إن أطفالنا هم نعمة كبيرة جدا قد حبانا الله إياها و يجب على كل أسرة أن تستشعر وجود هذه النعمة و يشكروا الله عليها , فلو نظرت كل أسرة من حولها لوجدت الكثير من الأسر التي حرمت من الأطفال و يتمنوا لو يكون لديهم طفل واحد فقط , فمابال الأسر التي لديها أطفال تتضجر و تضيق بهم و لا تعطيهم حقوقهم , ففي خضم الحياة الصعبة و الظروف المادية القاسية على كل رب أسرة و الضغوط النفسية التي تتعرض لها ربة الأسرة تجدهم يشعروا العكس تماما وهو أن هذه الأطفال هم عبء و أشخاص وظيفتهم في الحياة الإزعاج و الفوضى و الضوضاء , بل إن الأسواء من ذلك أن يقول أحد الوالدين أو كليهما للطفل “أنت ليه بتتعبني هو ربنا خالقك تعصبني ؟ ” و أمثلة كثيرة مختلفة من هذه العبارات القاسية جدا.
رسالة لنفسك:
علماء النفس يقولوا إن الإنسان بإمكانة إقناع نفسه بشئ مادام هو يريد ذلك , فمثلا: لو أقنع طالب نفسه أنه لن يستطيع فهم درس الرياضيات فمهما بذل المدرس من جهد ليشرح و يفهم هذا الطفل لن يشعر أنه فهم لأنه من البداية هيئ نفسه و أقنعها أنه لن يفهم , و كذلك الوالدين إن أقنع كل واحد فيهم نفسه إن أطفاله عبء و مشاغبين و متعبين و لا يسمعوا الكلام و أنه يعاني معهم و غير سعيد و غير قادر على تربيتهم بالتاكيد الرسالة التي ستصل للمخ أنه تعبان و متضجر منهم بالفعل , و سينعكس هذا الإنطباع و الرسائل اللاشعورية على تقييم المخ للمواقف الحياتية مع الأطفال و بالتالي المواقف العادية المتكررة بكل أسرة ستصبح لديهم كوارث و عقابهم سيكون عسير , فلو ظل الوالدين يبعثوا بهذه الرسائل السلبية لأنفسهم سيولدوا فاللاشعور إنطباع عن إن الأطفال و الأسرة عبء و مسئولية متعبة و مؤلمة . فحتى إن كانت عملية التربية ليست بالسهلة و كذلك الأعباء المادية أو الأسرية تحتاج لكثير من الجهد فعلى الوالدين أن يقولوا لأنفسهم إن هذا شئ طبيعي و هذا دورهم في الحياة , و الحقيقة المسلّم بها أنه لا توجد راحة في الدنيا و كل الأباء و الأمهات لابد أن يبذلوا الوقت و الجهد من أجل أسرهم , و لابد أن يكرروا ذلك على نفسهم – و حتى ما يتعلق بالأطفال – و عليهم تقبل فكرة أنهم أطفال و بالتأكيد ردود الأفعال التي يؤديها الشخص الكبير لا يمكن أن تحصل عليها من طفل صغير فيجب أن يهيئ الوالدين أنفسهم نفسيا و أن يقولوا دوما لأنفسهم إن الأطفال نعمة من الله و لابد أن نراعيهم و لا نضرهم بتعاملنا القاسي معهم و إن كل الأطفال هكذا و تصرفاتهم طبيعية و عليهم تقبلها و التعامل معها بهدوء .
تمرين المرآة:
وهذا تمرين مفيد جدا للوالدين أولا عليهم النظر في المرآة لأنفسهم و هم في حالات الغضب و العصبية و كيف يكونوا مخيفين لأطفالهم ثم بعد ذلك يحاولوا أن يدربوا أنفسهم على الإبتسامة , أجل الإبتسامة لا تتعجبوا فلو وقف كل أب و كل أم أمام المرآة عشر دقائق يوميا يبتسموا و ينظروا لنفسهم و هو مبتسمين سيرسلوا إشارة للمخ بأنهم أشخاص فعلا سعداء و سيؤثر ذلك على نفسيتهم و رودود أفعالهم طوال اليوم .
أطفالي ملائكة:
نعم إقنعوا أنفسكم أن اطفالكم عاديين و طبيعيين و مواقفهم الحياتية المختلفة من شجار و كسر أشياء و علو الصوت و نشر الفوضى و غيرها هي التي تعلمهم الخبرات و التصرفات الصحيحة ليتعاملوا على أساس ما تعلموه في المستقبل , و على الوالدين محاولة إلتزام الهدوء و الصبر و التعامل بحكمة لأن هذا كله شئ طبيعي مع الأطفال , و لو أقنع الوالدين أنفسهم أنهم أسرة سعيدة سيؤثر ذلك عليهم داخل الأسرة أما لو أقنعوا أنفسهم بالعكس بالتأكيد سيحدث ما لا تحمد عقباه , فلكل أم قولي لنفسك أطفالي ملائكة بأجنحة حتى لو كانت تصرفاتهم عكس ذلك إقنعي نفسك بما تريدي أن تشعري به تجاههم و تفائلي دائما. وأخيرا نود أن نقول إن الحياة ليست جنة و ليست أيضا نار فعلى كل شخص أن يبذل جهد ليحقق ما يتمناه و الوالدين عليهم إستشعار النعم التي منّ الله عليهم بها و هي الأطفال فلو أقنعوا أنفسهم أنها نعم سيحفظوها أما إن أقنعوا أنفسهم أنها نقم فلن يسعدوا أبدا بالنتائج التي سيصلوا إليها.