‘);
}
معنى اسم الله الستير
الستير: هو اسم من أسماء الله الحسنى، ويعني أن الله تعالى ساتر فضائح وعيوب عباده، تارك لقبائحهم، فالستير صيغة مبالغة من الستر، فيحب الله عز وجل الحياء والستر من العبد، ليكون متخلقاً بأخلاق الواحد الأحد، فالستر صفة لله عز وجل.[١]
قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَيِيٌّ سَتِيرٌ يُحِبُّ الْحَيَاءَ وَالسِّتْرَ فَإِذَا اغْتَسَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَتِرْ).[٢] فالله عز وجل يستر على عبادة تفريطهم وتقصيرهم ومعاصيهم وذنوبهم، ويستر الإثم مهما كان عظيماً أو كبيراً، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو باسم الله الستير فيقول: (اللهم استر عورتي وآمن روعتي واقض عني ديني).[٣]
وكان عليه الصلاة والسلام يتعبد باسم الله عز وجل الستير، ويتضرع إليه، ومن كرم الله عز وجل على عباده أن يسترهم؛ لأن الله ستير يحب الستر، وقد أوجب الله على عباده أن يستروا أنفسهم، ونهاهم عن فضح أنفسهم.[٤]
‘);
}
فضل ستر الله عز وجل
إن ستر الله علينا له فضل كبير، وقد ورد في فضل الستر الكثير من النصوص، ومن صور ستر الله علينا وثمرات ذلك ما يأتي:
- من ستره الله في الدنيا يستره في الآخرة
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يستر الله على عبد في الدنيا إلا ستره الله يوم القيامة).[٥] فالله عز وجل يغفر لعباده الذين سترهم في الدنيا لمن شاء منهم، وفيه هذا الحديث وجهين؛ أحدهما أن يستر الله عز وجل عبده عن إذاعة ذنوبه ومعاصية في أهل الموقف، والثاني ترك محاسبته على ذنبه، وترك ذكرها.[٦]
- من ستر على مسلم ستره الله يوم القيامة
حيث إنّ الجزاء من جنس العمل، فمن ستر عيب أخيه المسلم نال الستر من الله عز وجل يوم القيامة.[٧]
وعلى من ستره الله عز وجل أن يستر نفسه، فقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أنّ أمته معافاة إلا المجاهرين منهم، وهناك من يستره الله فيصبح ويقول عملت كذا وكذا، ويجاهر بالمعصية، وهؤلاء هم من فضحوا أنفسهم، ويكره الله من العبد إذا فعل معصية أن يذيعها، ومِن أمقت الناس إلى الله من بات عاصياً فستره الله، وعندما أصبح كشف ستر الله عليه، والله يمهلهم ليتوبوا، ولا يهملهم إذا استمروا في طغيانهم.[٨]
ستر الله علينا بالعبادات
شرع الله عز وجل لنا من العبادات التي إذا فعلناها جعل ستره علينا دائم، فالصلاة إلى الصلاة كفارة لما بينهما، والحج إلى الحج، والعمرة الى العمرة، ورمضان إلى رمضان، كلها مكفرات وستر علينا ولنا.[٩]
وكذلك السجود، والاستغفار، والتسبيح، والدعاء، فالله عز وجل يستحي إذا دعاه العبد أن يرده صفر اليدين، والله عز وجل يريد أن يستر علينا ويظهر منا كل شيء جميل، وستر عيوبنا وكل فعل قبيح فينا، حتى نسارع في التوبة والرجوع إليه سبحانه.[٩]
المراجع
- ↑عبدالله الرحماني المباركفوري، مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، صفحة 144. بتصرّف.
- ↑رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن يعلى بن أمية، الصفحة أو الرقم:404، صحيح.
- ↑رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:5074، صحيح.
- ↑محمد اسماعيل المقدم، دروس الشيخ محمد اسماعيل المقدم، صفحة 6. بتصرّف.
- ↑رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2590، صحيح.
- ↑سامي محمد، العمل الصالح، صفحة 378. بتصرّف.
- ↑احمد حطيبه، شرح الترغيب والترهيب للمنذري، صفحة 4. بتصرّف.
- ↑سعيد بن وهف القحطاني، الثمر المجتنى في شرح اسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسنه، صفحة 118. بتصرّف.
- ^أبملتقى أهل الحديث، أرشيف ملتقى أهل الحديث، صفحة 371. بتصرّف.