هل السجدة في القران واجب
- يتسأل الكثير من المسلمين عن بعض الأسئلة، التي تخص عبادتهم وما تحكمها من قواعد شرعية وضوابط، وخاصة في أيام شهر رمضان الكريم وإكثارهم من تلاوة القرآن الكريم وختم المصحف الشريف.
- فيريدون معرفة حكمة سجدة التلاوة في القرآن الكريم فهل هي واجبة أم سنة، والإجابة عنهل السجدة في القران واجب، أن سجدة التلاوة أثناء القرآن الكريم هي من السنن المؤكدة التي من المحبب عدم تركها.
- وإذا مر المسلم بأية سجدة فليسجد، وذلك إذا كان يقرأ في المصحف الشريف أو في الصلاة أو خارجها، ولكن السنة المؤكدة غير واجبة على الإنسان، وإن تركها لا إثم ولا حرج عليه.
- وقد ثبت عن أمير المؤمنين عمرو ابن الخطاب -رضي الله عنه-، كان يتلو سورة النحل، وكان على المنبر ونزل وسجد، ثم فيما بعد قرائها مرة أخرى، فلم يسجد، ثم قال بعد ذلك أن الله -عز وجل- لا يفرض علينا السجود، فسجود التلاوة هي سنة متروكة لنا، وكان ذلك بحضور الصحابة -رضي الله عنهما-.
- كما ثبت أيضا أن زيد بن ثابت، كان يقرأ على النبي -عليه الصلاة والسلام- السجدة التي كانت في سورة النجم ولم يسجد، وذلك إن كانت واجبة وفرض لكان النبي عليه الصلاة والسلام أمره أن يسجد.
ما هي سجدة التلاوة
إن تعريف سجدة التلاوة، هو السجود الذي يسجده المسلم، عند قراءته آية سجدة، وإن كانت أثناء الصلاة أو خارجها، وسميت بسجدة التلاوة لأنها سجدة خاصة أثناء تلاوة القرآن، وشرع هذا الفعل بالسجدة أثناء تلاوة القرآن اقتداء بسنة رسولنا محمد -عليه الصلاة والسلام-، واجتمعت آراء الفقهاء على مشروعية السجدة ودليلهم ما روى عن ابن عمرو -رضي الله عنه- حيث قال “كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقْرَأُ السُّورَةَ الَّتي فِيهَا السَّجْدَةُ فَيَسْجُدُ، ونَسْجُدُ معهُ، حتَّى ما يَجِدُ أحَدُنَا مَكَانًا لِمَوْضِعِ جَبْهَتِهِ.”
حكم سجدة التلاوة فى المذاهب الاربعة
إن حكم سجدة التلاوة عند الشافعية والحنابلة والمالكية واحدا وهي سنة، أما المذهب الحنفي فكان راية مختلفا بأن حكم سجدة تلاوة القرآن واجبة ، وسوف نوضح لكم أوجه الفرق في أقوالهم فيم يلي:
رأى المذهب الشافعي والمالكي والحنبلي
- كان رأيهم أن سجدة التلاوة هي سنة للقارئ ومن يستمع، واستدلالهم لذلك حديث أبي هريرة ى الله عنه حيث قال ” إذا قَرَأَ ابنُ آدَمَ السَّجْدَةَ، فَسَجَدَ اعْتَزَلَ الشَّيْطانُ يَبْكِي، يقولُ: يا ويْلَهُ، وفي رِوايَةِ أبِي كُرَيْبٍ: يا ويْلِي، أُمِرَ ابنُ آدَمَ بالسُّجُودِ فَسَجَدَ فَلَهُ الجَنَّةُ، وأُمِرْتُ بالسُّجُودِ فأبَيْتُ فَلِيَ النَّارُ. وفي رواية: فَعَصَيْتُ فَلِيَ النَّارُ”
- واستدل أيضا الحنابلة بحديث ابن عمرو رضي الله عنه حيث قال ” إنَّ اللَّهَ لَمْ يَفْرِضِ السُّجُودَ إلَّا أنْ نَشَاءَ”
- واستدل المالكية أيضا بقول الله تعالى في سورة الانشقاق”وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لا يَسْجُدُونَ “
رأي المذهب الحنفي
- ذهب رأي المذهب الحنفي بوجوب سجدة التلاوة، وذلك لوجوب الأمر بالسجود، في بعض آيات السجود، ولوجود النقد على عدم السجود في بعضهما الآخر ، حيث كلاهما يقتضي وجوب الحكم.
كيف تسجد سجدة القرآن
اختلفت آراء الفقهاء الأربعة في كيفية أداء سجدة القرآن ، وسوف نوضح لكم أوجه الاختلاف بينهما فيما يلي:
المذهب الحنفي:
كان رأي المذهب الحنفي في البداية أن يتحقق القارئ من النية، حيث يركع القارئ، بعد أن ينتهي من قراءة آية السجدة مباشرة، فتجزئ عن السجود، أو أن يكمل آية السجدة، ثم يسجد بعدها مباشرة، ثم بعد ذلك يكمل تلاوته، ثم يركع ركوع صلاته ، وإن سجدة التلاوة أكثر من سجدة في التلاوة الواحدة، فتجزء لسجدة واحدة وذلك لرفع الحرج، وان كانت سجدة التلاوة خارج الصلاة، فيكبر ثم يسجد ، ثم يكبر حتى يرفع رأسه من السجود.
المذهب الحنبلي
رأى المذهب الحنبلي أن سجدة التلاوة ، وذلك إذا كانت خلال الصلاة أو خارجها ، فعلى المسلم أن يكبر تكبيرتين في السجود ، الولي إذا سجد والثانية إذا رفع، وإذا كانت خارج الصلاة فيكون السجود كما جاء في آراء المذهب الحنفي بوجوب التسليم.
المذهب الشافعى
رأى المذهب الشافعي في كيفية أداء سجدة التلاوة، أولا تحقيق النية، ثم التكبير مع إباحة رفع اليدين، ثم السجود وبعد ذلك التكبير عند الرفع منه، ثم التسليم وذلك إذا كان خارج الصلاة، أما في الصلاة فتكون بالنية، ثم السجود ثم القيام للركوع ، وإذا قرأ المصلى قبل الركوع بعض القرآن فكان ذلك له أفضل.
المذهب المالكي
رأى المذهب المالكي في كيفية أداء سجدة التلاوة، يكون بالتكبير للخفض للسجود مع رفع اليدين وذلك إذا كان خارج الصلاة، ثم التكبير عند الرفع منه، مع تحقيق النية إذا كانت التلاوة أثناء الصلاة أو خارجها، ولا يوجد تسليم لسجود التلاوة كما هو الحال عند المذهب الحنفي.
ماذا يقال في السجدة في القرآن
- لم يحدد ذكر معين أثناء سجدة التلاوة، بل يكفي قول “سبحان ربي الأعلى” ثلاث مرات كما يقال في الصلاة.
- وعن السيدة عائشة -رضي الله عنها- قالت كان رسول الله -عليه الصلاة والسلام- يقول في سجود القرآن “اللهم لك سجدت وبك آمنت ولك أسلمت، سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره بحوله وقوته، تبارك الله أحسن الخالقين”.
- ويمكن أن يردد المسلم أيضا، اللهم اكتب لي بها عندك أجرا كبيرا، وامحى بهالا وزرا كبيرا، واجعلعها عندك ذخرا وتقبلها مني يا رب العالمين كما تقبلتها من سيدنا داوود عليه السلام.
- ويردد المسلم أيضا “سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لنا”
- وأيضا سبوح قدوس رب الملائكة والروح.
شروط سجدة التلاوة للقارئ
- تحقيق النية:يجب تحقق المسلم من نيته وإرادته في فعل هذا الشيء.
- الإسلام: فالطبيعي لا توجب سجدة التلاوة على غير المسلمين، ولا تصح على من قال بوجوبها.
- البلوغ والعقل: فالصبي الذي لم يبلغ عمرو البلوغ، غير ملزم بأداء سجدة التلاوة، ولكن صحيحة ومقبولة منه إذا قام بها، ولا تصح أيضا من المجنون وناقص العقل لأنه غير مكلف.
- اختيار الوقت: فلا يصح أن تكون السجدة في الأوقات المكروهة، وإلا فلا يسجدها عند الجمهور، وذلك بخلاف رأي الشافعية، إلا أن تعمد قراءتها للسجود في الأوقات المكروه لا يجوز.
- استقبال القبلة.
- الطهارة:فقد اختلف العلماء في شروط الطهارة:
- فكان رأى الفقهاء الربعة، وجوب الطهارة في سجدة التلاوة، ولا يصح السجود إلا بتحقيق شرطها، وذلك لأن العلماء اعتبروها صلاة مثل باقي الصلاوات قياسا على الركع والسهو ، ودليلهم لذلك ما جاء عن النبي -عليه الصلاة والسلام- حيث قال”لاَ يَقْبَلُ الله صَلاَةً بِغَيْرِ طُهُورٍ“
- أما الرأي الثاني كان لمجموعة السلف والعلماء، حيث كان رأيهم جواز سجدة التلاوة من دون طهارة، وأكد ذلك السلف الصالح وعدد من العلماء مثل ابن حزمة وابن تميمة والصنعاني والبخاري والشوكاني، واستدلوا في رأيهم أنه لا يوجد نص صريح، يشترط وجوب الطهارة عند تأدية سجدة التلاوة.
- ستر المرأة لشعرها: اختلفت أقوال الفقهاء حول شرط ستر المرأة لشعرها أثناء سجدة التلاوة على النحو التالي:
- الرأي الأول: وكان هذا الرأي باتفاق آراء الفقهاء، أنه ما يشترط في الصلاة التامة يشترط في سجدة التلاوة، فيجب على المرأة ستر شعرها وعورتها أثناء سجدة التلاوة.
- الرأي الثاني: إن سجدة التلاوة ليست صلاة، فلا يجب على المرأة أن تغطي شعرها به.
آيات سجود التلاوة المتفق عليها
كان رأى الجمهور أن عدد آيات السجود أربعة عشر آية، بينما كان رأى المالكية أنهما إحدى عشر آية ، واختلفوا في بعض مواضع السجود للتلاوة ، وقد أجمعوا على عشرة منها وهما فيما يلي:
- قال الله تعالى في سورة السجدة “إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا، وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ۩”
- قال الله تعالى في سورة الأعراف “إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ، وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ ۩”
- قال الله تعالى في سورة الرعد “وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ ۩”
- قال الله تعالى في سورة النحل”وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِن دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ“
- قال الله تعالى في سورة مريم”أولئك الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا ۚ إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَٰنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا ۩”
- قال الله تعالى في سورة الحج”أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ ۖ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ ۗ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ۩“
- قال الله تعالى في سورة الفرقان”وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَٰنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَٰنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا ۩ “
- قال الله تعالى في سورة النمل”أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ 25 اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ۩”
- قال الله في سورة الإسراء”( ُقلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً (107) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً (108) وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً
- قال الله تعالى في سورة فصلت”وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ۚ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ 37 فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ ۩