ما لا يظهر للجميع… معلومات قد تفاجئك عن حياة محمد بن زايد وشخصيته

لا يظهر قادة الخليج كثيرا، ولا يُعلم عن شخصياتهم وحياتهم الاجتماعية إلا القليل، وهكذا هو الحال بالنسبة للرجل الذي فاجأ العالم قبل أيام.

كان أغلب حديث الإعلام والناس قبل أيام معدودات عن قرار التطبيع مع إسرائيل الذي اتخذه ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد.

وبين مسيء وممتدح، تردد اسم الشيخ محمد كثيرا وحصل على نصيب الأسد في محركات البحث، لكن.. من هو محمد بن زايد؟

درس الشيخ محمد العلوم العسكرية بكلية “ساند هيرست” البريطانية، حيث تلقى تدريبه في أسلحة المدرعات، والطيران التكتيكي والعمودي “الهليكوبتر” وحصل على دورات في إمارة الشارقة، ومصر، لذا فهو شخصية شديدة الانضباط.

بعد التخرج، عمل الشيخ محمد كضابط في الحرس الأميري، وترقَّى ليصبح في صفوف قوات النخبة ثم كطيار مقاتل، تعلَّم من كل ذلك سرعة قرار الحياة والموت.

الشيخ محمد بن زايد متزوج من الشيخة سلامة بنت حمدان آل نهيان، ولديهما أربعة أولاد وخمس بنات، هم: مريم، خالد، شمسة، دياب، حمدان، فاطمة (على اسم والدته)، شما، زايد (على اسم والده)، وحصة. ونقطة ضعفه هي التعلق الكبير بأحفاده الذين يحرص على إعطائهم أكبر قدر من الرعاية والحنان.

وينقل الإعلامي المصري البارز عماد أديب عن وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتية أنور قرقاش الذي يعمل بشكل لصيق لسنوات طويلة مع الشيخ محمد قوله “الرجل لا يعرف البذخ في حياته، ويميل إلى البساطة في كل شيء، رغم أنه قادر على أن يعيش حياة أسطورية”.

يضيف قرقاش “انظر إلى الرجل كيف يعيش، فهو لا يعيش في قصور فاخرة، ولا يمتلك أي يخت، أو يقتني سيارات فارهة، ويرتدي ساعة يد أقل من عادية”.

ويروي أديب في مقاله المنشور بموقع الوطن، تفاصيل توضح طبيعة الشيخ محمد من خلال أول لقاء جمعهما، قائلا “منذ اللقاء الأول مع الشيخ محمد بن زايد انفتحت أمامي رؤية طبيعة شخصيته”.

يقول أديب “كان اللقاء الأول منذ 21 عاماً بترتيب خاص من الصديق العزيز الشيخ عبدالله بن زايد، الذى كان وقتها يتولى حقيبة الإعلام في دولة الإمارات”.

كان اللقاء دعوة كريمة على الغداء في مطعم الأسماك الشهير في فندق إنتركونتننتال أبوظبي، يومها فاجأني الشيخ عبدالله “بعد دقائق سوف ينضم إلينا سمو الشيخ محمد، إنها فرصة لك حتى تتعرف على حقيقة هذا الرجل، الإنسان. إنه شخصية استثنائية”.

كانت المائدة عامرة بالطعام وبالضيوف الذين كانوا يصلون تباعاً، وكنا نرى وصولهم من خلف زجاج المطعم، وفى الحقيقة لم أكن -وقتها- أعرف ملامح الشيخ محمد الذي كان ظهوره محدوداً، يقول الإعلامي المصري البارز.

بدأ تقديم الطعام تباعا، وبعد مرور بعض الوقت همست في أذن الشيخ عبدالله “يبدو أن مشاغل الشيخ محمد الكثيرة منعته من مشاركتنا الغداء”، فضحك الشيخ عبدالله واقترب منِّي: “يا سيدي، الشيخ محمد هو الذي يجلس بجانبك على اليسار كتفاً بكتف”.

يقول أديب “أُصبت بالذهول، فالرجل جاء في سيارة يابانية عادية، أشار في هدوء للجالسين بعدم الوقوف أثناء الطعام، صافحني وقال في صوت خفيض: أهلاً أستاذ، معاك محمد”. لذلك لم أفهم لحظتها أن هذا الرجل هو “القائد القوي لإمارة أبوظبي، والمؤثر سياسيا وعسكريا في ملفات دولة الإمارات”.

كانت الصورة المعتادة لكبار الشخصيات في عالمنا العربي أن يتحرك بمواكب مصاحبة، مجموعة مرافقين من السكرتارية ورجال الأمن، ويجلس على رأس مائدة الطعام، ويعامل بشكل فيه تبجيل وإكبار بشكل استثنائي، يتعجب أديب.

قال لي الشيخ عبدالله “هكذا الشيخ محمد دائما شديد البساطة إنسانيا رغم كل ما منحه الله من قدرات في شؤون الحكم والإدارة”.

بحسب الوزير قرقاش، فإن “تفكير محمد بن زايد يعتمد فى كثير من الأحيان على المخاطرة المحسوبة، لأنه لا يفكر ولا يحلم بشكل محدود، فعندما يريد تطوير أو تحديث أي شأن محلي في الإمارات ينظر إلى أعلى المعايير الدولية والنماذج المتقدمة للغاية ويبدأ منها، ويسعى إلى أن تكون الإمارات متميزة فيها وتكون لديها أعلى درجات الجودة”.

ولكن ماذا عن مستوى التعامل الإنسانى مع أصدقائه وزملائه؟

يقول قرقاش: لدى الشيخ محمد صبر شديد مع الأصدقاء والحلفاء بعدما يكونون قد اكتسبوا الثقة، لذلك إذا أعطى الثقة عن تجربة لا يفرط فيها، لأنه يتسم بصفة الوفاء وعدم التخلى عن الأصدقاء والحلفاء.

ويؤكد أديب “الرجل لا يمكن له أن يضحى بحلفائه معها كانت المصاعب والتحديات، وذلك لتركيبة الوفاء الإنسانى ولحسن اختياراته الاستراتيجية فى التحالف مع مصر والسعودية اللتين يرى -وطنياً- أنه لا بديل عن تحالف بلاده معهما”.

محمد بن زايد يؤمن بأن الفراغ الاستراتيجي خطر على دول المنطقة، وإن لم تملأه دولة عربية معتدلة سوف تملأه قوى غير عربية ذات أهداف شرير، بحسب أديب.

وفيما يختص بمبادرة السلام مع إسرائيل -يقول الوزير قرقاش- فإن منهج الانطلاق فيها هو فكر الرجل الاستراتيجى والمتعقل الذى يضع المصلحة الوطنية العليا فوق كل اعتبار، لذلك كان حريصاً بحسه الوطني وفكره العروبي على أن يتخذ خطوة جريئة وتاريخية لصالح الإمارات ويخدم الفلسطينيين ودول المنطقة بشكل استراتيجي.

هذه الرؤية الاستراتيجية -يضيف قرقاش- هي التي جعلت محمد بن زايد يرسل ما بين 1100 و1200 مقاتل إماراتي إلى أفغانستان، وأن يشارك في حرب اليمن بشكل مؤثر وفعال، ويتصدى للمشروع القطري التركي، ويواجه الإرهاب التكفيري من ليبيا إلى مالي، ويدعم مشروع الدولة الوطنية من مصر إلى الأردن إلى العراق، ويواجه الهيمنة الإيرانية في الخليج، ويدعم بكرم المشروعات الإنسانية من العالم العربي إلى أفريقيا إلى آسيا.

مفتاح شخصية محمد بن زايد -بحسب أديب- أنه رجل استراتيجي يعشق وطنه، محب لعروبته، وفيّ لأصدقائه وحلفائه، قوي، جادّ، صارم ضد أعدائه الذين يبادرون بالإضرار بمصالح وطنه.

لم يعد الشيخ محمد بن زايد بشىء لشعبه أو حلفائه فى المنطقة أو القوى العالمية إلا والتزم التزاماً حرفياً وكاملاً بما وعد.

ويقول أديب: قال لي الدكتور أنور قرقاش “يكرر الشيخ محمد علينا دائماً: لا تعِدوا بشىء لن تستطيعوا تنفيذه، فالمصداقية يجب أن تكون دائماً هي صفة القرارات في هذه الدولة”.

Source: sputniknews.com

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *