‘);
}

استئصال الغدة الدرقية

يتمثّل استئصال الغدة الدرقية (بالإنجليزيّة: Thyroidectomy) بإجراء عمليةٍ جراحيّةٍ لإزالة بعض الأجزاء من الغدة الدرقية أو إزالتها بالكامل، والغدة الدرقية هي الغدة الواقعة في الجزء الأمامي من الرقبة والمسؤولة عن إنتاج وإفراز الهرمونات الدرقية الضروريّة للجسم؛ حيث تتحكّم هذه الهرمونات في العديد من العمليات الحيوية المُهمة للجسم،[١] وفي الحقيقة يقوم الطبيب باختيار نوع الجراحة المناسبة للحالة الطبية بناءً على السبب الحقيقي وراء استئصال الغدة، وبعد النظر في العوامل التي تتعلّق بالوضع الصحي للغدة الدرقية والصحة العامة للمريض، ففي حال وجود عُقيدات أو سرطان في مناطق محدّدة من أحد جانبيّ الغدة الدرقية فإنّ الطبيب يُوصي بإزالة نصف الغدة الدرقية، ويُعرف هذا النوع باستئصال الدرقية الجزئي (بالإنجليزيّة: Hemithyroidectomy)، بينما يتم استئصال النسيج المعروف بالبرزخ والموجود في منتصف الغدة الدرقية ليربط النصفين معاً في حال وجود أورامٍ صغيرةٍ فيه، ويُعرف هذا النوع باستئصال البرزخ (بالإنجليزيّة: Isthmusectomy)، وفي بعض الحالات يحتاج المريض لإزالة كامل الغدّة الدرقية بسبب وجود كُتل سرطانية، أو عقيدات نشطة على كلا الجانبين، أو في حال إصابة المريض بداء غريفز (بالإنجليزيّة: Graves’ disease).[٢]

تجدر الإشارة إلى أهمية التعرّف على طبيعة الغدة الدرقية والهرمونات التي تُنتجها ووظيفتها لفهم عملية استئصال الغدة الدرقية بالكامل؛ حيث تتكوّن الغدة الدرقية من فُصين اثنين (بالإنجليزية: Lobes)، ويحيط كل نصف بالقصبة الهوائية من أحد الجانبين، وتتبع الغدة الدرقية للغدد الصماء التي تقوم بإنتاج هرمونات وإطلاقها في مجرى الدم، وتقوم هذه الهرمونات بالتأثير في خلايا وأنسجة بعيدة عن الغدة الدرقية في مختلف مناطق الجسم؛ حيث تساعدها على العمل بشكل طبيعي، فهناك ثلاثة أنواع من الهرمونات التي يتم إنتاجها في الغدة الدرقية؛ هرمون الدرقية أو هرمون الثيروكسين (بالإنجليزيّة: Thyroxine) ويُطلق عليه T4 أيضاً، وهرمون ثلاثي يودو ثيرونين (بالإنجليزيّة: Triiodothyronine) الذي يُطلق عليه T3، وفي الحقيقة يتحوّل T4 إلى T3 في الجسم، وذلك لأنّ T3 هو الشكل الفعّال من الهرمون الذي يؤثر في طريقة عمل الخلايا والأنسجة الجسمية، كما تقوم الغدة الدرقية بإنتاج هرمون كالسيتونين (بالإنجليزيّة: Calcitonin) الذي يساهم في التحكم في مستوى الكالسيوم في الجسم، ولكن يمكن للجسم القيام بالعمليات الحيوية بإتقان بغيابه أو بوجود كميات قليلة منه، بينما يحتاج الجسم لهرمونات الدرقية T3 وT4 بهدف التحكم في سرعة العمليات في الجسم أو ما يُعرف بمعدّل الأيض؛ حيث يتم تعويض الجسم ما ينقصه من هذه الهرمونات عبر تناول قرص دوائي يحتوي على هرمون الدرقية المصنّع بشكل يومي، وتجدر الإشارة إلى أنّ زيادة إنتاج هذه الهرمونات يسبّب فرط نشاط الغدة الدرقية ويشعر حينها المصاب بزيادة الشهية، وسرعة التهيّج، وقد يفقد الوزن، وفي المقابل يتمثل قصور الغدة الدرقية بقلّة إنتاج هذه الهرمونات ويشعر حينها المريض بالكسل، والتعب، وغيرها من الأعراض الأخرى.[٣]