هل الحج واجب على الفور أم على التراخي؟

‘);
}
يعد الحج فريضة عظيمة عند المسلمين، يأتون إليها من كل مكان لأدائها من جميع الأعمار، في وقتها الذي خصصه الشرع في شهر ذي الحجة، يؤدون فيها المناسك ويذبحون الهدي، ويخرجون منه كما ولدتهم أمهاتهم، إذ يغفر الله لهم ما سبق من ذنوبهم، ومن المُهم أن يعرف المسلم، هل الحج واجبٌ على الفور أم على التراخي، وهذا ما سنوضحه في المقال.[١]

هل الحج واجب على الفور أم على التراخي؟

اتفق جميع العلماء أن الحج يجب على المسلم في حال توفر شروطه، أما إن لم تتوفر الشروط فلا يجب على المسلم الحج، أي أنه لا يُحاسب إن لم يحج إلى بيت الله لعدم الاستطاعة وعدم توفر الشروط، واختلف العلماء هل الحج واجبٌ على الفور أم على التراخي عند توفر الشروط، وللعلماء في ذلك قولان، بيانهما فيما يأتي.

القول الأول: وجوب الحج على الفور

وهو قول الحنابلة، وقول أبو حنيفة، وتلميذه أبو يوسف، وهو قول الجمهور، وعندهم أن من يؤخر الحج عن العام الذي تحققت فيه الشروط يكون آثماً، وإن ذهب للحج في العام التالي، فيُعد حجه قضاءً لا أداءً، ويُرفع عنه الإثم،[٢] واحتجوا بأن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- وصحابته وجب عليهم الحج في العام التاسع للهجرة، ولكنهم لم يحجوا، وذلك لوجود المانع، وذلك لأن المشركين في العام التاسع، كانوا ما يزالون يحجون بالبيت وهم عراة، وما كان للنبي أن يطوف بالكعبة موحداً مع المشركين، فأخر الحج حتى العام العاشر، وقد أنذرهم بقوله: (لا يَحُجُّ بعدَ العامِ مُشْرِكٌ، ولا يَطوفُ بالبيتِ عُرْيانٌ)،[٣] ثم حج في العام العاشر، بعد زوال المانع مباشرةً.[٤]