‘);
}
أسباب ظهور المدرسة الرمزية في الأدب
من الأسباب التي أدّت إلى ظهور الكلاسيكية في الأدب ما يأتي:
الأسباب الفكريّة
وقد اجتمعت عدّة أفكار ساهمت في ظهور الرمزية أهمها الأفكار الآتية:
- فلسفة أفلاطون في المثل
بعد الثورة الكلاسيكيّة التي شهدها الأدب والجنوح على التراث الإغريقي واليوناني القديم تعرّفت أوروبا على فلسفة أفلاطون في المُثُل حيث قال إنّ كلّ ما يوجد في العالم هي ظلال للمثاليات الموجودة في عالم خارجي تكون على صورتها التامّة، ومن هنا تكون هذه الظلال رموز للموجودات الكاملة في عالم المُثُل.[١]
- فلسفة كانط المثالية
ثار إيمانويل كانط على المنهج التجريبي الذي أغرق في الماديّة وهمّش الروح والمشاعر، والتي لا تؤمن إلّا بما يتمّ مُشاهدته في المعامل والمُختبرات، ومن هنا جاء (كانط) الذي أعلى من شأن العقل والروح، وقال إنَّ الشر عارض والخير أزلي، وقد أثّرت في الرمزيّة التي ابتعدت عن المظاهر الحسيّة وآمنت بما هو خيّر.[٢]
‘);
}
- أفكار فرويد
ظهر جيمس فرويد بأفكاره في علم النفس بحديثه عن اللاشعور، والعقل الباطن، وحديثه عن الفصام والكبت، ممّا جعل الرمزيين يتبنّون هذه الأفكار ويُعبّرون عنها في أدبهم.[٣]
- الفراغ العقدي
عاش الإنسان الأوروبي في فراغٍ روحي بعد تنحّية عن الدين إبان الثورة الفرنسية، وبعد ظُهور المنهج التجريبي، فراح الإنسان الأوروبي يتطلّع لمرجعٍ روحي يُلبّي حاجاته الفطرية، وكان هذا سبباً في ظهور المنهج الرمزي الذي يجعل الأديب يعيش في عالمٍ بعيدٍ عن العالم المادي يُلبّي له الحاجة الروحية والعقلية.[٤]
- الاطلاع على الديانات الشرقية
اطلع العقل الأوروبي على الديانات الشرقية كالبوذيّة، والهندوسيّة، والفارسيّة، والمصريّة القديمة والتي هي ديانات روحية تتعلّق بالسمو الروحي وإهمال الجسد، فتأثّر بها العقل الأوروبي وظهر المذهب الرمزي الذي أهمل دلالات الألفاظ المُعجمية وأضفى عليها دلالاتٍ رمزيّة.[٣]
الأسباب الاجتماعيّة
عاش روّاد الرمزية في تناقُضات اجتماعيّة وصراعات عنيفة داخل المُجتمع، ممّا جعلهم يهربون من واقعهم، ويثورون على أعراف المُجتمع، وينفرون من أنظمتها وقوانيها، وهذه الثورة على الأعراف تشكّلت في الأدب على شكل الثورة على الأعراف الأدبيّة التي كانت سائدة آنذاك.[٤]
ظهور ثقافة العمل جعلت الناس يبتعدون عن الراحة، والسعي إلى الثراء، وكانوا يرون الشعر مضيعةً للوقت، وكذلك تفاقمت النظرة التي نقمت على الشعراء واعتبرتهم طُفيليّات على المُجتمع، وقام المُجتمع بازدراء الشعراء ممّا دعاهم للابتعاد والانطواء الذي جعلهم يُوجدون المذهب الرمزي الذي يستعصي على الفهم، ولا يفهمه العامّة بل يحتاج لشخصٍ على دراية عالية بالعلوم الإنسانية.[٣]
الأسباب السياسيّة
تبدّلت الأوضاع السياسية وانتشرت الحروب والصراعات، ولم تستقرّ الأمور، وربّما وجد الشعراء في الرمزية مُتنفساً للتعبير عن آرائهم السياسية دون أن تجني عليهم.[٣]
الأسباب الفنّية
اعتقد الشعراء أنّ اللغة المُباشرة عاجزة عن التعبير عن خلجات نفوسهم، وغير قادرة على إيصال المعنى الذي يدور في ذهن الأديب إلى المُتلقي، ممّا دفعهم لإيجاد الرموز التي تُعبّر عنهم وعن نفوسهم.[٥]
كما أنّ الأدباء بحثوا عن أسلوب جديد يُعبّرون به عن نفوسهم بعد أنّ أخذوا على الرمزيّة إغراقها في الخيال ومُبالغتها في الذات، وأخذوا على البرناسيّة اعتنائها بالشكل ولا سيما الأوزان التي تُقيّد حريّة الكاتب مع وضوحها ومُباشرتها في الخطاب.[٦]
المراجع
- ↑“نظرية المثل عند أفلاطون”، المرسال. اطّلع عليه بتاريخ 17/1/2022. بتصرّف.
- ↑“الفلسفة المثالية روادها وتطبيقاتها التربوية”، تعليم جديد. اطّلع عليه بتاريخ 17/1/2022. بتصرّف.
- ^أبتثسارة العتيبي، الرمزية وتجلياتها في الشعر العربي الحديث، صفحة 5. بتصرّف.
- ^أبطريق الإسلام، “المدرسة الرمزية: التعريف وأسباب النشأة”، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 17/1/2022. بتصرّف.
- ↑مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة، صفحة 2- 865. بتصرّف.
- ↑عبد الرزاق الأصفر، “نشأة الرمزية”، المرجع الإلكتروني للمعلومات، اطّلع عليه بتاريخ 17/1/2022. بتصرّف.