عمان – قال الناقد حسين نشوان، في حفل توقيع رواية “لون آخر للغروب” للروائية هيا صالح، إن الرواية تمثل مغامرة كتابية على صعيد التقنية والشكل والموضوع والشخصيات والحدث والزمان والمكان.
وألقت الروائية هيا صالح الضوء على فكرة الرواية والزمن الذي استغرقته في كتابتها الذي امتد على مدى أربع سنوات، ملمحة إلى رؤيتها لفن السرد واشتباكه مع الحياة.
وتقول صالح: “أنظر إلى الكتابة بوصفها عالماً يكتمل بأضلاعه الثلاثة المشتبكة؛ الكاتب والمتن والمتلقي، لذا استهللتُ الرواية بقولي: أيها القارئُ.. أنا مثلكَ، لا أعرف أين ينتهي الدّرب، ولا المكان الذي تقودُني الأحداثُ إليه!”. وأشار نشوان إلى أن الرواية الفائزة بجائزة “كتارا” للمخطوط الروائي تتكون من خطين متوازيين، يتقاطعان في الأزمنة والأماكن، إلا أنهما يمثلان حكايتين يمكن قراءة كل خط منهما على انفراد.
وألقى الضوء على الحكاية الأولى التي تتعلق بشخصية الكاتب نجيب، وهو كاتب محترف يكتب “نصوصا روائية” للآخرين، ولكنه يمسي أسير الأحداث التي تتمثله وتسيط عليه وتحول حياته إلى نوع من الجحيم.
وزاد أن الخيال في الرواية بخطيها يتحول إلى واقع شبحي يطارد كابوسي يطارد الكاتب الذي يق الهرب إلى عزلته ليكتب الرواية التي تخصه وتحمل اسمه.
أما الخط الثاني للرواية فيتعلق بوفاء، المتزوجة بطريقة تقليدية من عماد، وتعيش تناقضات المجتمع وتنعكس عليها، وخلال ذلك تلتقي بفنان هارب من جحيم الحرب، تقع في حبه، ولكنه يختفي فجأة.
ولفت إلى أن الزمن هو حامل الحكاية أو الحكايات التي تستعاد من خلال ذاكرة الشخصيات، وهو -الزمن- يمثل المجال المتحرك للأحداث التي تمتد على رقعة البلاد العربية من فلسطين إلى سورية، اليمن، العراق التي تتشابك فيها الحكاية مع حكاية البطلة التي تبحث عن ذاتها.
وفي ختام الحفل، قدمت الروائية هيا صالح ما يشبه الشهادة حول الرواية، قائلة “عندما أكتبُ أبتعدُ عن الخارجِ وأغرقُ في ذاتي؛ أعماقي، دواخلي، هواجسي، وخيالاتي، أغرقُ في عالم حُلميّ لذيذ.. مَن يشاطرني هذا الحلمَ هو الأقدرُ على الاستمتاعِ بما أكتب”.-(بترا)