ونقلت وكالة الأنباء العراقية “واع”، عن دائرة صحة النجف، إعلانها ضبط شخص يحمل مواد حارقة داخل مستشفى الفرات الأوسط.
وأكدت دائرة الصحة في بيان لها، أن منتسبي مستشفى الفرات الأوسط، تمكنوا من القبض على شخص، يبلغ من العمر 16 عاما، وكان يحمل مواد حارقة داخل ردهة الطوارئ.
وأشارت دائرة الصحة في بيانها، إلى إنه “تم تسليم المتهم للقوات الأمنية بهدف إكمال التحقيقات معه”.
وصرح مصدر أمني بالنجف، بأن “قوة أمنية تمكنت من إحباط عملية إحراق مستشفى الفرات الأوسط التعليمي بقضاء الكوفة جنوبي النجف”.
وأشار المصدر إلى أن الأجهزة الأمنية نجحت في اعتقال المتهم، وهو حدث، وكان بحوزته كيس أسود اللون بداخله أعواد الكبريت (عود ثقاب).
وبمواجهة الصبي اعترف أنه تم إرساله من قبل أحد الأشخاص لغرض إحراقها داخل المستشفى.
وأوضح المصدر الأمني أن “الحدث تم نقله لمركز شرطة مسلم ابن عقيل لغرض لاستكمال التحقيقات معه”.
المحاصصة والطائفية
بداية يقول أمين عام الحزب الطليعي الناصري بالعراق، الدكتور عبد الستار الجميلي، أعتقد أن الحريق في مستشفى الناصرية، وقبله في مستشفى ابن الخطيب وأزمة الكهرباء، لهما علاقة مباشرة بالفساد الذي استشرى في مفاصل المؤسسات العامة، التي أصبحت ملكا للكتل السياسية.
وأضاف في حديثه لـ”سبوتنيك”، إن النتائج السلبية المتوقعة لتلك الحالة، لا شك أنها ستعود على حياة المواطنين ومعيشتهم اليومية، والانتخابات سواء جرت أو تم تأجيلها لن تفرز جديدا، في ظل قواعد العملية السياسية الحالية التي بنيت على المحاصصة الطائفية والعرقية.
وتابع أمين الحزب الطليعي: “لذلك كان موقف السيد مقتدى الصدر هذا اليوم بمقاطعة الانتخابات، بعد أن لمس عمليا الفساد في وزارتي الكهرباء والصحة اللتين هما من حصة التيار الصدري، فحاول تبرئة ذمته من فساد الوزارتين التي أودت بحياة مئات المواطنين في بغداد والناصرية وغيرها من المحافظات”.
مرحلة جديدة
وأشار الجميلي، إلى أن العراق يعاني من أزمة مستمرة في الكهرباء أشعلت فتيل الانتفاضة من جديد في الشارع العراقي، ووضعت الجميع أمام خيارات جذرية تتجاوز الانتخابات إلى مرحلة انتقالية يحتاجها الشعب العراقي لرسم ملامح مرحلة جديدة، تنهي عقود من الفوضى وغياب الدولة والمشروع الوطني لبنائها من جديد على قواعد وطنية ومواطنيه ومدنية جامعة.
من جانبه، قال المحلل السياسي العراقي، الدكتور عادل الأشرم، ما حدث مؤخرا من حريق في مستشفى عزل “الحسين” بالناصرية – محافظة ذي قار، يضع العديد من علامات الاستفهام حول الحادث، لأن المحافظة لها رمزية خاصة في ثورة أكتوبر/تشرين، وأيضا في الدعوة إلى التظاهر مجددا.
وأضاف في حديثه لـ”سبوتنيك”، أن: “البلاد تعيش اليوم حالة سياسية غير طبيعية، وأن الشعب العراقي يدرك تماما أن الانتخابات المزمع إقامتها في أكتوبر المقبل، ما هى إلا خدعة جديدة من خدع النظام السياسي الميليشياوي الذي تهيمن عليه إيران، وبالتالي الجميع يستبعد التغيير الحقيقي أو تحقيق مطالب الثورة”.
سيناريوهات جاهزة
وأشار المحلل السياسي إلى أن: “ما يحدث اليوم من انزلاقات واستهدافات هنا وهناك، تأتي كرد فعل من جانب طهران لمعاقبة الشعب الذي رفضها ورفض الميليشيات، ولا يريد الذهاب إلى الانتخابات التي يعلم أن نتيجتها محسومة، وهى متعلقة بالبيعة التي بايعت بها تلك الميليشيات النظام في طهران ولن تنتهي إلا يوم الانتخابات”.
وأشار الأشرم إلى أن: “ما حدث في ذي قار يشير إلى أن هناك سيناريوهات معدة لمعاقبة هذا الشعب بطرق تتجاوز المألوف، تنتقل من نوع إلى آخر أكثر شراسة، وقد تم اليوم القبض على شخص في النجف، قيل إنه يحمل مواد حارقة كان يستهدف بها إحدى المستشفيات، وقبلها وبعدها كان يحدث هذا الأمر، إذا العملية ليست ضد مجهول ولا صدفة أو إهمال، ولو كان الأمر إهمال، فعلينا أن نقول من الذي يدير المستشفيات؟”.
ونوه: إلى أن: “رسالة المليشيات للشعب العراقي تحولت أو تزامنت مع تفجير أبراج الكهرباء ومحطات الوقود إلى إحراق المستشفيات من أجل تخويف الشارع، من أجل تغليب المصلحة التي تريدها الجهات الداعمة لتلك المليشيات على المصلحة العامة، ويهدف هذا إلى استعادة نفس الطبقة السياسية بجهد يبدو عام وليس خاص”.
الصحة العراقية
يشار إلى أن وزارة الصحة العراقية، أعلنت، أمس الأربعاء، أن حصيلة ضحايا الحريق الذي نشب في أحد أقسام العزل بمستشفى الحسين، في الناصرية بمحافظة ذي قار، بلغت 60 شخصا، بينهم 21 جثة مجهولة الهوية.
وأضافت: “يتم حاليا اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحديد هويات الجثث مجهولة الهوية، وسيتم الإعلان عن ذلك حال إكمال الإجراءات الطبية العدلية اللازمة”.
وكانت محكمة تحقيق الناصرية أصدرت، في وقت سابق، أوامر بالقبض على 13 شخصا، من بينهم مدير صحة محافظة ذي قار؛ على خلفية الحريق الذي طال مركزا لعزل مصابي فيروس كورونا المستجد في المستشفى.
وأوضح بيان للقضاء العراقي أن المحكمة “فاتحت وزارة الصحة لإجراء التحقيق الإداري، من أجل معرفة المقصرين، وتدوين أقوال الممثل القانوني للوزارة”.
كان الناطق الرسمي باسم دائرة صحة محافظة ذي قار في العراق عمار الزاملي، أكد في وقت سابق من اليوم، في تصريحات لوكالة “سبوتنيك”، أن حصيلة ضحايا الحريق الذي اندلع في مستشفى الحسين التعليمي في المحافظة بساعة متأخرة وصل إلى 64 قتيلا حتى الآن، مشيرا الى أن هذه الحصيلة مرشحة للارتفاع نتيجة وجود حالات خطرة لبعض المصابين.
وحول أسباب اندلاع الحريق، أوضح الزاملي “أسباب الحريق حتى حد الآن غير معروفة والحكومة المركزية في بغداد باشرت بإجراء التحقيقات لمعرفة الأسباب والنتائج لم تعرض حتى الآن، لكن الأشخاص الناجين والذين كانوا قريبين من الحادث أكدوا أن الحريق اندلع في أحد غرف المرضى وانتشر في جميع أرجاء المركز”.
وأشارت وسائل إعلام محلية في العراق إلى تجاوز عدد ضحايا الحريق 90 قتيلا.
واندلع الحريق في مركز النقاء في مستشفى الإمام الحسين التعليمي الخاص بعلاج مرضى فيروس كورونا المستجد في مدينة الناصرية جنوبي العراق مساء الاثنين الماضي، وهو ثاني حريق في مستشفى لعزل مرضى كوفيد-19 خلال ثلاثة أشهر.
وقال مصدر طبي في مديرية الصحة لوكالة “فرانس برس”، إن “السبب الرئيسي وراء الحريق… كان انفجار خزانات الأوكسجين”.
ودعا الرئيس العراقي، برهم صالح، إلى إجراء تحقيق في الحادث والمحاسبة العسيرة للمقصرين.
كما أعلن رئيس مجلس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، عزاء عاما في جميع أنحاء البلاد إثر الحادثة، واحتجاز كل من مدير صحة محافظة ذي قار، ومدير مستشفى الحسين التعليمي، ومدير الدفاع المدني في المحافظة، وإخضاعهم للتحقيق.