‘);
}

أعمال عليّ بن أبي طالب في عهد النبيّ

يُعَدّ علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة إلى عدنان أحدَ العشرة المُبشَّرين بالجنّة، وهو رابع الخلفاء الراشدين،[١] كان قد استخلفه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- على أهل بيته في المدينة في غزوة تبوك في العام التاسع للهجرة، فلمّا بلغ ذلك المنافقين وجدوا الفرصة الكبيرة للإساءة إلى عليّ -كرّم الله وجهه-، فأخذوا يقولون إنّما تُرِك لثِقَله على النبيّ، فلمّا سمع بذلك عليٌّ ذهب ليلحق بالجيش، فيغزوا معهم، فقال له رسول الله -عليه الصلاة والسلام- حينها: (ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، غير أنّه لا نبيّ بعدي)،[٢][٣] ويُذكَر أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- كان قد أرسل عليّاً بن أبي طالب إلى همدان اليمن؛ ليدعوَ القبائل هناك إلى الإسلام؛ فجمع الناس، وصلّى الفجر، ولمّا فرغ قرأ عليهم كتاب رسول الله -عليه الصلاة والسلام- حتى أسلمت همدان كلّها في يومٍ واحدٍ.[٤]

ويُشار إلى أنّ عليّاً بن أبي طالب من الصحابة الذين بادروا في غسل النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- عند وفاته، فقال: (غسلتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فذهَبتُ أنظُرُ ما يكونُ منَ الميتِ فلم أرَ شيئًا، وكان طيبًا حيًّا وميتًا)،[٥]، وبعد أن انتهوا من غسله -عليه الصلاة والسلام- اهتمّ عليٌّ وثلّةٌ من الصحابة الكرام بدَفنه، وكان ممَّن شارك في إنزال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- إلى القبر،[٦] ويُذكَر أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- كان قد كلّف عليّاً بعدّة أمور، منها: أنّه كان ممّن كلّفهم بكتابة ما نزل من الوحي من آيات قرآنيّة،[٧] كما كلّفه أن يكتبَ كتاب الصُّلح مع المشركين في صلح الحديبية،[٨] فعن أبي إسحق قال: (سمعت البراء بن عازب يقول: كتب عليّ بن أبي طالب الصلح بين النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وبين المشركين يوم الحديبية، فكتب: هذا ما كاتب عليه محمد رسول الله، فقالوا: لا تكتب رسول الله، فلو نعلم أنّك رسول الله لم نقاتلك، فقال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- لعليٍّ: امحه، فقال: ما أنا بالذي أمحاه، فمحاه النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بيده)؛[٩] فقد امتنع عليّ -رضي الله عنه- عن محو كلمة (رسول الله)؛ تعظيماً، وإجلالاً لصفة الرسالة التي آمن باصطفائها لمحمدٍ رسول الله، ولم يكن رفضه لمَحوها ناتجاً بسبب امتناعه عن أمر النبيّ -عليه الصلاة والسلام-.[١٠]