‘);
}
آداب الصوم
إنّ للصيام عدّة آداب يؤجر عليها المسلم إذا حرص على فعلها اقتداءً برسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ومن هذه الآداب ما يأتي:[١]
- الحفاظ على وجبة السحور، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (تَسَحَّرُوا؛ فإنَّ في السَّحُورِ بَرَكَةً).[٢][٣]
- استثمار الوقت بطاعة الله -عز وجل-؛ كالذكر وتلاوة القرآن والصدقة والإحسان إلى الناس، لحديث عبد الله بن عباس قال: (كانَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- أجْوَدَ النَّاسِ، وكانَ أجوَدُ ما يَكونُ في رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وكانَ جِبْرِيلُ يَلْقَاهُ في كُلِّ لَيْلَةٍ مِن رَمَضَانَ، فيُدَارِسُهُ القُرْآنَ، فَلَرَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ أجْوَدُ بالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ).[٤]
- تعجيل الفطور والمبادرة فيه، لحديث سهل بن سعد الساعدي: (أنَّ رَسولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- قالَ: لا يَزَالُ النَّاسُ بخَيْرٍ ما عَجَّلُوا الفِطْرَ).[٥]
- الحرص على صلاة التراويح وقيام الليل، لحديث أبي هريرة: (أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قَالَ: مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ).[٦]
- الاعتكاف، وهو المكوث في المسجد من غروب ليلة اليوم عشرين إلى غروب آخر ليلة من رمضان.
الحكمة من مشروعية الصوم
الحكمة من فرض الصيام هي التقوى، فقد قال الله -عز وجل-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)؛[٧] وعلى الصائم أن يحرص على تحقيق التقوى حال صومه، ومن الحكم كذلك كَسْرُ الشَّهوةِ، ومجاهدة النَّفسِ، والتحلّي بالصبر.[٨]
‘);
}
وليس مَقصودا من ذلك أنْ يبتعد المسلِمُ عنِ الطعام والشراب فقط، بلِ لا بدّ من تَهذيب النُّفوس وتَربيتها وإصلاحها،[٩] لحديث أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: (مَن لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ والعَمَلَ به، فليسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ في أنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وشَرَابَهُ).[٨]
أركان الصوم
هناك عدة أركان لا بد من تحقّقها حتى يكون الصوم صحيحاً ومقبولاً عند الله، ومنها ما يأتي:[١٠]
- النية
والنية عمل من أعمال القلوب، ولا تصح عبادة على الإطلاق إلا بها، قال الله -سبحانه وتعالى-: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ)،[١١] ويرى جمهور الفقهاء وجوب تبييت النية من الليل لصيام الفريضة، بمعنى أنه يجب على الصائم أن يبيّت النية ويعقدها من الليل لصيام الفريضة.
- الإمساك عن جميع المفطرات طيلة وقت الصيام
وهو من طلوع الفجر حتى غروب الشمس، لقوله -تعالى-: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِن الخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ).[١٢]
وورد في الحديث الصحيح أنه: (لَمَّا نَزَلَتْ: (حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ)، عَمَدْتُ إلى عِقَالٍ أسْوَدَ وإلَى عِقَالٍ أبْيَضَ، فَجَعَلْتُهُما تَحْتَ وِسَادَتِي، فَجَعَلْتُ أنْظُرُ في اللَّيْلِ، فلا يَسْتَبِينُ لِي، فَغَدَوْتُ علَى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَذَكَرْتُ له ذلكَ، فَقالَ: إنَّما ذلكَ سَوَادُ اللَّيْلِ وبَيَاضُ النَّهَارِ).[١٣]
- التكليف بالصيام هو للمسلم البالغ العاقل القادر على الصيام.
المراجع
- ↑ابن عثيمين، لقاء الباب المفتوح، صفحة 2-8. بتصرّف.
- ↑رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1903.
- ↑رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:1923.
- ↑رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:3220.
- ↑رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سهل بن سعد الساعدي، الصفحة أو الرقم:1957.
- ↑رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2009.
- ↑سورة البقرة، آية:183
- ^أبرواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1903.
- ↑عطية سالم، شرح بلوغ المرام، صفحة 1. بتصرّف.
- ↑محمد حسان، دروس للشيخ محمد حسان، صفحة 5-8. بتصرّف.
- ↑سورة البينة، آية:5
- ↑سورة البقرة، آية:187
- ↑رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عدي بن حاتم الطائي، الصفحة أو الرقم:1916.