‘);
}

المدينة المنورة

تُعتبر المدينة المنورة مِن المعالم الدينية البارزة لدى المسلمين على وجه التحديد؛ لما لها من بعدٍ ديني وتاريخي، حيث يقترن ذكر المدينة المنورة بنشأة الدولة الإسلامية الأولى، وتعتبر المدينة المنورة عاصمة الإسلام الأولى، حيث اتخذها النبي – صلى الله عليه وسلم – داراً للأمة الإسلامية بعد الهجرة النبوية، فهي دار الإيمان والفرقان، كما أنّها تعتبر الحاضنة للمسجد النبوي (مسجد النبي صلى الله عليه وسلم)، وفيها قبره الشريف، ومن المدينة المنورة انبعثت مبادئ الإسلام بعد استقرار الدولة الإسلامية إلى الناس كافة، ومن المدينة المنورة توحّدت راية المسلمين التي تمثّلت بتوحُّد الجزيرة العربية للمرة الأولى في التاريخ، وقد انضوت تحت لوائها العديد من الدول العظمى في ذلك الوقت، وأهمها مصر والعراق والشام وبلاد فارس؛ لتصبح بعد ذلك القبائل العربية منظّمة على هيئة أمةٍ واحدةٍ تُحقّق وعد الله عز وجل على يديها، وبها ازدهر التاريخ العربي حتى أصبحت تلك الأمة جديرة بحمل هذه الرسالة المُتألّقة جيلًا بعد جيل.[١]

موقع المدينة المنورة

المدينة المنورة هي بُقعةٌ من الجزيرة العربية، وتقع تحديداً في إقليم الحجاز، وقد سُمي الحجاز بذلك لأنه يحجز سهل تُهامة عن مرتفعات نجد فيفصل بينهما، أما موقعها من المملكة العربية السعودية، فتقع على بعد ما يقارب الثلاثمائة وخمسة وثلاثون كيلو متراً إلى الجهة الشمالية من مكة المكرمة، كما تبعد عن البحر الأحمر بما يقارب المائة وستين كيلو متراً إلى الجهة الشرقية منه، وعند تلك النقطة ينتهي وادي القرى ويبدأ وادي العقيق، وتُحيط بالمدينة المنورة الجبال من كل الجهات باستثناء الجهة الجنوبية الشرقية، وتملؤها الحدائق، وهي بموقعها هذا تُمثّل حلقة الوصل بين بادية نجد من جهة والبحر الأحمر من الجهة الأخرى، كما تربط بين اليمن والشام، لذلك وصفها البعض بمدينة القوافل.[١]