كل أسرة تسعى دائما لغرس القيم والأخلاق داخل نفوس أطفالها وخصوصا القيم الإسلامية الصحيحة ولكن في بض الأحيان لا يعرف الوالدين الطرق أو الأساليب التربوية الصحيحة لذلك، فما هي أساليب التريية الإسلامية الصحيحة التي من الممكن أن تعتمد عليها كل أسرة لتعليم الأطفال القيم والمبادئ الدينية السليمة؟
أساليب التربية الصحيحة للأبناء:
إن مبادئ العقيدة الإسلامية تعلم الأطفال الحلال والحرام، وأيضا تأمرهم بالعبادات وهم في سن السابعة ‘مروا أولادكم بالصلاة لسبع’ ومن يهمل في تعليم أولاده في هذا السن فهو مقصر آثم في حق أولاده، وكذلك تعودهم على قراءة القرآن وفهمه والعمل به، وغرس روح المراقبة لله تعالى فيهم “أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك”، بالإضافة إلى التربية الإجتماعية والتي تركز على قيم مثل الأخوة والرحمة والإيثار والعفو والجرأة وأيضًا مراعاة حقوق الآخرين مثل حق الأبوين والأرحام والجيران والمعلم والصديق والكبير.
الوسائل العلمية لتربية الأولاد:
- تربية الأطفال بالقدوة فالطفل حين يجد من أبويه ومربيه القدوة الصالحة فإنه يتشرب مبادئ الخير ويتطبع على أخلاق الإسلام، والتربية بالقدوة تكون بقدوة الأبوين، وقدوة الرفقة الصالحة، وقدوة المعلم، وقدوة الأخ الأكبر، وربط الولد بصاحب القدوة العظيم رسولنا صلى الله عليه وسلم.
- تربية الأطفال بالعادة السليمة إذا توفر للطفل عامل التربية وعامل البيئة مع الفطرة السليمة المولود بها فإن ذلك له أثره الطيب ونشأته النشأة الصحيحة، والتربية بالعادة تكون بالتقليد والتعويد كما ذكرنا في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم “مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر ” وأيضًا: علموا أولادكم وأهليكم الخير وأدبوهم.
- ومن أساليب التربية أيضا التربية بالموعظة، والقرآن الكريم ملئ بالآيات التي تتخذ أسلوب الوعظ أساسًا لمنهج الدعوة وطريقًا إلى الوصول لإصلاح الأفراد، وفي سورة لقمان خير شاهد على ما نقول يقول الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لاِبْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان:13]
أساليب تعزيز ثقة الطفل بنفسه:
- لا بد أن تكون البداية مع الطفل صحيحة، بحيث يطلق الأبوين عليه اسماً جميلاً وليس سخيفاً لأنه سيلازمه طوال عمره.
- لا تتوقع من الطفل أن يكون دائم الإستقامة وتصرفاته عقلانية، ففي النهاية هنالك شقاوة الأطفال وبراءتهم الممزوجة بطبيعتهم.
- على الأبوين أن ينصتا لحديث طفلهم ولا يقاطعانه، ولابد أن يشعر الطفل باهتمامهم له ولما يقوله.
- لكل طفل دمية مفضلة، لذا من الجميل أن يشعر بإهتمام أبويه بها والسؤال عنها وعدم التقليل من شأنها.
- الطفل دائماً معرض للفشل أو الخطأ، ولابد أن يكون الأبوين مصدر دعم وتشجيع له للمحاولة مراراً وتكراراً وتوجيهه.
- لابد من الإحتفال بنجاح الطفل حتى لو كان هذا النجاح بسيطاً.
- لابد من تقبل الطفل كما هو، وتجنب مقارنته بغيره فهذا من شأنه أن يضعف ثقته بقدراته.
- إذا ارتكب الطفل خطأ ما فلا يجب تأنيبه إلى تلك الدرجة التي يشعر فيها بأنه شخص سيء، لذا لابد من اللجوء إلى الأساليب التربوية السليمة في التربية.
الممارسات التربوية:
ووفقا للموسوعة الحرة سنجد الناس في ذلك بين إفراط وتفريط فالبعض يفضل الأسلوب الصارم وإستعمال “العصا” مع الجيل الجديد ويراها طريقة أفضل من اللجوء إلى الأساليب التربوية والنفسية التي ينادي بها الغرب، والحقيقة أن الفريقين قد جانبا الصواب في التربية الصحيحة، فلا اللين الدائم ولا القسوة المفرطة يمكن أن يُنبِتا طفلاً سليماً واثقاً بنفسه قادراً على خوض غمار الحياة، وهنا يقع على الأهل العبء الأكبر في تحمل مسئولياتهم تجاه أطفالهم، فهم بحاجة إلى التعرف على كافة مراحل نمو الأطفال وما يحتاجونه في كل مرحلة حتى يستطيعوا تفهم سلوكياتهم فيتم توجيههم وإرشادهم.
أخطاء الطفل:
ولو عدنا إلى أسباب الخطأ الذي يرتكبه الطفل فإننا نجدها إما فكرياً كأن لا يوجد عند الطفل مفهوم صحيح عن الشيء، وإما أن يكون عملياً كأن يقوم بعمل فلا يجيده، وإما أن يكون الخطأ نابع عن إرادة جازمة من الطفل وإصرار على الخطأ، ولكل نوع طريقة في التعامل، وهذا يتطلب من الوالدين الإطلاع على أساليب التربية السليمة.
نتمنى أن تكونوا إستفدتم من هذه المعلومات والنصائح التربوية وللمزيد تابعونا في قسم تربية الأبناء، وأنصحكم بقراءة هذا المقال بعنوان:”المكافآت“، كما نتمنى أن تشركونا بتعليقاتكم وأسئلتكم وأيضا تجاربكم.