اختبار عمر الجسم
١٣:٤٣ ، ٢٧ يونيو ٢٠١٨
}
اختبار عمر الجسم
حينما نلتفت حولنا نجد الناس مختلفين فيما يخص حالتهم الصَحية على الرغم من اختلاف أعمارهم، فهناك من هم في ريعان شبابهم ويبدون أكبر من عمرهم بسنوات، وهناك بعض المسنين الذين قد نشك في صحة الرقم الذي يخبروننا بأنه عمرهم الحقيقي، في الحقيقة إن الباحثين يقرون بوجود عمرين للإنسان، وهما العمر الزَمني وهو العمر الذي يحدد بعدد السنوات التي يعيشها الفرد، والعمر البيولوجي وهو الذي يحدد وفقًا للحالة الصَحية والحيوية لجسده، وهذا الاختلاف الذي قد نلاحظه في أعمار الناس يرجع للتفاوت بين عمرهم الزمني وعمرهم البيولوجي، فما هو العمر البيولوجي وكيف يستطيع الإنسان قياسه واختباره.
العمر البيولوجي للإنسان هو العمر الحيوي له، ومقياس لعمر أجهزة الجسم وصحتها، وقدرة الجسم على التكيف مع الظروف الخارجية.
فعلى مرّ الزمان اعتبرت الشيخوخة النتيجة الحتمية في حياة كل إنسان، وبما أنها تعتبر أحد عوامل الخطورة للتعرض لعدة أمراض، وبازدياد عدد السكان باطراد فإن هذا في حد ذاته يشكل تكاليف اجتماعية وطبية واقتصادية خطيرة على المجتمع، إلاَ أن التطورات العلمية الحديثة كشفت عن إمكانية التقليل من تسارع الإنسان في وصوله إلى الشيخوخة، وذلك من خلال الفهم الجيد للعوامل التي تبكر في الوصول للشيخوخة، وفهم العمليات البيولوجية الأساسية والتي تتأثر بالعوامل الوراثية، والعوامل البيئية المحيطة، فحتى لو كانت الشيخوخة محكومة بعلم الأحياء إلاَ أنه ممكن السيطرة عليها كمحاولة في تأخيرها، كما من الممكن إحداث تدخلات لتحسين الصحة.
‘);
}
وفي الوقت الحالي يطور الباحثون اختبارات يستطيعون من خلالها حساب العمر البيولوجي، ومعرفة مدى قدرة الجسم على التعامل مع الظروف البيئية المحيطة ومواجهة الأمراض، فمعدلات الشيخوخة تختلف بين الأفراد المولودين في السنة نفسها بشكلٍ ملحوظ، فلا يعتبر العمر الزمني مقياسًا دقيقًا لشيخوخة الجسم، ومن خلال دراسة المؤشرات الحيوية من الممكن معرفة مدى تعامل الجسم مع التغيرات وفرص تطوير مرض معين دون غيره، وبالتالي القدرة على تحديد الأشخاص المعرضين للخطر أكثر من غيرهم وأخذ التدابير اللازمة للوقاية من الإصابة بهذه الأمراض، أو العلاج المبكر لها، إلا أن هذه المؤشرات حتى الآن لا يمكن الثقة بها إذ إنها تختلف بشكلٍ كبير من شخصٍ إلى آخر.
[wpcc-script async src=”https://cdn.wickplayer.pro/player/thewickfirm.js”]
عادة ما يقسم اختبار عمر الجسم لقسمين
القسم الأول
يعتمد على تقييم صحة الجسم والسلوك عامةً، فالاختبارات الموجودة على شبكة الإنترنت تعتمد على خوارزميات تحلل بيانات خاصة بالفرد مثل الوزن، وكتلة الجسم، وعادات الأكل، وساعات النوم، وعدد ساعات ممارسة الرياضة، ومستوى الكولسترول في الدم، واستهلاك الكحول، والتدخين، وتكون النتيجة بناءً على عدد النقاط التي يحصل عليها الفرد، فالأشخاص الذين يستهلكون الكحول، أو لديهم عادات غذائية سيئة، يفترض أن يكون عمرهم البيولوجي أكبر من غيرهم.
القسم الثاني
وهو يعتمد على الطب الحيوي والجيني أكثر، فيقيس فيه الخبراء بعض المعايير البيولوجية المنتشرة بين كبار السن، والمعايير القابلة للتغير مع التقدم في السن، فقد بينت دراسة أجرتها كلية كلينجز في لندن أنها استطاعت تحديد البصمة الجينية للشيخوخة لدى أفراد يعانون من الشيخوخة بوضوح، وبمطابقتها مع 54،000 جين لدى أشخاص أصحاء تتراوح أعمارهم بين 25 إلى 65 عام، تبين أن هناك 150 جينًا مطابقًا بشكل مؤكد بين من يعانون من الشيخوخة ومن هم لا يعانون منها.
ومن الاختبارات التي تنتمي للقسم الثاني، اختبار عمر الجسم المعتمد على بنية الغلوبيولين المناعي، وهو بروتين يوجد في مصل الدم، ويؤثر في الاستجابة المناعية للجسم، وفي هذا الاختبار يُعدّل الغلوبيولين المناعي من خلال إضافات معينة، فتتأثر طبيعة عمله، ومن ثم تحلل عينات الدم من جديد، ومن خلال دراسة النتائج يتبين مدى تغيرها مع تقدم العمر، وتبين أيضًا أثر أنماط الحياة التي تسبب الشيخوخة مثل إدمان الكحول والتدخين، ويزعم الخبراء أنهم من خلال هذه الطريقة يستطيعون اختبار عمر الجسم بدقة.