إن الإنتقال للعيش مع شريك الحياة وتكوين أسرة جديدة يعتبر أمر صعب على الطرفين، والذي يساعد في تسهيله بعض الشئ الحب المتبادل بين الزوجين، إلا أن بعض الإختلافات الطبيعية بينهما تسبب القلق أو الضيق خصوصا لو وضع كل طرف صورة في خياله لشريك حياته وتفاجأ أن الواقع مختلف تماما.
ليس كل النساء واحد:
من أهم الأسباب التي تؤدي للتوتر بين الزوجين هو إعتقاد الزوج إن النساء كلها واحد وإن الطريقة التي تصلح مع أمه أو أخته مثلا هي نفس الطريقة التي سيتعامل بها مع زوجته لكن هذا الإعتقاد خاطئ تماما بسبب عدة أمور:
1- الإختلافات الطبيعية والفروق الفردية بين كل البشر فالله عز وجل لم يخلق قوالب بشرية يخرج منها أمثلة متشابهة ومتطابقة فصفاتنا مختلفة وإهتماماتنا أيضا فلا يوجد شخصين متشابهين في كل شئ حتى التوأم فكيف يعتقد الزوج إن زوجته كأمه وأخته أو سائر النساء ويتعامل معها على هذا الأساس.
2-فرق التربية والبيئة والنشأة فكل أسرة تختلف عن غيرها فقديما قالوا: “كل دار لها مدار” دليل على إن كل بيت يختلف عن غيره وبالتالي طرق تربية الأطفال داخل كل أسرة ستختلف عن غيرها، فما يألفه الزوج وإخوته ربما يكون غريب على زوجته وإخوتها وهكذا لذلك أصبح من غير المنطقي التعامل مع الزوجة من منطلق أنها كأم الزوج وأخته.
3- فرق الخبرات فالبشر كلهم أيضا مختلفين في التعامل مع المواقف المختلفة وفقا لخبراتهم التي عاشوها والتي تعلموها، فبالتأكيد الخبرات والمواقف التي مرت بها الزوجة أقل من التي مرت بها الأم – سواء أمها هي أو حتى أم زوجها – لذلك لم يكن من الصحيح أن يعتقد الزوج إن زوجته مثل أي أنثى.
إياك أن تطلب ذلك من زوجتك:
نعم هذا تحذير ونصح لكل زوج يريد من زوجته أن تكون نسخة طبق الأصل من أمه أو أخته أو حتى أمها لأنه بذلك يريد منها أن تمحي شخصيتها ولا تستغل كل المميزات التي وهبها الله إياها، وفي نفس الوقت تعتبره بعض الزوجات إهانة وتقليل شأن فالذي يحب شخص يحبه كما هو وإن وجد لديه بعض الصفات السيئة يحاول مساعدة شريك حياته ليعدلها وتصبح أفضل لكن لا يدفعه ليكون نسخة من الغير حتى لو كان الغير هذا شخص فاضل كالأم.
فنحن لا نناقش مدى كون أم الزوج أو حتى أم زوجته قدوة ومثالا يحتذى به لكننا نناقش مدى الظلم الذي سيقع من الزوج على زوجته إن طلب منها أن تكون مثل أمه أو حماته، وحتى إن لم يبوح بذلك وكان يتمنى من داخله أن يجد أو أن تصبح زوجته نسخة طبق الأصل من أي سيدة اخرى فهو أيضا ظلم لها.
تحمل المسئولية:
البعض سيلتمس العذر للزوج ويقول إن معظم الزوجات خصوصا في بدايات الزواج يجدن صعوبات شديدة في تحمل مسئولية الأسرة ولهذا ينظر الزوج ويقارن أخته أو امه بزوجته ويقول لها – أو لنفسه – “لماذا لا تكونين مثلهم لنعيش حياة هادئة وسعيدة؟” ولكن الزوج لو ظل ينظر للغير ويقارن زوجته بالأخريات سيشعل فتيل نار بينه ويبن زوجته هو في غنى عنه، لأنه بذلك يقول لها بكل صراحة ووضوح: “أنتي لا تصلحين لأن تكوني زوجة وربة منزل فعليكي أن تكوني مثل غيرك لتنجحي” وهذا يشعر الزوجة بالنقص.
والحل مع قلة خبرة الزوجة في بداية الزواج الصبر والنصح والحب واللين، فالتعامل مع الأمور بعكس ذلك سيزيدها سوء وينتج مشكلات جديدة ويزيد الحياة بين الزوجين توتر وقلق.
فالنصيحة التي نقدمها للزوج اليوم هي ألا يطلب من زوجته أن تكون مثل أمه أو أخته أو حتى أمها أو أختها بل يناقشها بشكل مباشر وبهدوء في أي شئ يحدث بينهما أو أي مسئولية قصرت هي بها، فالنصح اللين أفضل كثيرا ويعطي نتائج فعالة.
وفي النهاية نتمنى أن تكونوا إستفدتم من هذه النصائح وللمزيد تابعونا في قسم علاقات أسرية، وأنصحكم بقراءة هذا المقال بعنوان:”حتى تدوم السعادة بين الزوجين“، وأشركونا دائما بتعليقاتكم وأسئلتكم وأيضا تجاربكم الأسرية.