‘);
}
أعمال يوم عرفة للحاج
يُعدّ يوم عرفة -وهو اليوم التاسع من ذي الحجة- أحد أهمّ الأيام التي تؤدّى فيه مناسك الحج،[١] فللحاج في يوم عرفة عدة أعمال سنتعرف عليها فيما يأتي:
المبيت في منى ليلة عرفة
حيث يعدّ المبيت بمنى ليلة عرفة من سنن الحج وليس من واجباته، فيستحبّ للحاج أن يبيت ليلة عرفة في منى وأن يُصلي بها الفجر، وينتظر حتى تطلع الشمس ثم يغادرها لاستكمال أركان الحج.[٢]
الوقوف في عرفة
يُعدُّ الوقوف في عرفة الركن الأساسي في الحج، ومن فاته الوقوف في عرفة فلا حج له، ويجب عليه التحلل؛ وذلك بأن يؤدي عمرةً كاملة؛ فيطوف ثم يسعى ثم يتحلّل، ويأتي للحج في العام المقبل حتى يُتمّ حجّه الأول، لقوله -تعالى-: (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ).[٣][٤]
‘);
}
وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مُؤكّدا أهمية الوقوف بعرفة: (الحَجُّ عَرَفةُ)،[٥] ووقت الوقوف في عرفة يبدأ من زوال الشمس في يوم عرفة، أما الحنابلة فيبدأ عندهم من طلوع فجر يوم عرفة؛ ويُعلّلون ذلك بأن النهار يشمل جميع اليوم،[٦] ويستمرّ حتى طلوع فجر يوم النحر؛ وهو اليوم العاشر من ذي الحجة، فإذا طلع الفجر يوم النحر لا يصح الوقوف لعرفة، ومن فاته الوقوف بعرفة قبلها فقد فاته الحج.[٧]
ولأهميّة الوقوف بعرفة فقد وردت فيه العديد من السُّنن التي يُستحبّ أن يقوم بها الحاج، ومنها ما يأتي:[٨]
- النزول بمسجد نمرة إن تيّسر له ذلك ويبقى به إلى الزوال.
- صلاة الظهر والعصر جمعاً وقصراً في مسجد نمرة بعد الزوال.
- استقبال القبلة في وقوفه يوم عرفة.
- جعل جبل عرفة بينه وبين القبلة إن تيسّر له ذلك.
- الإكثار من الذكر والدعاء وطلب مسألته وحاجته؛ وذلك بأن يتضرّع إلى الله -تعالى-.
- أن يبقى على طهارة أثناء ذكره ودعائه في عرفة قدر المستطاع.
المبيت في مزدلفة
بعد وقوف الحاج بعرفة، عليه أن يبيت في مزدلفة وأن يُصلّي بها صلاة المغرب والعشاء جمع تأخير، فتُصلّى صلاة المغرب ثلاث ركعات، وصلاة العشاء ركعتان قصراً، ولم يُشرع قيام تلك الليلة.[٩]
حكم صيام يوم عرفة للحاج
إن لصيام يوم عرفة فضل عظيم، ويترتّب عليه أجرٌ كبير لغير الحاج، أما للحاج فقد قال أكثر العلماء بكراهية صيامه ذلك اليوم؛ لأن الصيام رُبما أضعفه عن القيام بأعمال عرفة والاجتهاد في الدعاء والذكر في ذلك اليوم، وقد قيل باستحباب صيامه للحاج إن كان لا يؤثّر عليه ولا يُضعفه ذلك عن القيام بمهام يوم عرفة.[١٠]
ولم يصم النبي -صلى الله عليه وسلم- في عرفة وعامة الصحابة -رضوان الله عليهم- كذلك؛ وذلك لأن الدعاء والاجتهاد فيه أفضل من صيام ذلك اليوم للحاج، فربما صام الحاج ولم يجد من نفسه قدرة على الوقوف الطويل والاجتهاد في الدعاء والذكر مع الجوع والعطش.[١١]
المراجع
- ↑مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الدرر السنية، صفحة 221. بتصرّف.
- ↑سعيد بن وهف القحطاني، مناسك الحج والعمرة في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 329. بتصرّف.
- ↑سورة البقرة، آية:196
- ↑محمد أمان الجامي، الحج عرفة، صفحة 151. بتصرّف.
- ↑رواه النسائي، في سنن النسائي، عن عبد الرحمن بن يعمر، الصفحة أو الرقم:3016، صحيح.
- ↑عبد الله الطيار، الفقه الميسر، صفحة 61. بتصرّف.
- ↑ابن جبرين، شرح كتاب أخصر المختصرات، صفحة 5. بتصرّف.
- ↑سعيد بن وهف القحطاني، مناسك الحج والعمرة في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 329. بتصرّف.
- ↑مصطفى العدوي، دروس الشيخ مصطفى العدوي، صفحة 45. بتصرّف.
- ↑موافقي الأمين، الاختيارات الفقهية للشيخ عبيد الله المباركفوري كتاب الصيام والاعتكاف، صفحة 426. بتصرّف.
- ↑عبد العزيز الطريفي ، التفسير والبيان لأحكام القران، صفحة 306. بتصرّف.