‘);
}

الصّحابة الكِرام

امتاز جيل الصّحابة الكِرام -رضي الله عنهم- بميِّزاتٍ عظيمةٍ، وخصالٍ كريمةٍ، استحقّوا بها أن يكونوا خير الناس بشهادة النبي -صلّى الله عليه وسلّم- لهم، حيث قال فيهم: (خيرُ الناسِ قَرْنِي، ثمَّ الذِينَ يَلُونَهم، ثمّ الذِينَ يَلُونَهم، ثُمَّ يَجِيءُ قومٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمينَهُ، ويَمينَهُ شَهَادَتَهُ)،[١] وامتدحهم الله -تعالى- في محكم كتابه بقوله: (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).[٢]

وما كانت هذه المنزلة والدرجة الرفيعة من الخيريّة للصّحابة، إلّا لِما كان منهم من نصرةٍ للدّين الإسلامي، ونشرٍ لرسالة الإسلام، والاستماتة في الدفاع عن الدعوة الإسلامية، وقد تحمَّلوا مقابل ذلك شدائد وأهوالاً، ولقوا ما لقوا من صنوف الأذى الجسديّ والنفسيّ، ومن بين هؤلاء الصحابة الكِرام رضي الله عنهم، ومن أبرزهم وأجلّهم مكانةً الصحابيّ الجليل خالد بن الوليد رضي الله عنه، الذي عرّفنا التاريخ الإسلامي به، وحدّثنا عن فضله، ووثّق مشاهد كثيرةً من بطولته وشجاعته، وفيما يأتي تعريف بخالد بن الوليد رضي الله عنه، وحديث من سماته، وأبرز صفاته، وبيان وفاته، ومكان قبره.