أمراض الشعر: أنواعها، وأسبابها، وطرق علاجها

يُعدُّ شعر الرأس من أهم عناصر كمال الإنسان وجماله، إضافةً لدوره في حماية الرأس من أشعة الشمس، ويتعرض الشعر كغيره من أجزاء الجسم للأمراض والمشكلات، التي تكون نتيجتها تساقط وفقدان الشعر. سنتعرف في هذه المقالة على أمراض الشعر، وطرائق علاج أمراض الشعر، ثمّ سنذكر إرشادات للمحافظة على صحة الشعر.

ما هي أمراض الشعر؟

يوجد عديدٌ من الأمراض التي تُصيب فروة الرأس، يرتبط بعضها بالجلد، ويرتبط بعضها الآخر بالشعر، وتؤدي هذه الأمراض في معظم الحالات إلى تساقط الشعر أو الطفح الجلدي بأنواعه، فيما يلي أكثر هذه الأمراض شيوعاً:

1. أمراض فروة الرأس المرتبطة بالشعر:

1. 1. تساقط الشعر:

يُعدُّ تساقط الشعر أكثر الحالات شيوعاً؛ وله أسباب عديدة، منها: الإجهاد، والتوتر والحالة النفسية، أو فقر الدم ونقص الحديد، أو اضطرابات الأكل، مثل: فقدان الشهية أو الشره المرضي، وقد يكون تساقط الشعر من الأعراض الجانبية لبعض الأدوية، مثل: موانع الحمل، والأدوية التي تُعالج النقرس، والتهابات المفاصل والاكتئاب.

1. 2. داء الثعلبة:

يؤدي داء الثعلبة إلى تساقط الشعر على شكل بقع، ويَحدث هذا الداء بسبب الهجوم الخاطئ للجهاز المناعي لبصيلات الشعر، غالباً ما تكون عوامل الإصابة به نفسية (صدمة، حزن شديد)، ولم يتوفر حتى اليوم علاجاً يقضي تماماً على هذا الداء، وإنَّما يتم استخدام أدوية تعمل على نمو الشعر، لكنَّها لا تمنع تكوُّن بقع جديدة، ويُنصح بحماية الرأس من أشعة الشمس بالقبعات أو واقي الشمس.

1. 3. الحزاز المسطح:

يُعدُّ الحزاز المسطح نوعاً من أنواع الاضطرابات الجلدية، ويُعتقد أنَّه أحد أمراض المناعة الذاتية التي تُصيب الجسم، وهو مرض غير شائع يعمل على تدمير بصيلات الشعر مما يؤدي إلى تساقطه وظهور بقع صلع دائمة، ويتسبب في ظهور نتوءات مسطحة القمم، ذات لون بنفسجي أو أحمر، يرافقها تهيج للجلد، وحكة، وتساقط للشعر، وقد تكون أسباب الحزاز المسطح جينية وراثية، أو التوتر، ويمكِن أن يرتبط بالإصابة بفيروس التهاب الكبد الوبائي بي أو سي، قد يكون المرض بسيطاً يُعالج من تلقاء نفسه، أو حاداً يحتاج للعناية الطبية والعلاج بالأدوية الخاصة.

1. 4. القشرة:

القشرة هي بقع صغيرة من الجلد (ناتجة عن تقشُّر فروة الرأس)، تظهر هذه البقع مثل قشرة بيضاء على الشعر، ومن أسبابها فرط جفاف الجلد، أو الجلد الدهني، أو قد تكون بسبب الصابون أو الشامبو المستخدَم، وقد تنتج عن بعض الحالات الطبية، مثل: داء باركنسون، أو فايروس نقص المناعة المكتسبة.

2. أمراض فروة الرأس المرتبطة بالجلد:

2. 1. الصدفية:

تُعدُّ الصدفية أحد أمراض فروة الرأس طويلة الأمد؛ إذ تظهر أعراضها خلال فترة من الزمن ثم تختفي مرة أخرى، وهي من اضطرابات الجهاز المناعي، ينتج عنها ظهور قشرة على فروة الرأس مسبِّبةً الحكة، والألم، وتساقط للشعر نتيجة الحكة والخدوش التي تترتب على الإصابة بالصدفية، وقد تؤدي الحكة إلى النزف، وعادةً ما تنتشر الصدفية في مقدمة ومؤخرة الرأس، كما وقد تُسبب الصدفية تقشُّر البشرة في أجزاء أخرى من الجسم.

2. 2. القوباء الحلقية:

يُستخدم هذا المصطلح للتعبير عن وجود إصابة فطرية للجلد، تُسبب هذه الإصابة في ظهور بقع في فروة الرأس، قد تكون متقشرة أو صلعاء تُسبب الحكة، والقوباء الحلقية عدوى شائعة خاصة بين الأطفال، وتُعالج بالأدوية والشامبو والكريمات الخاصة.

2. 3. تصلُّب الجلد:

تصلُّب الجلد مرض مناعي ذاتي، يُصيب فروة الرأس، ويكون تدريجياً، حيث يزداد سوءاً بمرور الوقت، وهو عبارة عن مجموعة اضطرابات ينتج عنها تشديد وتصلُّب للجلد والأنسجة الضامة.

2. 4. قبَّعة المهد:

وهي نوع من أنواع التهابات الجلد الدهنية التي تؤثِّر في فروة رأس الرضيع، مُسببةً ظهور قبعة صفراء غير سميكة ومتقشرة، وتكون بدون ألم أو حكة، غالباً ما يقلق الوالدان منها، لكنَّها تختفي من تلقاء نفسها، ويمكِن تخفيفها بغسلها بالشامبو يومياً، وقد تُصيب الكبار ويكون علاجها باستخدام شامبو طبي يحتوي على الكيتوكونازول.

2. 5. التهاب الجلد الدهني (الأكزيما الدهنية):

غالباً ما تُصيب الأكزيما الدهنية أصحاب البشرة الدهنية، مسببةً ظهور قشور دهنية تميل للون الأصفر، مع بعض الاحمرار للجلد في أماكن متفرقة، ويمكِن أن يؤثِّر هذا المرض الجلدي في المناطق الدهنية في الجسم، مثل الوجه، وجانبي الأنف، والحاجبين، والأذنين، والجفون، والصدر، في معظم الأحيان يختفي هذا الالتهاب دون علاج، وأحياناً نحتاج لاستخدام الكريمات والمراهم المضادة للالتهابات مثل الهيدروكورتيزون.

2. 6. طفح الحوض الساخن (التهاب الجريبات):

يُعدُّ التهاب الجريبات نوع من التهاب الجلد الذي يُصيب بصيلات الشعر، ويَحدث في أكثر الأحيان بسبب بكتيريا المكورات العنقودية، التي تدخل الجلد عن طريق جريبات الشعر التالفة، مسببة التهاباً وظهوراً لدوائر حمراء مُعبَّأة بالصديد حول كل بصيلة شعر، أو يَحدث عندما تتهيج بصيلات الشعر في أثناء الحلاقة أو وضع المكياج أو ارتداء الملابس، وقد يَحدث عند بعض الناس بعد نقعِ الجسم في حوض استحمام بالماء الساخن.

2. 7. الذئبة الحمراء:

يُعدُّ مرض الذئبة الحمراء من أمراض المناعة الذاتية المزمنة؛ إذ يقوم فيها الجهاز المناعي بمهاجمة خلايا الجسم، ويكون مرض الذئبة الحمراء على شكلِ لطخات حمراء بقشورٍ سميكة، وتظهر بعض الشعيرات الدموية على سطح الجلد، وينتج عنه تساقطاً للشعر.

2. 8. سعفة الرأس:

عدوى فطرية تُصيب فروة الرأس وبصيلات الشعر، مسببةً ظهور بقعٍ مغطاة بالقشرة على شكل حلقة على فروة الرأس، تتسع وتنتشر وتُسبب تساقط الشعر، واحمرار لون الوجه، وحكة، ويُمكِن أن تُصيب مناطق أخرى من الجسم، كاليدين، والفخذين، والأقدام، والأظافر.

2. 9. داء الليشمانيات:

يُسبب داء الليشمانيات آفات على الجلد، وينتشر بسبب ذبابة الرمل، وهو من الأمراض المنتشرة في المناطق الاستوائية.

أسباب أخرى لتساقط الشعر:

هناك أسباب أخرى تؤدي لتساقط الشعر، منها:

  1. تُعدُّ العوامل النفسية والتوتر والضغط، من أكثر العوامل تأثيراً في صحة الشعر، والتي تؤدي إلى تساقط الشعر.
  2. قد يكون تساقط الشعر نتيجةً للتلوث البيئي أو ارتفاع درجات الحرارة في المنطقة التي يعيش فيها الشخص.
  3. من أسباب تساقط الشعر اضطرابات الغدة الدرقية والأمراض المتعلقة بها.
  4. هناك علاقة قوية بين تساقط الشعر ونقص كمية الحديد والبروتين في الجسم.
  5. أحد أسباب تساقط الشعر، نتف الشعر تلقائياً من قبل الشخص نفسه، وهو مرض نفسي يُسمى بالهوس في إزالة الشعر من الرأس.
  6. الالتهابات الشديدة في الرأس، والندب التي تنتج عنها، أو الحكة المتكررة للالتهاب الموجود في فروة الرأس.
  7. قد يكون تساقط الشعر ناتجاً عن عوامل وراثية، كالصلع مثلاً.
  8. سوء التغذية الذي يتسبب في نقص الفيتامينات والمعادن، الضرورية لصحة الجسم عموماً والشعر خصوصاً.
  9. قد يَحدث تساقط الشعر بسبب التغيرات الهرمونية خلال فترات معيَّنة، مثل: الحمل والولادة.
  10. تُسبب متلازمة تكيس المبايض عند الإناث، اضطرابات الهرمونات بشكلٍ مزمن، حيث ترتفع مستويات هرمون الإستروجين، مما يؤدي إلى تساقط الشعر من الرأس، ونموِّه في مناطق غير مرغوب بها كالذقن والظهر.

علاج أمراض فروة الرأس:

يتم علاج قشرة الرأس باستخدام أنواع طبية من الشامبو خاصة بمعالجة القشرة، تحتوي على قطران الفحم، أو بيريثيون الزنك، أو حمض الساليسيليك، أو الكيتوكونازول.

1. علاج الصدفية:

يكون علاج الصدفية باستخدام شامبو خاص، وأدوية موضعية، أو علاج بالضوء فوق البنفسجي، الذي يزيل البقع المؤلمة، ويخفف من حدة المرض الإقلاع عن التدخين والترطيب المستمر.

2. علاج مرض قبعة المهد:

يكون علاج قبعة المهد من خلال تدليك وترطيب فروة رأس الطفل بلطف بالزيوت المعدنية، وغسل الرأس بشامبو الأطفال، ثم تُفرك فروة الرأس بفرشاة ناعمة.

3. علاج القوباء الحلقية:

يتم علاج القوباء الحلقية عن طريق استخدام أدوية خاصة، وشامبو مضاد للفطريات.

4. علاج صدفية فروة الرأس:

يُستخدم لعلاج الصدفية شامبو أو غسول للرأس يحتوي على مادة حمض الساليسيليك، الذي يحتوي على نوع من أنواع مضادات الفطريات، مثل: الكيتوكونازول، وأيضاً يُمكِن استخدام شامبو أو صابونة القطران، والكريمات والمراهم الستيروئيدية.

5. علاج التهاب الجريبات:

يكون علاج التهاب الجريبات بوضع قماشة دافئة على مكان الالتهاب، وذلك في الحالات البسيطة، وتحتاج الحالات الشديدة للأدوية كالمضادات الحيوية، أو الكريمات العلاجية، والشامبو الطبي، مع المحافظة على فروة الرأس نظيفة وباردة وجافة.

6. علاج سعفة الرأس:

يمكِن علاج السعفة بالأدوية الموضعية المضادة للفطريات، أو الأقراص الدوائية عن طريق الفم في الحالات المتقدمة.

7. علاج الذئبة الحمراء:

ويكون العلاج عن طريق الفم، أو كريمات يتم وضعها على مناطق الإصابة.

إرشادات للمحافظة على صحة الشعر:

1. التغذية السليمة:

اتباع نظام غذائي صحي من أهم الطرائق للحفاظ على صحة فروة الرأس، ويحتوي على كافة العناصر والفيتامينات التي يحتاجها الجسم والشعر.

2. تمشيط الشعر:

يُنصح بتدليك ومساج فروة الرأس بأصابع اليدين وليس بالأظافر بشكلٍ دائم، لما له من دور في زيادة تدفق الدورة الدموية للرأس، وبالتالي المحافظة على فروة رأس صحية وبصيلات شعر قوية.

3. الابتعاد عن المواد الكيمائية:

تسبب المواد الكيميائية (كالصبغات) الضرر والتلف للشعر، كما وتُهيج فروة الرأس.

4. تقليل التوتر:

الابتعاد عن مصادر القلق والتوتر، وممارسة تمارين اليوغا والتنفس العميق، لما للحالة النفسية من تأثيرٍ كبير في صحة الشعر، حيث يسبب التوتر الزائد تساقط الشعر.

5. التعامل بلطف مع الشعر:

باستخدام مشط واسع الأسنان، وتجنُّب شد الشعر عند تمشيطه.

6. الإقلاع عن التدخين:

تُظهر بعض الدراسات وجود علاقة بين التدخين والصلع عند الرجال.

الأطعمة المفيدة للشعر:

هناك أطعمة معيَّنة تحمي الشعر من التساقط والجفاف، مثل:

1. البيض:

يحتوي البيض على عناصر مهمة في تقوية الشعر وتغذيته من جذوره؛ مثل: البروتينات، البيوتين، السيلينيوم والزنك.

2. الخضروات الورقية:

من الخضروات المفيدة للشعر: الخس، والسبانخ، والجرجير، والملوخية، إذ أنَّها غنية بالفيتامينات والمعادن التي تُساعد على إنتاج المواد الزيتية الطبيعية لبصيلات الشعر، فتزيد من رطوبته وحمايته من الجفاف والتساقط.

3. السمك:

تحتوي بعض أنواع السمك على الأحماض الأمينية (أوميجا 3) بنسبةٍ كبيرة، مثل: السردين، والمحار، والسلمون، التي تُساعد على استعادة الشعر حيويته ونشاطه.

4. الحبوب الكاملة:

تُعدُّ الحبوب الكاملة من الأطعمة المفيدة جداً للشعر، مثل: الشوفان، والقمح، والخبز الكامل، والفريكة، والكينوا، لاحتوائها على فيتامين ب المهم لصحة الشعر، بالإضافة للزنك والحديد.

5. الدجاج واللحوم:

من المهم تناول الدجاج واللحوم لاحتوائها على البروتين؛ ولأنَّها تمد بصيلات الشعر بالأحماض الأمينية المهمة لإنبات الشعر وتقويته.

6. المكسرات:

تُفيد المكسرات الشعر بشكلٍ جيد؛ لاحتوائها على الأحماض الأمينية والبروتينات، التي تمنح الشعر رطوبة ومرونة، إضافةً لمعادن الزنك والسيلينيوم التي تحمي الشعر من التساقط.

7. الزبادي:

يحتوي الزبادي على البروتين، وحمض البانتوثينيك الذي يقوي الشعر.

8. الأفوكادو:

يحتوي الأفوكادو على فيتامينC، وفيتامينE، المُهمين لنمو الشعر.

شاهد بالفيديو: أفضل 8 أنواع من الأطعمة لنمو الشعر

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/BffrIV3yTCE?rel=0&hd=0″]

الخاتمة:

 كما رأينا تتنوع أسباب أمراض فروة الرأس من أسباب وراثية، أو عدوى، أو سوء التغذية، أو اضطرابات الجهاز المناعي، أو عدم العناية الجيدة بنظافة الشعر وفروة الرأس، وتُسهم معرفة أسباب الحالة في علاج المشكلة والمحافظة على الشعر؛ لذا من الأهمية التوجه إلى الطبيب وإجراء الفحوصات اللازمة في حال ملاحظة أيَّة أعراضٍ على الشعر.

 

المصادر: 1، 2، 3، 4

Source: Annajah.net

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *