تتمتع الولايات المتحدة بأجهزة استخبارات قوية ومتعددة، تشمل جميع المناحي الأمنية والاقتصادية والتقنية والعسكرية داخليا وخارجيا، فضلا عن المعلومات المجردة، وتوصف بأنها “مجتمع” من الوكالات والمكاتب، تتعدى مكتب التحقيقات الفيدرالي “أف بي
آي”، ووكالة الاستخبارات المركزية “سي آي إيه”، الأشهر على الساحة الدولية.
ويبلغ عدد أجهزة الاستخبارات الأمريكية 17
جهازا، ثمانية منها عسكرية، وسبعة مدنية، وجهازان مستقلان، هما وكالة الاستخبارات
المركزية، و”مكتب مدير الاستخبارات القومية” (أو دي أن آي)، الذي يرأس “المجتمع
الاستخباري” إلى جانب مهام أخرى، أبرزها تقديم المشورة للرئيس ولمجلس الأمن
القومي.
ويتجاوز متوسط ميزانية
المجتمع الاستخباري الأمريكي 70 مليار دولار سنويا، وتجاوز الـ80 مليارا عام 2018،
وفق بيانات لمكتب إدارة الاستخبارات القومية، اطلعت عليها “عربي21”.
وعام 2010، نشرت صحيفة
“واشنطن بوست” تحقيقا سلطت فيه الضوء على الاتساع المتزايد لفضاء
الاستخبارات بالولايات المتحدة “خارج السيطرة”، مشيرة إلى وجود 1271
منظمة حكومية و1931 شركة خاصة، تعمل في إطار “مكافحة الإرهاب” والأمن
الداخلي والاستخبارات، تحت مظلة الأجهزة الـ17.
وأشارت الصحيفة إلى أن
مجتمع الاستخبارات ككل يضم 854 ألف شخص يمتلكون حق الوصول إلى المعلومات فائقة
السرية، أي أكثر بمرة ونصف من عدد سكان العاصمة واشنطن، آنذاك.
وتستعرض “عربي21”
تاليا الأجهزة المنضوية في “مجتمع الاستخبارات” الأمريكي، بحسب موقع
إدارة الاستخبارات القومية:
** وكالة الأمن القومي
/ خدمة الأمن المركزي
هي منظمة التشفير التي
تنسق وتوجه وتنفذ أنشطة عالية التخصص لحماية أنظمة المعلومات الأمريكية ولإنتاج
معلومات استخبارية، وهي منظمة عالية التقنية وفي طليعة الاتصالات وتكنولوجيا
المعلومات، ومن أهم مراكز تحليل وأبحاث اللغات الأجنبية داخل حكومة الولايات
المتحدة وأكبر جهة توظيف لعلماء الرياضيات في الولايات المتحدة وربما حول العالم.
تدعم الوكالة العملاء
العسكريين وصانعي السياسات ومجتمعات مكافحة الإرهاب ومكافحة التجسس، فضلا عن
الحلفاء الدوليين الرئيسيين. تمثل قوتها العاملة مزيجا غير عادي من التخصصات من محللين،
ومهندسين، وعلماء الفيزياء، وعلماء الرياضيات، ولغويين، وعلماء كمبيوتر، وباحثين،
وكذلك متخصصين في علاقات العملاء، وضباط أمن، وخبراء تدفق بيانات، وموظفين
إداريين.
** وكالة الاستخبارات
المركزية
هي المسؤولة عن توفير
معلومات الأمن القومي لكبار صانعي السياسة في الولايات المتحدة، ويتم ترشيح مديرها
من قبل رئيس البلاد ويصادق عليه مجلس الشيوخ.
تنقسم وكالة المخابرات
المركزية إلى سبعة مكونات أساسية: مديرية التحليل، مديرية العمليات، مديرية العلوم
والتكنولوجيا، مديرية الدعم، مديرية الابتكار الرقمي، مراكز المهمات، ومكاتب
المدير.
تعرف على “المليشيات” في أمريكا.. نحو حرب أهلية ثانية؟ (ملف)
** مكتب الاستطلاع الوطني
يقوم مكتب الاستطلاع الوطني بتصميم وبناء وتشغيل أقمار الاستطلاع الاصطناعية المقدمة إلى قائمة موسعة من العملاء مثل وكالة الاستخبارات المركزية ووزارة الدفاع، بالإضافة إلى مهام التحذير من بؤر التوتر المحتملة حول العالم، والمساعدة في التخطيط للعمليات العسكرية، ومراقبة البيئة، ويلعب دورا رئيسيا في تحقيق التفوق المعلوماتي للحكومة الأمريكية وقواتها المسلحة.
** مكتب التحقيقات الفيدرالي
مكتب التحقيقات الفيدرالي، بصفته وكالة استخبارات وإنفاذ القانون، مسؤول عن فهم التهديدات للأمن القومي الأمريكي الداخلية واختراق الشبكات الوطنية وغير الوطنية.
ويقود فرع خاص برنامج الاستخبارات التابع لمكتب التحقيقات الفيدرالي، ويقود التعاون لتحقيق التكامل بين التجسس والعمليات، وهو يشارك بشكل استباقي مع مكاتب ووكالات الاستخبارات الأخرى وأجهزة الأمن.
** وكالة استخبارات الدفاع
تتبع وزارة الدفاع وتعد جهاز دعم قتالي ميداني، عكس جهاز الاستخبارات العسكرية. يعمل في الوكالة أكثر من 16 ألفا و500 عنصر عسكري ومدني في جميع أنحاء العالم، وتشمل مهامهم التجسس العسكري الخارجي، وتوفير المعلومات العسكرية لقادة البنتاغون ومجتمع الاستخبارات، لدعم التخطيط والعمليات العسكرية الأمريكية واقتناء أنظمة الأسلحة.
** الاستخبارات العسكرية
تشمل استخبارات الجيش الأمريكي خمسة أقسام رئيسية: الصور، الإشارات، الاستخبارات البشرية، القياس والتوقيت، الاستخبارات المضادة والتدابير الأمنية. ويرمز لعناصر الجهاز الكبار بـ”G-2″.
** استخبارات القوات الجوية
تعتبر مؤسسة الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع التابعة للقوات الجوية الأمريكية (USAF ISR) المزود الرئيسي للمعلومات المستمدة من أجهزة الاستشعار المحمولة جوا وفي الفضاء والفضاء الإلكتروني.
ويرمز لعناصر الاسخبارات الجوية الكبار بـ”AF/A2″، ويتمتعون بصلاحيات واسعة تشمل قدرات كبيرة وبيانات حساسة، فضلا عن التحكم بانتشار عناصر الجهاز العسكريين والمدنيين الـ50 ألفا.
** الاستخبارات البحرية
يعد فريق استخبارات البحرية الأمريكية المزود الرائد للمعلومات للقوات البحرية والقوات الحربية المشتركة، فضلا عن صناع القرار وغيرهم من الشركاء في مجتمع الاستخبارات.
** استخبارات خفر السواحل
يؤدي الوجود المستمر لخفر السواحل في المجال البحري، بالنظر إلى مهامه المتنوعة وسلطاته القانونية الواسعة، إلى منحه أهمية خاصة داخل مجتمع الاستخبارات، وقد تأسس هذا الجهاز عام 2001، بغرض الاستفادة من كم المعلومات الكبير المتحصل عليها أثناء عمليات حماية المياه الإقليمية.
** استخبارات سلاح مشاة البحرية (المارينز)
ينتج سلاح مشاة البحرية الأمريكي معلومات استخباراتية تكتيكية وتشغيلية لدعم ساحة المعركة، ويشمل القسم موظفي جمع المعلومات الجغرافية المكانية، والاستخبارات الجغرافية المكانية المتقدمة، وذكاء الإشارات، والاستخبارات البشرية، والاستخبارات المضادة، ويضمن وجود إستراتيجية واحدة متزامنة لتطوير مؤسسة استخبارات ومراقبة واستطلاع مشاة البحرية.
هؤلاء هم “صانعو القيصر” الأقوياء في روسيا (ملف)
** وكالة الاستخبارات الجغرافية
توفر وكالة الاستخبارات الجغرافية المكانية الوطنية معلومات دقيقة وذات صلة في الوقت المناسب لدعم أهداف الأمن القومي، ويتم جمعها ومعالجتها لدعم القادة المدنيين والعسكريين والمساهمة في حالة استعداد القوات العسكرية الأمريكية.
تساهم الوكالة أيضا في الجهود الإنسانية مثل تتبع الفيضانات والحرائق وحفظ السلام، وهي وكالة دعم قتالية تابعة لوزارة الدفاع.
** مكتب استخبارات
وزارة الأمن الداخلي
مكتب الاستخبارات
والتحليل في الوزارة مسؤول عن استخدام المعلومات والاستخبارات من مصادر متعددة
لتحديد وتقييم التهديدات الحالية والمستقبلية، التي تركز على أربعة مجالات
استراتيجية: تعزيز فهم التهديدات من خلال التحليل الاستخباراتي، جمع المعلومات
والاستخبارات المتعلقة بالأمن الداخلي، تبادل المعلومات، وإدارة المعلومات
الاستخبارية لمؤسسة الأمن الداخلي. يشغل وكيل الوزارة لشؤون الاستخبارات والتحليل
أيضًا منصب كبير ضباط المخابرات في وزارة الأمن الداخلي وهو مسؤول أمام كل من وزير
الأمن الداخلي ومدير المخابرات الوطنية.
** مكتب استخبارات وزارة
الطاقة
مكتب الاستخبارات
ومكافحة التجسس التابع لوزارة الطاقة الأمريكية مسؤول عن أنشطة الاستخبارات
ومكافحة التجسس في جميع أنحاء مجمع الوزارة، بما في ذلك ما يقرب من 30 مكتبا تنتشر
في أنحاء البلاد.
ومن أبرز مهام المكتب حماية وتمكين وتمثيل ثقة القدرات العلمية الواسعة الموجودة في مختبرات ومصانع
وزارة الطاقة، كما يحمي معلومات وتقنيات الأمن القومي الحيوية، ويعمل على حل أصعب
المشاكل المرتبطة بأمن الطاقة.
** مكتب الاستخبارات
والبحوث في وزارة الخارجية
يزود المكتب وزير
الخارجية بتحليل موضوعي في الوقت المناسب للتطورات العالمية بالإضافة إلى رؤى في
الوقت الفعلي من المعلومات الاستخباراتية من جميع المصادر، وهو بمثابة نقطة محورية
داخل وزارة الخارجية لجميع الملفات والأنشطة السياسية التي تتناولها جميع أجهزة
مجتمع الاستخبارات.
ويقدم مساعد وزير
الخارجية للاستخبارات والبحوث تقاريره مباشرة إلى الوزير ويعمل كمستشار رئيسي له
في جميع مسائل الاستخبارات، ويعتمد محللو الشؤون الخارجية المستقلون التابعون
للمكتب على معلومات من جميع المصادر، وتقارير دبلوماسية، واستطلاعات رأي، فضلا عن التفاعل
مع خبراء أمريكيين وأجانب، وتسمح لهم خلفياتهم الإقليمية والوظيفية القوية بالاستجابة
السريعة لأولويات السياسة المتغيرة وتوفير الإنذار المبكر والتحليل المعمق
للأحداث والاتجاهات التي تؤثر على السياسة الخارجية للولايات المتحدة ومصالح الأمن
القومي.
** مكتب الاستخبارات
والتحليل في وزارة الخزانة
تم إنشاء المكتب عام 2004،
وهو مسؤول عن استلام وتحليل ومقارنة ونشر المعلومات الاستخباراتية الأجنبية
والمعلومات الأجنبية لمكافحة التجسس المتعلقة بتشغيل ومسؤوليات وزارة الخزانة، وهو
أحد مكونات “مكتب الإرهاب” والاستخبارات المالية التابع لوزارة الخزانة
الأمريكية (TFI).
وينظم المكتب وظائف الاستخبارات
والإنفاذ في الوزارة لهدفين اثنين، هما حماية النظام المالي من الاستخدام غير
المشروع ومحاربة الدول التي تعتبر واشنطن “مارقة”، وداعمي “الإرهاب”،
والمتاجرين بأسلحة الدمار الشامل، وغاسلي الأموال، وتجار المخدرات الكبار، وغيرها
من الأنشطة التي تعتبر الولايات المتحدة أنها تهدد الأمن القومي.
** مكتب استخبارات
الأمن القومي في إدارة مكافحة المخدرات
أصبح مكتب استخبارات
الأمن القومي التابع لإدارة مكافحة المخدرات (ONSI) عضوا في مجتمع الاستخبارات عام 2006، ويعمل
على تسهيل التنسيق الاستخباري الكامل والمناسب ومشاركة المعلومات مع الأجهزة
الأخرى بهدف تعزيز جهود مكافحة المخدرات، وحماية الأمن القومي، ومكافحة “الإرهاب
العالمي”. وتمتلك إدارة مكافحة المخدرات 21 قسما ميدانيا في الولايات المتحدة
وأكثر من 80 مكتبا في أكثر من 60 دولة حول العالم.