اهمية الصناعة
تعتبر الصناعة أحد أهم أعمدة الاقتصاد في أي دولة والصناعة بصفة عامة لها مجالات متعددة لا حصر لها ، إلا أننا عندما نتحدث عن الصناعة في الوطن العربي ، فهي تعتمد بالأساس على ما يمتلكه الوطن العربي من موارد ، وثروات ، تدخل في عمليات الصناعة و التصنيع ، لإنتاج سلع ، وخدمات تسهم في زيادة الاقتصاد وتقدمه ، وفي هذا الإطار يحتم تسليط الضوء على دور الصناعة وأهميتها.
ما اهمية الصناعة للوطن العربي
ارتفاع الدخل القومي
تسهم الصناعة في تحقيق أرباح من عملية الانتاج في مجالات متعددة ، فحينما نحلل تاريخ الوضع الاقتصادي لدول الخليج العربي على سبيل المثال ، سنجد أن هذه المنطقة كانت تعتمد على مصادر دخل محدودة ، مثل الغوص على الؤلؤ ، وتجارة الأسماك ، والتي كان دورها محدود للغاية في تحقيق اقتصاد متين في هذه الدول ، ولكن بعد ظهور النفط ، أحدثت طفرة هائلة ساهمت في تغيير الوضع الاقتصادي في دول الخليج بصفة عامة ، حيث دخل النفط في مجال الصناعة ، ليقوم بزيادة مستوى الدخل القومي في هذه الدول ، حيث تقوم دول الخليج عن طريق المصانع الكبرى ، بتصنيع السلع التي تقوم على المواد البترولية ، كما في المملكة العربية السعودية ، ودول الخليج بشكل عام ، ومن هنا تأتي أهمية الصناعة في المملكة ، على اعتباره مصدر من مصادر زيادة الدخل القومي للدول ، والشعوب .
تقليل الاعتماد على النفط
تعتمد دول الخليج بشكل كبير على النفط كمورد أساسي يدعم الاقتصاد الوطني ، ولكن الاتجاه السائد لدى حكومات دول الخليج هو التحول إلى صناعات متعددة في مرحلة ما بعد النفط ، من أجل التقليل من الاعتماد على النفط كمصدر أساسي لرأس المال الوطني ، والهدف من ذلك هو توسيع مجالات الصناعة والاقتصاد في المستقبل ، لضمان اقتصاد دائم ، ومتجدد ، يغني عن النفط في المستقبل .
تقليل الاعتماد على الثروات الزراعية و الحيوانية
تقوم بعض الدول بالاعتماد على الثروات الزراعية ، والحيوانية ، والتي تدخل ضمن مواردها الاقتصادية لزيادة دخلها القومي ، ولكن هذا النوع من الاستثمارات لا يحقق قيمة اقتصادية هائلة كتلك التي تتحقق من الصناعات ، خاصة وأن هذه الدول ربما تمتلك موارد أخرى مثل المعادن ، والتي تكون بحاجة إلى استخراجها ، وإدخالها في العمليات الصناعية التي تحقق لها اقتصاد قوي ، واستغلال أمثل للموارد والثروات الطبيعية التي تتواجد في هذه الدول . حيث يمكن الاستثمار في صناعة الغذاء ، يمكن أن تكون صناعة الأثاث والصناعات الخفيفة الأخرى .[1]
تقليل الاستيراد من الخارج
من أكثر القضايا التي شغلت بال العديد من الحكومات في الوطن العربي ، هو قضية تحقيق الاكتفاء الذاتي ، وتقليل عمليات الاستيراد من الخارج ، حيث تقوم الدول العربية بالاعتماد على الدول الأجنبية المصدرة في الحصول على غالبية السلع ، والمنتجات ، الأمر الذي ينعكس بالسلب على اقتصاديات هذه الدول ، حيث تستهلك هذه الشعوب أكثر من قيامها بعمليات الانتاج ، وبالتالي فإن أهمية الصناعة تكمن في تحقيق صناعات وطنية ، تلبي احتياجات الشعوب العربية ، وتغنيهم عن الاستيراد من الخارج .
رفع مستوى التطور في المجتمع
تتجه بعض الدول العربية وعلى رأسهم دولة الإمارات العربية المتحدة نحو تحقيق التطور ، عبر التوسع في الصناعات من خلال الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة ، التي أصبحت وسيلة لتحقيق تطور الصناعة ، وازدهار الاقتصاد ، حيث ساهم دور الصناعة في تقدم المجتمع ورفاهيته في المجتمع الإماراتي على وجه التحديد ، فقد أصبح المواطن الإمارات ذو دخل مرتفع ، وفي مستوى معيشي متقدم ، وهو ما انعكس على مستوى المجتمع ككل ، ليصبح مجتمع متطور بفضل الارتقاء بعمليات الصناعة في هذه الدولة ، وتوسيع عمليات الاستثمار ، والتوجه نحو تحقيق رفاهية المجتمع بالمقام الأول .
تقليل نسب البطالة
ترتفع نسب البطالة في الوطن العربي بشكل ملحوظ ، نتيجة قلة فرص العمل ، وبالتالي تكمن أهمية الصناعة ، وتوسيع مجالاتها في الدول العربية ، في استثمار رأس المال البشري ، وتشغيل العديد من الأيدي العاملة ، التي تسهم في تخفيض نسب البطالة بشكل كبير ، ولهذا السبب تظهر أهمية الصناعة في مصر ، بشكل كبير ، نظراً لتنامي عدد الشباب الباحثين عن عمل ، والذين تضطرهم بعض ظروفهم للسفر إلى الدول الأجنبية ، بطرق غير مشروعة وهي بمثابة مشكلة تهدد أمن واستقرار معظم الدول العربية.كما يجد المتخصصون أهمية كبيرة في تنمية دور الاستثمار في مجال الصناعات التحويلية الذي يعتمد على تشغيل الشباب ، والذي بدروه يؤدي إلى أكبر عدد ممكن من فرص العمل ، وبالتالي المساهمة في معالجة ذلك. كما تسهم عمليات الصناعة في الوطن العربي بعد أن تكون مصدر للعديد من فرص العمل ، في تحقيق تشغل لكل فئات المجتمع ، ثم يتحقق الاستقرار المجتمعي داخل هذه الدول ، وعليه يتحقق الضمان الاجتماعي بها .
تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية
تكمن أهمية الصناعة في دورها الأساسي لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية ، ويصعب تحقيق تنمية متوازنة تؤدي إلى التقدم ، دون أن يكون هناك اهتمام بالنمو الصناعي بشكل علمي يساعد على تحقيق الأهداف والاستراتيجيات العملية ، التي تصب في تحقيق التنمية الاقتصادية بشكل عام ، حيث تعتبر الصناعة بمثابة مقياس أساسي بتحقيق التنمية من خلال تنمية القيمة المضافة الناتجة عن عملية التصنيع والتي تمثل ثروة أساسية لبعض الدول المتقدمة اقتصاديا. كما تظهر القيمة المضافة في مجال الصناعات التحويلية التي تتطلب تكنولوجيا حديثة .
مصدر للعملات الأجنبية
عندما تتجه الدول العربية نحو تنمية ، وتطوير الصناعة كقطاع إبداعي ، يعمل على أكثر من مستوى، وبطرق يتحقق من خلالها تحقيق سلع ذات جودة أعلى ، تنافس السلع الأجنبية ، فإنها في هذا الوقت ستكون مصدر للحصول على العملات الأجنبية نتيجة سعي الدول نحو انتاج سلعا من عمليات الصناعة في مختلف المجالات ، والتي قد تساهم في تراجع معدل الاستيراد بشكل كبير .[2]
الاستقرار السياسي الداخلي
تعاني الأوضاع في الدول العربية من التوتر لا سيما بعد فترة الثورات العربية في عام 2011 بسبب قلة الاستقرار السياسي الداخلي ، نسبة إلى انخفاض مستوى الرضاء العام للجمهور العربي ، بسبب قلو الدخول ، وظهور مشكلات وقضايا داخلية ، وفي هذا الإطار يكون للصناعة دور كبير ، في زيادة مستوى الخدمات ، وتدفق رأس المال ، وزيادة الدخل القومي لهذه الدول ، وهو ما يعود في النهاية على رضاء الجمهور ، وتحسن مستوى المعيشة ، ومن ثم يتحقق الاستقرار السياسي الداخلي ، وتبتعد الدول عن الصراعات السياسية ، لانها ستتجه بكامل طاقاتها نحو ترقية دور الصناعة والمشاريع ، واستغلال رأس المال ، ورأس المال البشري بشكل أفضل ، يحقق فعالية الخدمات ، وانتاجية السلع بشكل أكبر .