ديمة محبوبة

عمان- حصلت على وظيفة في جمعية سيدات الطفيلة الخيرية كمترجمة ومدققة لغوية، ثم بات اسمي معروفا في مجتمع الجمعية، ولدي حضور قوي، ومعرفتي تامة بمتطلبات العمل”، هذا ما تقوله المستفيدة من برنامج المشاركة الشبابية والتشغيل ضمن محور توظيف الاشخاص ذوي الإعاقة، في محافظة الطفيلة، وفاء الزغاميم.
وتؤكد الزغاميم، أنها حظت بفرصة تشغيلية وتدريبية رائعة، فهي خريجة تخصص أدب إنجليزي، وتعاني من إعاقة حركية تجعلها تسير برفقة عكازيها، وعن مشاركتها في المشروع تقول إنها تلقت مجموعة من الورشات التدريبية في البداية مع مدرب خاص عن كيفية العمل، وكتهيئة نفسية ومهارات التواصل ومقابلات العمل وأخلاقيات المهنية.
وتشير إلى أن الفرصة الوظيفية، جعلتها تتعرف على العديد من الأعمال، منها إدخال البيانات وتبليغ المدعوين على الاجتماعات والمؤتمرات والاحتفالات، وتيسير الورشات، إذ استفادت من وجودها في الجمعية بشكل حقيقي، بأكثر من مهارة، مبينة “حتى أن الجمعية قدمت لي دورة لتطوير المهارات الرقمية والتي نستكملها على ثلاث مراحل”.
ويأتي مشروع المشاركة الشبابية والتشغيل الذي تنفذه مؤسسة إنجاز في محافظات البلقاء ومادبا والطفيلة والكرك بالشراكة مع منظمة أوكسفام، ليعزز المهارات الحياتية والتقنية لتيسير انخراط الشباب والشابات في المجتمع وسوق العمل، من خلال تدريبات متخصصة تساعدهم على إيجاد فرص عمل في مجالات مختلفة أو البدء بتأسيس أعمالهم الخاصة، وزيادة قدرات أصحاب الأعمال والمؤسسات والمجتمع بدعم الشباب.
ويربط المشروع، الشباب والشابات، بفرص العمل وفرص التعليم والتدريب المختلفة، إضافة إلى دعم أساليب الحوار والتأييد بين الفئات الشبابية والمؤسسات العامة والخاصة والأعمال التجارية، لنشر مفهوم مشترك عن أهمية إشراك الشباب في سوق العمل، والالتزام بمشاركتهم في الحياة العامة.
أما المستفيد من محور الزمالة حمزة العميلات، فيقول إنه خريج تخصص علوم مالية ومصرفية، وعمل في جمعية آفاق للتنمية البشرية، بمهام متعددة، كمحاسب، وينفذ جلسات توعوية، وفعاليات مبادرات على مدى 10 أشهر.
ويشير العميلات، إلى أنه كان متطوعا في العديد من مؤسسات المجتمع المدني، وكان حريصا على التقدم لأي فرصة عمل أو تطوع، لتطوير مهاراته ومحبته للعمل التطوعي منذ صغره، وحتى المرحلة الجامعية.
ويقول إنه تقدم بطلب لهذا المشروع واستفاد من مجموعة تدريبات، مهارات التواصل في العمل، وطريقي للوظيفة، والاخلاقيات في العمل والنوع الاجتماعي، ثم المقابلة، ومن بين 25 زميلا وزميلة تم اختياره مع 14 مستفيد آخرين لانتهاز هذه الفرصة التشغيلية، “وخلال 10 أشهر من التدريب التشغيلي، حصلت على 10 تدريبات بمجالات كثيرة لتطوير مهاراتي”.
ويستهدف المشروع الذي يتم تنفيذه بدعم من وزارة الشؤون الخارجية الدنماركية وتحت مظلة برنامج الشراكة العربية الدنماركية، الشباب الأردنيين والسوريين من كلا الجنسين ضمن الفئة العمرية 18-35 عاما، في محافظات الكرك، والطفيلة، والبلقاء ومادبا والتي تتسم بمحدوية فرص العمل والمشاركة المجتمعية للشباب.
فاطمة السقرات وهي مدربة عمل في محور ذوي الإعاقة، تقول إن من المهم إشراك ذوي الإعاقة في العمل، “وهذا دوري مع فتاة أنهت دراستها الجامعية بتخصص علوم مالية ومصرفية، تدربت في جمعية لكن بتخصص وظيفي بعيد عن دراستها، مما جعلها فتاة بائسة غير محبة للعمل”.
وتشير السقرات إلى التنسيق مرة أخرى مع إنجاز للبحث عن الوظيفة المناسبة لها وإيجاد ذاتها فتوفرت لها الفرصة للعمل كإدارية في إحدى الاكاديميات التعليمية، والتزمت بهذا العمل، تبعا لشغفها واهتمامها وجديتها، وبعد انتهاء مدة تدريبها، عرضت عليها الاكاديمية فرصة عمل، إلا أن أزمة كورونا أوقفت العمل بعد فترة من الزمن، بسبب الظروف الاقتصادية”.
وبالنسبة لطبيعة الشراكة بين “أوكسفام” و”إنجاز”، فإن منظمة “أوكسفام” تعمل مع شركائها على إيجاد حلول تعالج العوائق التي تحول دون التنمية الاقتصادية؛ إذ تركز على السكان المتضررين من النزاعات والحروب والفئات الأكثر ضعفا في المجتمع، في حين أن دور إنجاز يتمثل بمحورين أساسيين؛ الأول الجاهزية الوظيفية، والثاني التوظيف والفرص التدريبية، فيتم تنفيذ هذين المحورين من خلال مراكز التدريب المهني والمراكز الشبابية والجامعات، إضافة إلى المراكز والجمعيات التي تتعامل مع السوريين.
وتعمل منظمة “أوكسفام” مع شركائها على تحقيق العدالة الاقتصادية وبناء مهارات الشباب والنساء في الأردن، وتدريبهم بشكل يسهم في تطوير وتنمية الأعمال.
ويقول مدير فرع الكرك لمعهد العناية بصحة الأسرة التابعة لمؤسسة نور الحسين، الدكتور منذر خريشة، إن المؤسسة وقعت اتفاقية تعاون بين المعهد ومؤسسة إنجاز، بدعم من أوكسفام، وذلك لتكون جهة مستضيفة للمستفيدين ضمن البرنامج في محافظة الكرك كل حسب تخصصه، تغذية أو تمريض، وكل مستفيد يوضع في القسم المختص، ويتم الإشراف عليه من متخصصين وأصحاب كفاءات للقيام بالوظيفة على أفضل وجه.
ويشير الخريشة إلى أهمية أن ينخرط الخريج مع بيئة العمل بشكل صحيح، مع تدريبه ليكون أكثر نفعا، وأن يصبح لديهم خبرات تساعدهم على تجاوز إعلانات التوظيف التي تشترط سنوات الخبرة، فبذلك هم يكسبون المهارة في العمل والخبرة المبدئية.
ويؤكد أن هناك مستفيدين بينوا اهتمامهم في مجالات مهنية، فتم تدريبهم على العمل الإداري وتنظيم المبادرات وإنشائها، “فمن حق الخريجين خوض فرص تدريب وتشغيل كهذه، تحثهم على سوق العمل وتزودهم بالخبرة المناسبة، مشيرا إلى برنامج المشاركة الشبابية والتشغيل، مثال يجب ان يحتذى من باقي مؤسسات المجتمع المدني والحكومي، وإعطاء الطالب الخريج فرصة تشغيلية لو لمدة بسيطة يثبت ذاته ويتعلم من العمل ويكون خبرة تساعده على شق طريقه داخل البلد وخارجها”.
ويتم تدريب المستفيدين من قبل مؤسسة “إنجاز”، على ثلاثة برامج رئيسة؛ إذ بلغ عدد المستفيدين من برنامج المشاركة الشبابية والتشغيل منذ انطلاقته ما يزيد على 5000 مستفيد ومستفيدة، ويتم تنفيذ البرامج من خلال مجموعة من المتطوعين المدربين والمؤهلين من أصحاب الخبرة لينقلوا خبراتهم للمستفيدين عبر تلك البرامج التي تسهم بتأهيل المستفيدين لسوق العمل.
ويعمل محور الجاهزية الوظيفية من خلال برامج عدة هي، مهارات التواصل في العمل، طريقي إلى الوظيفة، أخلاقيات العمل، إلى جانب تنفيذ جلسات إضافية لمراعاة النوع الاجتماعي وتبديد الصورة النمطية عن عمل المرأة ودورها في تنمية الاقتصاد الوطني.
وفيما يخص محور الجاهزية الوظيفية، فإن وحدة التوظيف في مؤسسة “إنجاز” تعمل على محاور فرعية عدة لنقل المستفيدين مباشرة الى سوق العمل، وذلك من خلال ربط مجموعة من المستفيدين بفرص تدريبية تشغيلية في القطاع الخاص وقطاع المجتمع المدني بهدف إتاحة الفرصة أمامهم لاكتشاف خياراتهم الوظيفية المستقبلية، إضافة لبناء قدراتهم ومهاراتهم المهنية.
ويعمل هذا المحور من خلال برامج أساسية عدة، هي الزمالة، والتدريب، وتوظيف الأشخاص ذوي الإعاقة، ومدرب العمل للأشخاص ذوي الإعاقة، وجلسات التوعية للجهات المستضيفة عن كيفية التعامل مع الاشخاص ذوي الإعاقة.
المتطوعة مع مؤسسة إنجاز ديما المجالي، وهي رئيسة جمعية مساواة لحقوق الإنسان ونائب رئيس جمعية مرود التعاونية ورئيسة اللجنة النسوية في مركز الأميرة بسمة ومدربة في التنمية البشرية، تقول إنها تطوعت مع إنجاز في هذا المشروع لتدريب الشباب والفتيات على مهارات التواصل في العمل، وكيفية التحكم بالذات خلال المقابلات وإعطاء الانطباع الجيد المثالي عنهم.
وتضيف، “كنت أطرح دائما لهم أمثلة من الحياة، كيف لشخص عادي أن يجد شيئا يحبه، ويصنع من ذاته وظيفة أو شركة تمكنه من الدخول لعالم الأعمال”.
وتسعى إنجاز من خلال برامجها، إلى ما يضمن استمرارية العطاء وتقديم فرص عمل للشباب والشابات ليعتمدوا على أنفسهم، ويكونوا أفرادا منتجين وفاعلين في المجتمع، في حين الشراكة مع منظمة أوكسفام لتنفيذ برنامج المشاركة الشبابية والتشغيل تعزز جانبين لهما أهمية؛ وهما التدريب على دخول سوق العمل وتوفير فرص عمل للمستفيدين، الأمر الذي يمكنهم من خوض تجربة حقيقية يتم البناء عليها في حياتهم المهنية