتعلموا بركم و يكونوا رحيمين بكم و عطوفين عليكم في كبركم لابد أن تكونوا أنتم كذلك.
في النهاية أود أن أقول لكل أبوين عليكم أن تعاملوا أطفالكم ببعض الرفق و اللين و الحب و العطف , من أخطأ يعاقب بالحزم لا بالعنف , علموهم و ربوهم لكن دون وحشية أو مبالغة في ردود الأفعال , فإن لم تفعلوا ذلك لهم إفعلوه لكم , لأن ما تربوا عليه سيتعاملوا به حتى معكم أنتم في كبركم.
تابعونا لمزيد من النصائح و المعلومات التربوية في قسم تربية الأبناء و أنصحكم بقراءة هذا المقال بعنوان: “إياكم أن تفعلوا ذلك بطفلكم” , و نسعد دائما بتعليقاتكم و تجاربكم و أيضا أسئلتكم.