أثر الصيام على زيادة فعالية العلاج الكيميائي للسرطان

قد يؤدي الصيام في رمضان أو بشكل عام قبل الخضوع للعلاج الكيميائي للسرطان إلى زيادة فعالية تأثير الأدوية التي يمكنها القضاء على السرطان مع حماية الخلايا السليمة من التلف.

أظهرت دراسة جديدة إلى أن عدم تناول الطعام قد يكون بمثابة الدرع الواقي للخلايا ومحفزاً على حمايتها مما يتيح لها تحمل مستويات عالية من جرعات العلاج الكيميائي.

بينت نتائج اختبار مجموعة من الفئران والتي لم تتناول شيئاً لمدة يومين قبل العلاج الكيميائي قد ساعد هذا الأمر على حمايتها من الجرعات العالية السامة المحتملة من الدواء وقد وجد العلماء أنها قد استعادت الوزن الذي فقدته بعد العلاج.

لقد وصل الباحثون لعدة نتائج أظهرتها الدراسات المخبرية التي قاموا بها نذكر أهمها: يقتل العلاج الكيميائي للسرطان مجموعة من الخلايا السليمة مثل الخلايا السرطانية لكن القيام بالصيام المتقطع أو الامتناع عن تناول الطعام قد يزيد من مقاومة الخلايا للإجهاد مما قد يسمح للأطباء باستخدام مستويات أعلى من جرعات العلاج الكيميائي الحالي للسرطان ولتكون أكثر فعالية.

العلاج الكيميائي وتأثير حمية عدم تناول الطعام

ظهرت دراسة نشرتها مجلة الأكاديمية الوطنية للعلوم في عددها الدوري حيث درس الباحثون فيها مدى تأثير الصيام على الخلايا السرطانية والطبيعية منها في جسم المريض.

قام الباحثون أولاً بدراسة استجابة خلايا الخميرة yeast cells للجوع وأظهرت هذه التجربة تأثير العلاج الكيميائي عليها مما جعل هذه الخلايا أكثر حماية بمقدار 1000 مرة من الخلايا الأخرى الغير معالجة بالصيام.

ثم اختبروا آثار الصيام على الخلايا البشرية والسرطانية في أنابيب الاختبار وعلى الفئران.

أظهرت النتائج تفاوتاً بين الخلايا المعالجة بالصيام والخلايا الطبيعية يقدر ما بين الضعفين إلى خمسة أضعاف من مقاومة الإجهاد في الحالة الطبيعية وهذا كله كان نتيجة لاستجابة الخلايا لعدم تناول الطعام.

وأجريت عدة اختبارات على مجموعة من الفئران المخبرية حيث تم تجويع 28 فئراً لمدة تتراوح بين 48-60 ساعة قبل العلاج الكيميائي وبعد العلاج مات واحد فقط من هذه المجموعة.

بينما أظهرت نتائج اختبار على مجموعة أخرى من الفئران والتي يقدر عددها ب 37 فئر لم يتم تجويعها قبل البدء بالمعالجة الكيميائية وتبين أنه قد مات 20 فئراً منها نتيجة سميّة العلاج الكيميائي.

وفي أحد المؤتمرات الصحفية ذكر الباحث فالتر لونغو Valter Longo الحاصل على شهادة دكتوراه من جامعة جنوب كاليفورنيا أنه ” إنه لشيء مهم أن الاختبارات قد اظهرت باستمرار تمتع الفئران بمستوى عال من الحماية بينما بقيت خلاياها السرطانية سريعة التأثر بالعلاج ”

ويضيف الباحث ” إذا امكننا الحصول على سميّة تتراوح بين 10 و 20 ضعفاً فقط في خلايا السرطان الانتكاسية عند الإنسان سوف يصبح صراعنا ضد السرطان أمراً آخر. ”

يؤكد الباحثون أن الإشارات الجينية لها دور في تحفيز الخلايا الطبيعية المعرضة للتجويع للدخول بحالة تشبه السبات والذي بدوره ينتج عنه مقاومة شديدة للضغط. بينما لا تمتثل الخلايا السرطانية لمثل هذه الإشارات مما يبقيها في وضع النمو.

يمكن التفريق بين الخلايا الطبيعية والخلايا المصابة بالسرطان باستخدام استجابة الجسم للصيام عن الطعام وبحسب رأي الباحثين فإن هذه العملية تمكن الخلايا السليمة أن تصبح قادرة على تحمل جرعات بمستويات أعلى من العلاج الكيميائي للسرطان ولكن هناك حاجة إلى المزيد من الدراسات والتجارب على البشر لتأكيد هذه الآثار.

Source: tababah.net

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *