من منا لا يتمنى أن يكون أطفاله واثقين من أنفسهم، ويتمتعون بشخصيات قوية وسليمة التكوين، بالتأكيد كل أسرة تتمنى هذا وأكثر، ولكن في بعض الأحيان يتسبب الأهل في زعزعت الثقة بالنفس لدى أطفالهم دون أن يشعرون، فكيف يحدث ذلك؟
أول خطوات الثقة بالنفس:
على الأهل أن يزرعوا في أطفالهم ثقتهم بأنفسهم منذ الصغر، وأول ما يجب عليهم فعله هو أن يثقوا في أطفالهم حتى يثق الأطفال في أنفسهم، فللأسف يتسبب بعض الآباء والأمهات في ضياع ثقة الطفل بنفسه بسبب خوفهم الزائد عليه، فلو حمل الطفل مثلا حقيبة ثقيلة عليه وهو ربما لا يستطيع أن يحركها أصلا من مكانها، نجد إن التصرف الخطأ الذي يفعله الأهل أنهم إما أن يركدوا نحوه مسرعين ليحملوها عنه، أو يستهزئوا به ويقللوا من قدراته ويقولوا له بكل بساطة: “لن تستطيع حمله”.
إذا فما هو التصرف الصحيح في مثل هذا الموقف المتكرر؟
التصرف الصحيح أن يعرضوا عليه أن يساعدوه في حملها ويحملا الحقيبة معا ومن باب التشجيع يقولا له أثناء الحمل: “أنت طفل رائع وقوي وشجاع لقد ساعدتنا مساعدة كبيره جدا في حمل هذه الحقيبة ولولا مساعدتك ربما لم نستطع حملها” وهكذا يكثروا من الكلمات والعبارات الإيجابية والتي ستسعده وستزيد ثقته في نفسه.
منذ نعومة الأظافر:
إننا وللأسف نعود أطفالنا منذ نعومة أظافرهم – بقصد أو حتى بدون قصد – على الإعتماد علينا في كل شئ، ولا نتكبد عناء تعويدهم على أبسط الأشياء مثل ارتداء الملابس أو حتى الإعتماد على النفس في تناول الطعام، ثم بعد أن يكبروا قليلا ويعتادوا على ذلك وربما يظنوا إن قيامنا بكل ما يجب عليهم هم فعله حق مكتسب لهم وواجب إجباري علينا،ونعود ونشتكي من كسلهم وعدم إعتمادهم على أنفسهم وهذا بالتالي سيؤثر على ثقتهم بأنفسهم.
من وجهة نظرنا:
ومن الخطأ أيضا أن نُحَجِم نحن قدرات الطفل ونخبره بكل سهولة أنه لن يستطيع فعل ذلك، فمثلا لو أراد طفل بعمر الخامسة أو السادسة لعبة الشطرنج سيكون رد فعل الأهل أنه ما زال صغير ولن يفهمها ولا داعي من تدريبه عليها – وهذا بالتأكيد يدمر ثقة الطفل بنفسه – ولكن إن جربوا وعلموه ولبوا له رغبته ربما يبهرهم بالنتيجة، فالطفل عقله مازال إلى حد ما فارغا وإن ركز في شئ معين وكان لديه دافع قوي ليتعلمه سيتعلمه، وهذا ربما لا يدركه الأهل لأنهم ينظرون لكل شئ من وجهة نظرهم فقط ولكن لا يتركوا للطفل المجال ليحدد ما يريد أن يتعلم، ثم يبحثوا بعد ذلك عن طرق تربوية لتعليم الطفل الثقة بالنفس.
الفروق الفردية و … الثقة بالنفس:
كذلك لابد ألا يغفل الأهل وجود فروق فردية بين الأطفال والبشر عموما، فلا يجب بأي حال من الأحوال أن نقارن الأطفال ببعض حتى لو كانوا بنفس السن أو نفس الظروف الإجتماعية أو حتى من نفس الأسرة ولهم نفس الجينات الوراثية، فهذه هي سنة الله في الأرض، وإختلافانا هو ما يميزنا، فلا تمحوا ثقة طفلكم بنفسه وتقارنوه بغيره حتى لو إخوته أو من هم بنفس سنه وظروفه، بل تعرفوا على نقاط تميزه ودعموها ونموها فيه سيزيد ذلك من ثقته بنفسه.
وفي النهاية نتمنى أن تكونوا إستفدتم من هذه النصائح والمعلومات التربوية عن الثقة بالنفس وللمزيد تابعونا في قسم تربية الأبناء، وأشركونا دائما بتعليقاتكم وأسئلتكم وتجاربكم في تعويد أطفالكم على ثقتهم بأنفسهم.