ونقلت وكالة ريا نوفوستي للأنباء عن نائب وزير الخارجية سيرغي ريبياكوف قوله إن “أي إمدادات أسلحة مستمرة، آخذة في الازدياد، تزيد من مخاطر مثل هذا التطور”، وذلك ردا على سؤال بشأن احتمال نشوب مواجهة بين موسكو وواشنطن.
واعتبر ريبياكوف أن الولايات المتحدة عازمة على “شن حرب على موسكو حتى آخر جندي أوكراني من أجل إلحاق، كما يقولون، هزيمة استراتيجية بروسيا. هذا غير مسبوق، هذا خطير”، حسبما نقلت “فرانس برس”.
ووافق الرئيس الأميركي جو بايدن على إمداد أوكرانيا بمنظومات صواريخ متطورة يمكنها توجيه ضربات دقيقة لأهداف بعيدة المدى في إطار حزمة أميركية جديدة لمساعدة كييف في الدفاع عن نفسها في الحرب المستمرة منذ ثلاثة أشهر والتي بدأت بغزو روسيا للأراضي الأوكرانية في 24 فبراير.
وفي وقت لاحق الأربعاء، كشف البيت الأبيض أن جو بايدن أعلن عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا تشمل منظومة صواريخ “هيمارس”.
وقال بايدن إن بلاده قادرة على الاستمرار في تزويد أوكرانيا بمزيد من الأسلحة التي تستخدمها بشكل فعال لصد الهجمات الروسية.
كذلك كشفت مصادر أميركية لسكاي نيوز عربية أن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بحث مع الرئيس الأميركي تزويد لندن لأوكرانيا بمنظومة “إم-270” الصاروخية – المدفعية.
من جهته، قال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين للصحفيين “نعتقد أن الولايات المتحدة تصب عمدا الزيت على النار. من الواضح أن واشنطن متمسكة بقتال روسيا حتى آخر جندي أوكراني”.
وفي وقت لاحق قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ردا على سؤال عما إذا كان هذا الإجراء يزيد من مخاطر إدخال “دولة ثالثة” في الصراع “مثل تلك المخاطر موجودة قطعا”.
وأضاف في مؤتمر صحفي في الرياض “إنه استفزاز مباشر (من أوكرانيا) ويهدف إلى توريط الغرب في تحرك عسكري”، وفقا لرويترز.
وقال مسؤولون أميركيون كبار إن واشنطن وافقت على تزويد أوكرانيا بالصواريخ القادرة على ضرب أهداف على بعد 80 كيلومترا، بعد أن أعطت أوكرانيا “تأكيدات” بأنها لن تستخدم الصواريخ لضرب أهداف داخل روسيا نفسها.
وقال بيسكوف إن موسكو لا تثق في مثل هذه التأكيدات. وقال إنها تقيم المخاطر التي يمكن أن تنجم عن إطلاق صواريخ على الأراضي الروسية وتتخذ الإجراءات المناسبة، لكنها تنظر إلى خطوة واشنطن “بشكل سلبي للغاية”.
وعندما سُئل عن الكيفية التي سترد بها روسيا إذا استخدمت أوكرانيا مثل هذه الصواريخ الأميركية لضرب الأراضي الروسية، قال بيسكوف “دعونا لا نتحدث عن أسوأ السيناريوهات”.
وقال إن مثل هذه الإمدادات لن تشجع القيادة الأوكرانية على استئناف محادثات السلام المتوقفة.
واليوم الأربعاء، أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أن بلاده ستواصل دعم أوكرانيا للتصدي للقوات الروسية والتصدي لما سماه “محاولات روسيا زعزعة الاستقرار العالمي”.
وقال بلينكن، خلال مؤتمر صحفي لوزير الخارجية الأميركي والأمين العام لحلف شمال الأطلسي “الناتو”، ينس ستولتنبرغ، إن بلاده ستعمل على تقوية العلاقة مع الاتحاد الأوروبي ودول المحيط الهادئ.
وأكد وزير الخارجية الأميركي أن واشنطن تقدم لأوكرانيا صواريخ وأسلحة دقيقة بعيدة المدى، مشددا على أن كييف أكدت أنها لن تستهدف الأراضي الروسية بالأسلحة الأميركية الجديدة.
وقال الوزير الأميركي “قدم الأوكرانيون لنا تأكيدات بأنهم لن يستخدموا هذه الأنظمة ضد أهداف في الأراضي الروسية”.
وأضاف أن الولايات المتحدة تسعى لجعل أوكرانيا أقوى في أي مفاوضات مستقبلية مع روسيا.
ويطالب المسؤولون الأوكرانيون الحلفاء بأنظمة صواريخ طويلة المدى يمكنها إطلاق وابل من الصواريخ على بعد مئات الأميال، على أمل تحويل دفة الحرب.
وكتب بايدن في مقال رأي في صحيفة نيويورك تايمز “تحركنا بسرعة لإرسال كمية كبيرة من الأسلحة والذخيرة إلى أوكرانيا حتى تتمكن من القتال في ساحة المعركة وتكون في أقوى موقف ممكن على طاولة المفاوضات”.
وفي وقت سابق، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف قوله ردا على سؤال حول احتمال حدوث مواجهة مباشرة بين الولايات المتحدة وروسيا إن “أي استمرار لشحنات الأسلحة، وهي في زيادة، ترفع خطورة مثل هذا الأمر”.
وأعلنت واشنطن الثلاثاء أنها ستقوم بتزويد أوكرانيا بمنظومات صواريخ متطورة، تشمل منظومة راجمات الصواريخ “هيمارس” بالغة الدقة.
ولدى كل من أوكرانيا وروسيا منظومات راجمات صواريخ، لكن منظومة “هيمارس” أكبر مدى وأكثر دقة، إذ يبلغ مداها حوالي 80 كيلومترا.
و”هيمارس” هي راجمات صواريخ تركّب على مدرّعات خفيفة وتُطلق صواريخ موجّهة ودقيقة الإصابة.
وتندرج هذه الراجمات في إطار حزمة مساعدات عسكرية أميركية جديدة لأوكرانيا تبلغ قيمتها 700 مليون دولار ويتوقع أن تكشف الإدارة الأميركية عن تفاصيلها الأربعاء.