لماذا يقودنا العزل الصحي للإفراط في تناول الطعام؟.. إليك فوائد النهم

ينتشر عبر وسائل التواصل الإجتماعي ارتباط فترة الحجر الصحي بزيادة معدلات تناول وتحضير الطعام، بل وتنتشر العديد من الصور الساخرة

Share your love

لماذا يقودنا العزل الصحي للإفراط في تناول الطعام؟.. إليك فوائد النهم

تناول الطعام بشراهة أثناء الأزمات قد يصبح المتنفس الوحيد لتقليل التوتر

ينتشر عبر وسائل التواصل الإجتماعي ارتباط فترة الحجر الصحي بزيادة معدلات تناول وتحضير الطعام، بل وتنتشر العديد من الصور الساخرة عن كثرة تناول الوجبات بأعداد لا تتناسب مع المعدل الطبيعي للوجبات للشخص العادي.

العديد من الأشخاص يجدون في الطعام ملاذا ومتنفسا دون أن يشعروا، الأمر الذي دفع المتخصصين للإشارة إلى أن الأولوية القصوى في وقت الجائحة هي للصحة العقلية للبشر، والتي تقتضي محاولة التخلص من القلق والتوتر والضغط بأي وسيلة كانت، حتى ولو كانت بتناول طعام عاطفي.

الطعام العاطفي

يعد تناول “الطعام العاطفي” (Emotional Eating) أو المصاحب للتعرض إلى الضغوط علامة من علامات التوتر، إذ إن الإفراط في تناول الطعام ليس بالضرورة ناتجا عن الشعور بالملل أو الفراغ.

ورغم أن فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) أمر حديث، ولم يتسن للباحثين دراسة العلاقة بين الشره والنهم أثناء الحجر الصحي فإن مصطلح تناول الطعام العاطفي وشراهة الطعام تحت الضغط هما حالتان متكررتان منذ القدم، حيث قامت العديد من الجامعات العريقة بدراسته.

ومن بين تلك الدراسات في جامعة هارفارد عام 2012 التي كشفت عن دراسة بعنوان “لماذا يقودك التوتر للإفراط في الطعام؟” وقد تم تحديث تلك الدراسة في عام 2018 لتضيف العديد من المعطيات التي توضح علاقة الضغط بالشهية.

ولدى التوتر قدرة تامة على كبح الشهية بالكامل، إذ يرسل الجهاز العصبي إشارة إلى الغدة الكظرية (الفوق كلوية) لكي تضخ هرمون الإبينفرين المعروف بالأدرينالين، ليدخل الجسم في حالة دفاعية عن الضغط النفسي تحد من الشهية للطعام تماما.

بعض الأشخاص قد يدخلون في حلقة مفرغة من الاكتئاب بسبب صعوبة التخلص من الوزن (غيتي)

بعض الأشخاص قد يدخلون في حلقة مفرغة من الاكتئاب بسبب صعوبة التخلص من الوزن

لكن من جهة أخرى، إذا استمر التوتر لفترة طويلة -تقول الدراسة- فإن استمرار حالة الضغط النفسي لفترة طويلة يدفع الأمور لمنحنى آخر، حيث تضخ الغدة الكظرية هرمونا جديدا يعرف باسم الكورتيزول الذي يزيد مستويات الشهية ويرفع مستويات التحفيز، حينها يندفع الإنسان للعديد من الأنشطة، ومن بينها تناول الطعام بشراهة، محاولا التغلب على مشاعر التوتر.

الضغط العصبي والتوتر يزيدان الشهية والرغبة في تناول الدهون والسكريات تحديدا، وأفادت العديد من الدراسات بأن الغريلين الملقب بـ”هرمون الجوع” يلعب دورا محوريا في هذا الأمر، وهو أشهر الهرمونات المستخدمة في التجارب على لقاحات وعقاقير مكافحة السمنة المفرطة، بحسب جامعة هارفارد.

السمنة والاكتئاب

هناك دور رئيس للضغط العصبي في حالات الجوع المستمرة، وقد يدخل بعض الأشخاص في حلقة مفرغة من الاكتئاب بسبب زيادة الوزن أو صعوبة التخلص من تلك الزيادة.

ومع ذلك، ينصح الخبراء بعدم التوجيه بالحرمان من تناول الطعام العاطفي في هذا الوقت، خاصة أثناء الأوقات العصيبة كالحروب والكوارث الطبيعية والأوبئة.

لا داعي لتوبيخ النفس على متعة الطعام في هذه الفترة الحرجة من أزمة كورونا (مواقع التواصل)

لا داعي لتوبيخ النفس على متعة الطعام في هذه الفترة الحرجة من أزمة كورونا

أطعمة للتخلص من التوتر

ذكرت مراجعة علمية في يوليو/تموز 2018 بمجلة العلوم الغذائية المرتبطة بالأعصاب العديد من الأطعمة التي تساعد على الحد من التوتر، ولحسن الحظ أن معظمها أطعمة شهية يفضلها الكثيرون، أبرزها الشوكولاتة بنوعيها الداكن وبالحليب، والمكسرات، ويعد السلمون والأفوكادو من الأطعمة الغنية بالأوميغا 3 التي تقلل التوتر والقلق.

كما تلعب بذور الكتان وبذور السمسم دورا في تهدئة الجسم من القلق، يضاف إلى ذلك فيتامين “سي” والكالسيوم، حيث يعد مشروب الحليب الدافئ الوصفة الأساسية للتهدئة والنوم الجيد، ويساعد جيدا في الحد من مستويات القلق.

ويعتبر شاي الكاموميل أو البابونج مثل مادة البنزوديازيبين التي تستخدم مضادا للقلق، ويمكن شرب شاي الكاموميل من مرة إلى أربع مرات باليوم الواحد كشاي مضاد للقلق.

ولا تعد تلك الأطعمة نظاما صحيا لخسارة الوزن، لكنها تساهم في الحد من التوتر والقلق، فتساعد على كبح الشهية المهددة من قبل الهرمونات التي يفرزها الجسم جراء القلق والضغط العصبي.

Source: Tamol.om
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!