أدوية البواسير
}
البواسير
تُعرَف البواسير (Hemorrhoids) بأنّها تعرّض الأوعية الدموية الموجودة في الشرج وأسفل المستقيم للانتفاخ والتضخم، ليرافق ذلك الشعور بالألم وعدم الراحة لدى المصاب. وتُعدّ النساء أكثر عرضة للإصابة بها مقارنةً بالرجال، كما تزداد فرصة الإصابة مع تقدّم العمر، مما يتطلب مراجعة الطبيب الاختصاصي لمعالجتها سواء بتغيير نمط الحياة، أو بالعلاج الدوائي، أو من خلال الإجراء الجراحي؛ نظرًا لتفاقم الأمر مع مرور الوقت، وظهور العديد من المضاعفات أحيانًا. وفي هذا المقال بيان لعدد من أهم العلاجات الدوائية المُستخدَمة لعلاج البواسير والتخفيف من أعراضها، بالإضافة إلى العلاجات الأخرى.
يوجد نوعان منها؛ هما: البواسير الداخلية التي تؤثر في الأوردة الموجودة في المستقيم لتسبب تضخمها دون أن تظهر لدى المصاب أو تسبب له الشعور بالألم، وأوّل أعراض البواسير الداخلية الظاهرة نزيف من المستقيم. أمّا في حال تعرّض الأوردة الدموية الموجودة حول فتحة الشرج للتضخم والانتفاخ فإنهّ يدلّ على الإصابة بالبواسير الخارجية وهي النوع الثاني، وتصبح مؤلمة ومتدلية لتظهر واضحة لدى المصاب، كما قد يسبِّب الضغط أثناء عملية خروج البراز نزيفها.[١]
‘);
}
أدوية علاج البواسير
تُستخدَم عدة أنواع من الأدوية والكريمات والتحاميل دون الحاجة إلى وصفة طبية للتخفيف من الورم والانزعاج الناتج من الإصابة بالبواسير؛ إذ إنّه يجب استخدام هذه الأدوية لمدة من 5 إلى 7 أيام فقط؛ لأنّ استخدامها لمدة طويلة قد يسبب التهيج للجلد الحساس حول فتحة الشرج، ويُنصَح دائمًا بقراءة النشرة المصاحبة للدواء قبل استخدامه، بالإضافة إلى ضرورة الالتزام بالعلاجات المنزلية والتغذية الصحيحة أثناء استخدام هذه الأدوية. ولاحقًا في هذا المقال تُذكَر العلاجات المنزلية على النحو الآتي:[٢]
- كريم كورتيكوستيرويد: يُستخدَم هذا الكريم عند وجود التهاب حاد في المستقيم أو فتحة الشرج أو المنطقة المحيطة بها، ويجب استخدامه لمدة لا تزيد على الأسبوع في كل مرة؛ لأنّه قد يجعل الجلد المحيط بمنطقة الشرج أرقّ، كما أنّه قد يُسبِّب المزيد من التهيُّج.
- المسكنات: تساعد الأدوية المسكنة المنتشرة، مثل الباراسيتامول، في تخفيف الألم الناتج من البواسير، غير أنّه في حالة وجود نزيف مفرط ينبغي تجنب استخدام مسكنات الألم من عائلة الأدوية المضادة للالتهاب غير الستيرويدية -مثل الأيبوبروفين-؛ لأنّها قد تبدو السبب في جعل نزيف المستقيم أشدّ، كما يجب الابتعاد عن استخدام مسكنات الكوديين؛ لأنّها قد تؤدي إلى الإصابة بالإمساك.
- أدوية مخدر موضعي: قد يصف الطبيب أحد أنواع الأدوية التي تحتوي على مخدر موضعي للتخفيف من ألم البواسير، غير أنّه يجب استخدامها لبضعة أيام؛ لأنّها قد تبدو السبب في جعل الجلد أكثر حساسية.
- المسهلات: في حال كان الإمساك السبب في البواسير فقد يصف الطبيب بعض أنواع المسهلات المساعدة في التخلّص من الإمساك، الذي يُعدّ واحدًا من أسباب الإصابة بالبواسير.
علاجات أخرى للبواسير
تُذكَر الطرق الأخرى المتبعة لعلاج البواسير على النحو الآتي:
تغيير نمط الحياة
يسهم تغيير نمط الحياة في علاج البواسير أو التقليل من فرصة حدوثها، ذلك عن طريق اتباع مجموعة من الإجراءات، ومنها أبرزها ما يأتي:[٣][١]
- تناول الأطعمة الغنية بالألياف؛ ذلك لفاعليتها في تليين البراز وتسهيل خروجه، مما يقلل من فرصة الإصابة بالبواسير. ومن أهم مصادر الألياف: الجزر، والشوفان، والنخالة، والإجاص، والرز البني.
- ضرورة الإكثار من شرب الماء؛ للحفاظ على ليونة البراز.
- استخدام الحمام مباشرة عند الشعور بالرغبة في الإخراج.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام؛ لمساهمتها في التخفيف من الإمساك.
- تجنب الجلوس لمدة طويلة على الأسطح الصلبة.
- استخدام المناشف الرطبة بعد عملية الإخراج عوضًا عن المناديل الجافة التي تزيد شدة الحالة.
- الحفاظ على نظافة منطقة فتحة الشرج بتنظيفها يوميًا بالماء الدافئ، مع تجنُّب استخدام الصابون، الذي قد يزيد من الحالة شدة.
- استخدام حمام المقعدة، هو إحدى طرق علاج البواسير التي تخفّف من أعراض البواسير، ذلك بالجلوس فيه لمدة 10 إلى 15 دقيقة يوميًا.
- الكمادات الباردة وأكياس الثلج، التي تُوضع مباشرة على البواسير بهدف التخفيف من انتفاخ الأوردة.
الإجراء الجراحي
في حال استمرار مشكلة البواسير وما يرافقها من أعراض؛ كالألم والنزيف، فإنّه يُلجَأ إلى الإجراء الجراحي لمعالجتها، الذي يتضمن ما يأتي:[٤]
- ربط الشريط المطاطي، تُستخدم هذه الطريقة في معالجة البواسير الداخلية، إذ تُربَط قاعدة أوردة البواسير بزوجين من المطاط بإحكام؛ ذلك بهدف قطع تدفق الدم إلى أوردة البواسير، وتُجرى في عيادة الطبيب، لكن قد تسبب بعض الآثار الجانبية التي لا تستمر أكثر من يومين؛ كالنزيف الخفيف، والشعور بالامتلاء وعدم الراحة.
- المعالجة بالتصليب، يسهم العلاج بالتصليب في تصغير حجم البواسير، وإحداث ندب فيها؛ ذلك من خلال حقن البواسير بمواد كيميائية.
- العلاج بالليزر، إحدى طرق معالجة البواسير الداخلية من خلال قدرتها على زيادة تصلّب البواسير الداخلية وتندبها.
- تدبيس البواسير، تُعدّ طريقة تدبيس البواسير من الطرق الحديثة المستخدمة في علاج الحالات الشديدة للبواسير، وفيها تُشدّ الأنسجة الداعمة للبواسير لمنع هبوطها وتدليها. وتمتاز هذه الطريقة بسرعة إجرائها؛ إذ لا تستغرق أكثر من 30 دقيقة، بالإضافة إلى سرعة تعافي المصاب وعودته لممارسة أنشطته اليومية المعادة.
- استئصال الباسور، الذي يُعدّ من الطرق التي تُستخدم في التغلب على البواسير، وفيه يُخضَع المصاب لعملية جراحة بعد إدخاله إلى غرفة العمليات وتخديره، ثم إزالة البواسير بالكامل، ويمتاز بانخفاض احتمال عودة الإصابة بالبواسير، لكن قد تسبب حدوث بعض المضاعفات بنسبة لا تتجاوز 5 في المئة؛ مثل: النزيف، والإصابة بالعدوى، وتضييق فتحة الشرج.
أسباب البواسير
يوجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى ظهور البواسير سواء الداخلية أو الخارجية، إذ تؤدي جميعها إلى زيادة الضغط على الأوردة في منطقة الشرج، وبالتالي تُسبِّب تورمها وانتفاخها. وتتضمن ما يأتي:[٥]
- الإصابة بالإمساك المزمن، أو الإسهال المزمن.
- الشعور بالإجهاد والشّد أثناء عملية التغوط.
- الإصابة بالسمنة.
- المرأة الحامل.
- قضاء وقت طويل في الجلوس على المرحاض.
- ممارسة رياضة رفع الأوزان الثقيلة باستمرار، أو في حال تطلَّب المهنة التي يمارسها الشخص ذلك.
- عدم تناول كميات كافية من الألياف.
أعراض البواسير
تعتمِد أعراض البواسير على نوع البواسير لدى المصاب ودرجة الالتهاب، حيث البواسير الداخلية لا تُسبب الشعور بالألم بدايةً، إلّا أنّها قد تُسبِّب حدوث نزيف الدم أثناء التغوط، كما قد يؤدي تدلّي البواسير وظهورها الشعور بألم وانزعاج لدى المصاب. أمّا البواسير الخارجية فإنّه قد تُسبِّب العديد من الأعراض، ومنها:[٥]
- وجود نزيف الدّم.
- التعرض لانتفاخ حول فتحة الشرج وتورمها.
- الشعور بالألم وعدم الارتياح لدى المصاب.
- الإصابة بحكّة وتهيج في منطقة الشرج.
- الشعور بألم شديد، وانتفاخ في الأوردة، والتهابات، وتورمات قاسية بالقرب من فتحة الشرج في حال تخثر البواسير الخارجية.
تشخيص البواسير
يوجد العديد من الطرق التي يُجرى فيها تشخيص البواسير سواء الداخلية أو الخارجية، وتتضمن أبرز هذه الطرق ما يأتي:[٦]
- التاريخ الطبي، الذي يتضمن سؤال المصاب عن الأعراض التي يعاني منها، أو في حال وجود مشاكل مرضية لديه، إضافةً إلى معرفة عادات الطعام والإخراج التي يتبعها الشخص المصاب، والأدوية التي يتناولها؛ كالملينات أو الحقن الشرجية.
- الفحص البدني، إذ تُفحَص فتحة الشرج لدى المصاب في حال وجود انتفاخ أو تورم، كما يتأكّد الطبيب من وجود تدلٍ للبواسير في حال البواسير الداخلية، أو وجود دم متجلط في البواسير الخارجية، بالإضافة إلى الكشف عن وجود شق شرجي أو التهيُّج الجلدي.
- تنظير الشرج، الذي يُجرى في عيادة الطبيب، ويفحص الأنسجة المبطّنة لأسفل المستقيم وفتحة الشرج؛ ذلك للكشف عن وجود أيّ أمراض في الجهاز الهضمي السفلي أو الأمعاء.
- تنظير المستقيم والسيني، الذي يشبه إلى حد كبير تنظير الشرج، ويُجرى التأكد من الإصابة بأمراض القولون السفلي والشرج من خلال استخدام المنظار في فحص المستقيم والقولون السفلي.
مضاعفات البواسير
تتميز البواسير بالقدرة على علاجها الفعال في معظم الحالات من غير حصول أي مضاعفات، وتزداد فرص نجاح العلاج عند بداية العلاج مبكرًا، وعلى الرغم من ذلك تحدث بعض المضاعفات النادرة، ويُذكر عدد من أبرز هذه المضاعفات في ما يأتي:[١]
- اختناق الباسور: إذا قطعت امدادت الدم عن البواسير يصاب بالاختناق، ممّا يسبب للشخص المصاب الألم الشديد.
- فقر الدم: يؤدي فقدان الدم المزمن كثيرًا من البواسير إلى فقر الدم.
- الجلطة الدموية: تحدث الجلطة الدموية في بعض الأحيان في فتحة الشرج، التي تبدو مؤلمة للغاية، بالإضافة إلى تسبُّبها في التورُّم والالتهاب.
المراجع
- ^أبت“Hemorrhoids: Causes, treatments, and prevention”, www.medicalnewstoday.com, Retrieved 17-7-2018. Edited.
- ↑“Treatment – Haemorrhoids (piles)”, nhsinform, Retrieved 29-11-2018. Edited.
- ↑April Kahn, Tim Jewell (7-10-2016), “Hemorrhoids”، www.healthline.com, Retrieved 18-10-2019. Edited.
- ↑Benjamin Wedro (30-8-2019), “Hemorrhoids”، www.emedicinehealth.com, Retrieved 18-10-2019. Edited.
- ^أب“Hemorrhoids”, www.mayoclinic.org, Retrieved 17-7-2018. Edited.
- ↑“Diagnosis of Hemorrhoids”, www.niddk.nih.gov,10-2016، Retrieved 21-10-2019. Edited.