‘);
}

القرآن الكريم

ذهب بعض علماء اللغة إلى أن القرآن كلمةٌ مُشتقّة من قرأ بمعنى جمع، كما في قول الله تعالى: (إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ* فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ)،[١] وقد رُوي عن ابن عباس -رضي الله عنه- أنه فسّر الآية الكريمة قائلاً: “إذا جمعناه وأثبتناه في صدرك فاعمل به”، وأما اصطلاحاً فيُعرّف القرآن الكريم على أنه كلام الله -تعالى- الموحى به إلى محمد -صلى الله عليه وسلم- بواسطة جبريل عليه السلام، والمحفوظ في الصدور، والمكتوب في المصاحف، وهو المصدر الأول للتشريع الإسلامي، وينقسم إلى ثلاثين جزءاً، ويبلغ عدد سوره مئة وأربع عشرة سورة.[٢][٣]

عجائب القرآن الكريم

اصطفى الله -تعالى- محمّدٌ -صلى الله عليه وسلم- من بين البشر ليكون خاتم الأنبياء والمرسلين، ولتكون دعوته خالدةً إلى يوم القيامة، ولذلك أيّده بمعجزةٍ خالدةٍ تكون دليلاً على صدقه إلى يوم القيامة، ألا وهي القرآن الكريم، فقد رُوي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (ما مِنَ الأنْبِيَاءِ نَبِيٌّ إِلَّا أُعْطِيَ مِنَ الآيَاتِ ما مِثْلُهُ أُومِنَ، أَوْ آمَنَ، عليه البَشَرُ، وإنَّما كانَ الذي أُوتِيتُ وَحْيًا أَوْحَاهُ اللَّهُ إِلَيَّ، فأرْجُو أَنِّي أَكْثَرُهُمْ تَابِعًا يَومَ القِيَامَةِ)،[٤] فالقرآن الكريم أعظم المعجزات، لا سيّما أن الجن والإنس عجزوا عن الإتيان بمثل أقصر سورةٍ منه، ويتضمّن القرآن الكريم من عجائب الجزالة، والأسلوب، والنظم البديع، والإخبار عن الغيب الذي لا يمكن لأحدٍ من البشر معرفته، وذكر قصص الأنبياء، وتجدر الإشارة إلى أن القرآن الكريم معجزٌ بجميع مجالاته، وعلى كافّة الأصعدة، ففيه من الإعجاز البياني، والإعجاز الدعوي، والإعجاز التشريعي، والإعجاز العلمي، والإعجاز التربوي.[٥]