أوكرانيا تدعو حلفاءها للتحرك بسرعة إزاء الحشد العسكري الروسي قرب حدودها

دعا وزير خارجية أوكرانيا حلفاء بلده للإسراع بالتحرك لمواجهة الحشود العسكرية الروسية على الحدود الأوكرانية، في حين يناقش وزراء خارجية حلف الناتو اليوم التحركات العسكرية الروسية قرب تلك الحدود.
U.S. Secretary of State Antony Blinken and Ukraine's Foreign Minister Dmytro Kuleba hold a news conference
وزير خارجية أوكرانيا: ما نراه خطر للغاية، روسيا نشرت قوة عسكرية كبيرة قرب حدودنا (رويترز)

دعا وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا حلفاء بلده إلى الإسراع في التحرك لمواجهة الحشود العسكرية الروسية على الحدود الأوكرانية، في وقت يناقش فيه وزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO) اليوم الثلاثاء التحركات العسكرية لموسكو قرب حدودها مع أوكرانيا.

وقال وزير الخارجية الأوكراني في مؤتمر صحافي أمس الاثنين “من الأفضل التحرك الآن وليس لاحقا” من أجل “كبح جماح روسيا”، مضيفا أن روسيا حشدت 115 ألف عسكري عند حدودها مع أوكرانيا، وفي شبه الجزيرة القرم الأوكرانية، التي ضمّتها موسكو إليها في 2014، وفي المناطق الأوكرانية الواقعة تحت سيطرة الانفصاليين شرقي البلاد.

وأوضح المسؤول الأوكراني “ما نراه خطر للغاية. روسيا نشرت قوة عسكرية كبيرة قرب الحدود الأوكرانية، تشمل دبابات وأنظمة مدفعية، وأنظمة حرب إلكترونية وقوات جوية وبحرية”، مضيفا أن هذا الانتشار العسكري يمكّن موسكو من شن هجوم على أوكرانيا “في غمضة عين”.

وشدد كوليبا على أن بلاده ستردّ في حال وقوع هجوم  روسي عليها، قائلا إن جيش بلاده أصبح “أقوى بما لا يُقاس مع ما كان عليه في 2014″، في إشارة إلى السنة التي ضمت فيها روسيا شبه جزيرة القرم.

وفي 21 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، قال رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية كيريلو بودانوف إن روسيا تخطط لشن هجوم على بلاده بحلول نهاية يناير/كانون الثاني أو بداية فبراير/ شباط المقبلين.

Ukrainian Armed Forces hold drills near the border with Russian-annexed Crimea in Kherson region
دبابات أوكرانية تشارك في تدريبات في وقت سابق من الشهر الحالي قرب شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا (رويترز)

وفي الأسابيع الأخيرة، واصلت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي التعبير عن مخاوفهم من تحرّكات القوات الروسية عند حدود أوكرانيا، خوفا من غزو محتمل. وقد نفت روسيا مرارا وجود أي خطة لديها في هذا الاتجاه، متهمة كييف وحلفاءها الغربيين بالزيادة من استفزازاتها.

ويشهد الشرق الأوكراني منذ 2014 حربا بين كييف وانفصاليين موالين لروسيا، وقد اندلعت بعيد ضمّ موسكو شبه جزيرة القرم، وأودت الحرب بأكثر من 13 ألف شخص.

حلف الناتو

وجاء تحذير وزير الخارجية الأوكراني قبل يوم من اجتماع مرتقب لوزراء خارجية دول حلف الناتو في مدينة ريغا عاصمة لاتفيا، وعلى رأس جدول أعمال الاجتماع مناقشة الأنشطة العسكرية التي تنفذها موسكو في القرم وعلى حدودها الغربية مع أوكرانيا.

وذكرت وكالة الأناضول أن وزيري خارجية أوكرانيا وجورجيا سيحضران الاجتماع بصفة استثنائية، بحكم أن بلديهما ليسا عضويين في الناتو.

وكان الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ جدد أول أمس الأحد دعوته موسكو لخفض التصعيد قرب الحدود الأوكرانية، محذرا من تكاليف وعواقب إذا شنت موسكو هجوما على جارتها، وقال ستولتنبرغ إن الزيادة غير العادية في وجود الدبابات والمدفعية والطائرات المسيّرة وآلاف العسكريين الجاهزين للقتال تمثّل “مصدر قلق كبير لأسباب عديدة”، أبرزها “أنها بلا موجب ولم يتم تبريرها”.

وفي وشنطن، أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) جون كيربي في مؤتمر صحافي أن تحرّكات القوات الروسية على الحدود مع أوكرانيا هي “مصدر قلق دائم وما تزال روسيا ترسل تعزيزات”، وبينما أكّد كيربي أن بلاده ستدعم القوات الأوكرانية، استبعد إمكانية تدخّل عسكري أميركي مباشر.

نفي روسيا

بالمقابل، ترفض موسكو اتهامات كييف والدول الغربية بأنها تستعد لشن هجوم وشيك على أوكرانيا، قائلة إنها تستطيع نقل القوات الروسية على أراضيه كما تشاء، وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أول أمس الأحد إن “الهيستيريا التي يؤججها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حول نيتنا مهاجمة بلاده لا أساس لها”.

وفي سياق متصل، رحبت أمس الاثنين أوكرانيا بأي جهد وديّ لإنهاء الأزمة مع روسيا، وذلك بعدما عرض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس التوسط بين كييف وموسكو، وأضاف “سواء كان الأمر باعتبارنا وسيطا أو من خلال التحدث معهم حول القضية بإجراء هذه المحادثات مع أوكرانيا والسيد بوتين، فإننا نريد إن شاء الله أن يكون لنا دور في حل هذا”.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *