ينتاب الكثير من الأسر الخوف بسبب إنتشار حالات التحرش بالأطفال , ولكن يقف معظم الأباء و الأمهات عاجزين أمام هذا الأمر , فهم بين حجري الرحى , فكيف يحافظوا على أطفالهم من التحرش؟ و كيف يعلموهم الحفاظ على أنفسهم بطريقة سهلة و غير خادشة للحياء؟
ولكن الواقع المرير يتطلب من كل أسرة توعية أطفالها و تنبيههم لهذه الظاهرة الخطيرة , فكيف نوازن بين النصح و التوعية و عدم الخوض في ما يوجه تفكير الأطفال لما هو غير لائق؟
جسدك يخصك:
منذ نعومه أظافر الطفل لابد أن يتعلم هذه الجملة جيدا “جسدك يخصك” هذا يعني أنه من غير المسموح أن يرى جسدي أحد سوى الأم لأنها فقط من تساعد في التنظيف و ارتداء الملابس , لكن لا يمكن بحال من الأحوال أن يرى أحد أي جزء من جسدي أو حتى يطلب مني أن أخلع ملابسي , و على الوالدين تعزيز ذلك لدى الطفل من خلال كونهم قدوة له , فمن غير المنطقي أن يغير الأب أو الأم ملابسهم مثلا أمام طفلهم حتى لو اعتبروه صغير.
اذهبوا للمدرسة:
نعم على أحد الوالدين الذهاب للمدرسة أو الروضة و يطلبوا من الإدارة المدرسية عدم السماح لأي أحد أن يدخل مع طفلهم للحمام حتى لو الدادة المختصة بذلك , فالأطفال بسن الروضة قد يحتاجوا بعض المساعدات داخل الحمام لكن لإنتشار قلة الضمير و الأخلاق , و لكثرة النماذج السيئة و المسيئة , فليكون الحل هو عدم دخول أي أحد مع الطفل للحمام , و يقتصر دور الدادة مثلا على فك أزرار البنطلون أو السوسته و تنتظر بالخارج و لا يكون الطبيعي هو دخولها أو دخول أي معلمة أو حتى أي طفل أخر مع زميله , و بعد الإتفاق مع المدرسة على ذلك عليكم تدريب الطفل جيدا على تنظيف نفسه بنفسه و عليكم التأكيد عليه ألا يستعين بأي أحد داخل الحمام , و لابد أن يكون هذا أيضا هو النظام داخل المنزل فلا تسمحوا بدخول الأطفال معا للحمام سواء الأخوه أو الأقارب و لا تتساهلوا في ذلك بل إجعلوا الطفل يعتاد على الخصوصية و يتعلم أن غير ذلك يعتبر غير طبيعي و غير مقبول , أما الأطفال الأكبر سنا لابد من متابعتهم كذلك في المدرسة حتى يكون الوالدين على علم بكل مستجدات تحدث للطفل بالمدرسة.
كلمة السر:
أعجبتني هذه الفكرة فهي تمنع – إلى حد ما – أحد من أن يخطف الطفل فقد اتفقت أم مع طفلتها على كلمة سر بينهما لا يعرفها أي أحد , فإن حدث أي ظرف طارئ و احتاجت الأم لأي شخص أخر يأخذ الطفلة من المدرسة مثلا أو النادي ستقول له كلمة السر , و بالفعل عندما جاء شخص غريب يقول للطفلة: “أنا جئت لأخذك بدلا من أمك” طلبت البنت منه كلمة السر فلم يعرف , فرفضت الذهاب معه و استغاثت بالمارة , و بالفعل كان لص قد عرف عن طريق الصدفة أن الأم ستتأخر قليلا على البنت فسبقها و كان يريد أن يخطف البنت , فيمكنكم إستخدام حيلة مثل هذه مع أطفالكم حتى لا يذهبوا مع أحد بحجة أنه من طرف الأم أو الأب.
نصائح هامة:
- علموا أطفالكم عدم التحدث مع الغرباء و عدم قول أي معلومات لأي شخص غريب.
- احكوا لهم عن اللصوص الذين يكذبوا على الأطفال و يخدعوهم بالحلوى أو الهدايا و علموهم عدم قبول أي حلوى أو هدية من شخص غريب.
- لا تتركوا أطفالكم وحدهم مع أي أحد من الأقارب أو الأصدقاء فمعظم الكوارث لا تحدث إلا من مثل هؤلاء الأشخاص.
- لا تعودوا أطفالكم أن يدخلوا الحمام مع أي أحد و علموهم قبل الذهاب للمدرسة أو الحضانة أن يعتمدوا على أنفسهم في التنظيف و ارتداء الملابس.
- لا تبالغوا في عقاب أطفالكم و تجعلوهم يخافوا من التحدث معكم , بل حاولوا أن تكونوا أصدقائهم لكي تصبحوا أول من يلجئوا له للتحدث و البوح بالأسرار.
- فتشوا في أشياءهم دائما و إن وجدتم معهم حلوى أو هدية لابد أن تعرفوا من أعطاهم هذا و لكن بهدوء و بدون صراخ أو تعصب.
- إن اشتكى طفلكم بألم في المناطق الحساسة أو رفض الذهاب للمدرسة أو كان كثير البكاء بدون سبب , عليكم أن لا تدعو الأمر يمر مرور الكرام , بل لابد أن تقربوا من طفلكم و تسألوه و تسمعوا له.
- علموا أطفالكم أن يرفضوا الذهاب مع أي أحد لا يعرفوه أو أن يأخذ أي شئ من الغرباء , بل إن أراد الطفل أي شئ يقول للأب أو الأم وهم سيحضروه له.
- لا تتأخوا على طفلكم و تتركوه ينتظركم في المدرسة أو النادي مثلا فتركه بمفرده قد يعرضه لمواقف ضارة.
- علموا الطفل الإستغاثة بصوت عالي إن أخذه أحد لأي غرفة مغلقة أو أي مكان مغلق و طلب منه أن يخلع ملابسه أو أن يفعل أي شئ غير صحيح , فطلب النجدة و الصراخ قد ينقذه في بعض المواقف.
- و أخيرا نتمنى أن تشاهدوا هذا الفيديو الذي يتحدث عن ظاهرة التحرش بالأطفال , و يوجه الأسرة لمعرفة الطريقة الصحيحة لمواجهة هذه الظاهرة , و كذلك التصرفات السليمة إذا ما حدث – لا قدر الله – تحرش بالطفل: