يعتبر الشعور بالإنتماء من الخطوات الهامة في بناء التقدير الذاتي لدى الطفل، هذا الشعور يتولد من إشباع حاجة الطفل إلى القبول داخل بيئته، فالمطلوب من الأسرة قبول الإبن دون ربط هذا القبول بإنجازات معينة يقوم بها الطفل، فلو تعلم الطفل أن يقبل إذا أحسن، و يرفض إذا أخطأ سينشأ مذبذباً ضعيف الشخصية، ضعيف التقدير الذاتي، وقبول الطفل يعني إنتماءه لأسرة يشكل أحد أعضائها، مما يسهل عليه فيما بعد الإنخراط في مجموعات إجتماعية أخرى، وبالمقابل يكون الطفل الذي يشعر بعدم قبول الأسرة له، أقرب إلى الإرتياح و الرفض و الشعور بالوحدة، وهذا له تأثير سلبي على شخصية الطفل.
سلوكيات تربوية غير سليمة تحرم الطفل من القبول:
(1) إنتقاد الطفل بإستمرار.
(2) إلزام الطفل أكثر مما يستطيع.
(3) المقارنة بين الطفل وغيره.
(4) الإفراط في الحماية والدلال.
مواقف تنمي القبول لدى الطفل:
(1) إمنح للطفل إستقلاليته.
(2) إعترف بالطفل بوصفه فرداً مستقلاً.
(3) إمدح إنجازات إبنك.
(4) عبر لإبنك عن المحبة.
(5) إستمتع بتربية إبنك وبعلاقتك معه.
(6) تقبل إقتراحاته.
(7) تقبل صداقاته.
(8) شجعه ولا تحبطه.
(9) تعلم الإصغاء لإبنك.
(10) عامل إبنك كما تحب أن تعامل.
الشعور بالخصوصية نقطة البدء للطفل:
الشعور بالإنتماء يبدأ عادة مع الطفل حين ينمو عنده نوع من الشعور بالخصوصية والإحساس أنه مختلف عن غيره، ووفقا لما قاله د.مصطفى أبوسعد يتم هذا من خلال:
(1) إدراك نقاط القوة والضعف لديهم.
(2) الوقوف على الإنجازات الشخصية.
(3) الشعور بالعدل في تعامل الآخرين معهم.
خطوات بناء الشعور بالإنتماء:
ينبغي تحسيس الطفل بأنه ينتمي لشيء أكبر من نفسه، بمعنى أنه ينتمي لأسرة ودين وأمة ومسجد وثقافة وفريق وجماعة، ويشعر مع هذا الإحساس بالإعتزاز بإنتمائه (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين) ووفقا لرأي د.مصطفى أبوسعد يتم هذا من خلال:
1- حميمية العلاقات الأسرية:
العمل المشترك والعمل الجماعي داخل الأسرة الواحدة يبني الشعور بالتقارب الحميم لدى أفراد وأعضاء الأسرة، وهذا يعزز بالمقابل شعورهم بالإنتماء، ومما يزيد هذا التماسك الأسري والشعور بالإنتماء لدى الأبناء كون الأسرة مجالاً وفضاء للعديد من الأنشطة مثل:
– التخطيط المستمر لأنشطة جماعية داخل الأسرة بعيداً عن روتين الحياة اليومية.
– الإلتزام بالأحكام الشرعية داخل الأسرة، فوجود أحكام مستقاة من ديننا الحنيف داخل الأسرة يعزز الإنتماء على مستوى العقيدة الموحد لأعضاء الأسرة، والعقيدة المحددة للقوانين الملزمة لها.
– قضاء فترات خارج البيت من مثل النزهات الأسبوعية أو الإجازات السنوية من عمرة أو حج أو صلة رحم أو إستجمام في البر أو الجبل أو على البحر..
– المشاركة الجماعية في الأنشطة الهادفة مثل المخيمات وغيرها.
– ممارسة الرياضة والألعاب.
– القراءة المشتركة الهادفة كالإجتماع أسبوعياً على قراءة باب من رياض الصالحين.. أو حدث من سيرة النبي صلى الله عليه و سلم.
– جلسة 20 دقيقة يومياً لمناقشة أحوال الأسرة وخططها المستقبلية ومشاكلها.
– التعاون بين أعضاء الأسرة في أداء إحتياجات البيت والواجبات المدرسية.
– الإشتراك في مشاريع خيرية من مثل كفالة يتيم أو حفر بئر في بلد إسلامي فقير وبتعاون جماعي مشترك.
– الحديث عن تاريخ الأسرة وعن حياة الصالحين من الأسرة وعطاءاتهم المتميزة ونجاحاتهم.
– جلسات مدح الطفل حيث يتم إختيار طفل بين الفينة والأخرى و يسلط الضوء عليه من خلال ذكر محاسنه و إبراز صفاته الحميدة ونقاط قوته و إيجابياته، وهذا يعمل على تعزيزها وتعزيز الشعور بالإنتماء والقوة.
– الإفتخار بالأبناء وتقديمهم بصورة إيجابية.
– إلحاق الأبناء بتجمعات من مثل جماعات الصحبة الصالحة والنشء المسلم والعمل التطوعي والمشاركة في دورات ذات الطابع الإنساني من مثل الإسعافات الأولية ودورات الدفاع المدني.
– إلحاق الأطفال بالأنشطة المبنية على التعلم التعاوني والتعلم المشترك من مثل الأندية العلمية والمشاركة الجماعية في إختراع أو تصنيع ما.
– إتاحة الفرصة للأبناء لخدمة الآخرين مثل زيادة المرضى وخدمة الفقراء ومساعدة الأطفال المتغيبين عن الدراسة لأسباب موضوعية، ومساعدة المسنين وذوي الإحتياجات الخاصة.
2- علم طفلك كيف يكون عضواً في مجموعة:
التعامل مع مجموعات الأطفال تعلم الطفل العمل الجماعي المشترك من خلال هذا الإنتماء يتعلم العديد من المهارات الذاتية والجماعية ومنها:
- القيادة، الأهداف المشتركة، التخطيط الجماعي، المنافسة، الطموح، حب التميز، الرغبة في الإنتصار والتميز، المثابرة والصبر، التعاون مع الآخر من أجل هدف مشترك، العمل الجماعي.
- الإنتماء لمجموعات عمل مشترك تتيح للطفل فرصة تبادل الأدوار مع الآخر والتعامل مع رغبات النفس بنوع من الأخلاقية فيتمسك بها عندما تكون في خدمة الهدف والمجموعة، و تنازل عنها عندما تتعارض مع رغبات المجموعة.
- و من هنا يقوى إدراك الطفل لكونه مختلفاً عن غيره فيحب التميز و هذه مهارة إيجابية، و في الوقت نفسه يدرك أنه في أحيان معينة يكون جزءاً من مجموعة بلا تميز و لا اختلاف عن الباقي، و هذه المهارة التي ينشأ عليها الطفل من خلال الانتماء لمجموعة تحدد توازناً في شخصيته مما يرفع تقديره الذاتي و ثقته بنفسه حين يختلط و يعمل مع غيره.
يمكن البدء بهذا الانتماء داخل البيت و في نطاق الأسرة مع تكليف الطفل بمسؤوليات و أدوار يتبادلها مع غيره يتعلم من خلالها العمل المشترك، ثم مراعاة حقوق الآخرين و احترام آرائهم.
أفكار لتعزيز التقدير الذاتي:
(1) إزرع شيئاً مع ابنك في حديقة.
(2) خصص أوقاتاً لممارسة ألعاب عائلية داخل الأسرة لا سيما ألعاب الذكاء.
(3) أكد لطفلك أن العالم يدور حول الشمس وليس حوله.
(4) علم طفلك معنى أن يكون جاراً محترماً وكيف يحترم جيرانه.
(5) إمنح الطفل فرصة أن يخدمك ويرعاك أحياناً.
نتمنى أن تكونوا إستفدتم من هذه المعلومات والنصائح التربوية وللمزيد تابعونا في قسم تربية الأبناء، وأشركونا دائما بتعليقاتكم وأسئلتكم وكذلك تجاربكم.