واشنطن بوست: هل تكون إيران درسا لروسيا في ظل العقوبات؟

في هذا التحليل، تتناول صحيفة واشنطن بوست الأميركية ما يمكن أن تبدو عليه الحياة في روسيا بعد سنوات من العقوبات الاقتصادية بسبب حربها على أوكرانيا.
United States sanctions on Iran- - TEHRAN, IRAN - OCTOBER 02: A general view of the historical Tehran Grand Bazaar on October 02, 2018 in Tehran, Iran. The first part of U.S. economic sanctions against Iran affect craftsmen and public negatively.
العقوبات الاقتصادية الأميركية على إيران تؤثر سلبا على الشعب (وكالة الأناضول)

تناول تحليل بصحيفة واشنطن بوست (Washington Post) الأميركية ما يمكن أن تبدو عليه الحياة في روسيا بعد سنوات من العقوبات الاقتصادية بسبب حربها على أوكرانيا، وأشارت كاتبة التحليل ميريام برغر إلى أن الصحفي الروسي المستقل أليكسي بيفوفاروف راودته هذه الفكرة، ورأى أن أنسب طريقة لمعرفة ذلك هي الذهاب إلى إيران، التي تمر بمعاناة منذ سنوات، لاستكشاف الأمر.

وقالت الكاتبة إن بيفوفاروف وجد تضخما مرتفعا للغاية، ونظاما مذهلا لأسعار الصرف المتعددة، وسوقا سوداء موسعة، ورجال أعمال يطورون تطبيقات وبدائل لكل شيء تقريبا.

وذكرت أنه ليس من الصعب معرفة سبب اهتمام الروس بهذا الأمر، لأنه في غضون أشهر تفوقت روسيا على إيران باعتبارها الدولة المكبلة بمعظم العقوبات، ويبدو أن موسكو في طريقها للاحتفاظ بهذا اللقب باستثناء أي تغيير جذري في حربها المستمرة على أوكرانيا.

ولفتت الكاتبة إلى أن إيران تقدم دراسة حالة تحذيرية لما يحدث من تأثيرات على حياة الناس عندما تصبح العقوبات طويلة الأمد.

إيران تقدم دراسة حالة تحذيرية لما يحدث من تأثيرات على حياة الناس عندما تصبح العقوبات طويلة الأمد

فهناك -كما يشير بيفوفاروف في بداية برنامجه- القليل من “أوجه التشابه المباشر” بين البلدين. إذ إن روسيا، كما قالت إيلي جيرانمايه نائبة مدير برامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، قوة نووية لها مقعد دائم في مجلس الأمن الأممي، وهي منتج مهم للقمح والنفط عالميا، ولديها العديد من الحلفاء، أو على الأقل شركاء في جنوب الكرة الأرضية.

وأضافت جيرانمايه أن “الجغرافيا السياسية للعقوبات المفروضة على روسيا تختلف اختلافا كبيرا عن تلك الخاصة بإيران، والتي أعتقد أنها تجعلها أصعب فيما يتعلق بالتنفيذ العالمي”.

وذكرت الكاتبة أن هناك تاريخا من انعدام الثقة بين طهران وموسكو، لكن الأرضية المشتركة آخذة في الاتساع، كما قال ألكسندر نوفاك نائب رئيس الوزراء الروسي للتلفزيون الروسي خلال زيارة لإيران أول أمس الأربعاء إن البلدين ناقشا تبادل إمدادات النفط والغاز.

وألمحت إلى أن الأسواق الرمادية والسوداء تنتشر بالفعل في روسيا، على الرغم من أن الطاقة الروسية لا تزال لديها العديد من الطرق القانونية للتسويق. ورغم جهود واشنطن، فإن دول آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط الرئيسية لن تنضم إلى حملة العقوبات الغربية.

وأردفت أن البعض في واشنطن يرى ازدهار النشاط غير المشروع والرفض الواسع للاستسلام، علامتين على أن العقوبات ليست قوية بما فيه الكفاية أو مطبقة بشكل غير كاف. ويقول آخرون إن ذلك دليل على أن العقوبات لا تجبر أي بلد على التغيير كما هو مخطط.

وختمت الكاتبة تحليلها بما قاله الخبير الروسي في الشؤون الإيرانية أدلان مارغوف لبيفوفاروف إنه يخشى أن تفقد روسيا بموجب العقوبات “طبقتها الإبداعية” تماما كما فعلت إيران في موجات الهجرة منذ عام 1979. وقال “عندها سيعاني الاقتصاد المحلي بشدة، وهو ما حدث مع إيران”.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *